أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟















المزيد.....

(9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


9
الفصل الأول – التنفير
كان الشغل الشاغل لمحمد هو صبغ الصحابة بصبغة الإسلام وكانت الخطوة الأولى هي تنفيرهم من كل ما يمت بأدنى صلة للفترة السابقة على الإسلام(=الجاهلية) (1) واتخذ ذلك أشكالاً متنوعة :-
1-( عن أسامة بن زيد أن رسول الله –ص – قال: لا يرث المسلم الكافر)(2) منع التوارث يعني قطع أي صلة تربط المسلم بغير المسلم ومهما كانت درجة القرابة ومهما كان المال الذي تركه الكافر كان المسلم يزدريه ولا يقترب منه ولا ياخذ منه درهماً واحداً .
ولما استتب الأمر لمحمد وأخذت شوكته تقوى – وفي طريقه – لكي يصبح سيد جزيرة العرب كلها بلا منازع تلا على صحابته قرآنا ينص على :
2 – ( إنما المشركون نجس ) (3)
أبوسفيان - وسوف نرى فيما بعد أنّ أبا بكر وصفه بـ( شيخ قريش وسيدها)- عندما سافر إلى يثرب / المدينة ليجدد العهد المعروف بـ (صلح الحديبية) بين قريش ومحمد ، دخل(=أبو سفيان) بيت ابنته أم حبيبة إحدى زوجات محمد التسع وهمّ بالجلوس على فراش محمد فسارعت بطيّه لكي لا يجلس عليه أبوها أبو سفيان لأنه نجس حسب تعليمات محمد لأنه لم يكن قد أسلم آنذاك فاندهش وقال متعجباً( والله لقد أصابك يابنية بعدي شر)(49) .
وكان محمد إذا أتاه رجل ليدخل دينه ورأى هيئته مثل هيئة الكفار أمره على الفور أن يغيّرها :
3- حدّث سليمان بم مروان العبدي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كليب ابن الصلت عن أبيه عن جده : أنه أتى النبي – ص – فقال : (إحلق عنك شعر الكفر)(5)
فحتى تسريحة الشعر السابقة(6) لا يرضاها محمد لمن عزم على اعتناق الإسلام؛ بل إن كيفية الجلوس التي اعتاد عليها الصحابي منذ طفولته فصباه فشبابه فرجولته فكهولته يحتم عليه محمد أن يقلع عنها :
4 – ( عن عمر بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد قال: مرّبي رسول الله – ص – وأنا جالس هكذا: وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على إلية يدي فقال :
( أتقعد قعدة المغضوب عليهم )(7) والشريد ثقفي قيل أن أصله من اليمن ولكنه معدود من أهل الحجاز أي انه ليس إنصارياً حتى يقال أنه خالط اليهود وهم المغضوب عليهم كما هو متفق عليه في كتب التفسير خاصة في تفسير سورة الفاتحة أما الضالون فهم النصارى(المسيحيون) ، إذن العبارة التي وردت بهذا الحديث لا تشير إلى يهود فحسب بل انها تعني كل أولئك الذين يقفون في خندق معاد للإسلام .
وسوف نرى في فصل قادم أن محمداً وهو يصبغ الصحابة بصبغة الإسلام ويطبعهم بطابعه يغير أسماء عدد وفير منهم خاصة تلك التي لا تتوافق مع أوامره ونواهيه بل حتى توجهاته ، ولم يقتصر الأمر على الأشخاص بل تعداه إلى الأماكن ، وكان من البديهي أن يسارع بتغيير اسم البلدة التي هاجر إليها فقد كانت تسمى يثرب فاطلق عليها 0المدينة) وحرّم على أتباعه مجرّد النطق بالإسم القديم ومن ينزلق لسانه بالإسمالأول فعليه ( كفّارة) :
5- ( عن عامر بن ربيعة عن رسول الله-ص- : من قال للمدينة يثرب فكفّارته أن يقول المدينة عشر مرّات)(8).
وراوي الحديث هو عامر بن ربيعة أحد السابقين الأولين هاجر |إلى الحبشة ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وما بعدها . وواضح أن الهدف الذي تغياه محمد من تغيير اسم يثرب هو أن ينسى النصار على وجه الخصوص الفترة السابقة على وصول محمد إلى مدينتهم وكل ما يتعلق بها ومحوه من الذاكرة ورميه في بئر سحيق؛ وفرض كفارة على من يخطيء ويتلفظ بالإسم القديم قرينة على ذلك لأن الكفّارات في الإسلام هي جزاء لمن يرتكب إثماً مبيناً ، والكفارة التي اختارها محمد تساعد على نبذ اسم يثرب بالكلية وعلى حفظ الاسم الجديد (المدينة) وتثبيته في الوجدان بتكراره عشر مرّات .
وحمل محمد حملة شعواء على العادات التي كانت سائدة في الفترة السابقة على إعلانه لعقيدته :-
6- (عن ابن عباس قال: استأذنت رسول الله – ص – قريشُ في العتيرة ( شاة تذبح في رجب، وقد عتر يعتر عتراً إذا ذبح العتيرة. إ.هـ.) فقالت: يارسول الله تعتر في رجب ؟فقال رسول الله- ص -: أعتر كعتر الجاهلية؟ ولكن من أحب منكم أن يذبح لله فيأكل ويتصدق فليفعل)(9) . أما إذا انتسب مسلم إلى الجاهلية (1) فقد اباح محمد إلى باقي أصحابه أن يسبوه سباً قاسياً :
7- ( إذا رايتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه ولا تكْنوا)(10).
(واعضوه أي اشتموه أي قولوا له اعضضن هنّ أبيك أي ذكره ولا تكنوا أي صرِّحوا .ا.هـ.).
والحديث على درجة عالية من الصحة إذ أنه ورد في ثلاثة من دواوين السنة ذات الرتبة الرفيعة : مسند أحمد وصحيح البخاري وكبير الطبراني . فما الذي دفع محمداً إلى أن يأمر أصحابه بشتم من ينتسب إلى الجاهلية(‍ا) تلك الشتيمة الصعبة :عضّ ذكر أبيك .
الجواب واضح وهو أن محمداً يعمل طاقته القوية كافة على أن يكرّه صحابه من كل ما يدنو للفترة السابقة بأوهى سبب ويدفعهم إلى طرحه وراء ظهورهم وأنه ليكن مستقراً في أعماق شعورهم أنه ليس لهم إلا الإسلام فهو عقيدتهم وجنسيتهم وحسبهم ونسبهم وملاذهم فإذ تجرأ شخص بعد اعتناقه إياه وانتسب إلى غيره كان إسلامه مشكوكاً فيه ولم يكتمل بعد ولذا فعلى بقية العصبة المسلمة أن تسبه بتلك العبارة الصادمة الباطحة(11) حتى يفيق ويرجع عن غيه إلى صوابه ويستيقظ من غفلته ويتنبه إلى سقطته التي تردّى فيها ومن ثم يحرِّم أن يكررها مرة أخرى .
أما الخطوة الأخرى فقد كانت : التنفير من اليهود واليهودية :
قبل أن يهاجر محمد إلى يثرب/المدينة كان على علمٍ بوجود يهود فيها وبتأثيرهم على أهلها (= الأوس والخزرج) ، ولذلك عندما قابل عند العقبة نفراً من الخزرج : سألهم : أمن موالي يهود ؟ (12) ن فهذا السؤال يُفصح عن مدى اطلاع محمد على العلاقة الوثقى بين اليثاربة واليهود ، وفيما بعد كانت عينه عليهم ، وحاول في بداية أمره استمالة يهود فحرر بينهم وبينه ما عُرف بـ (الصحيفة) ولكنه استعصوا عليه وناصبوه العداء .
ومن هنا بدأ محمد في رسم خطة المفاصلة بينهم وبين صحبه ثم تنفيذها واتخذت مسارين : مفاصَلة جسدية أو هيئية (نسبة إلى الهيئة) وأخرى فكرية .
وفي داخل بناء المفاصَلة الجسدية أو الهيئية نذكر الحديث الآتي :
8 – (احْفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تشبهوا باليهود)(13) :
مجرد المظهر الخارجي أو الهيئة التي الفها اليثاربة من أوس وخزرج بحكم اختلاطهم بيهود يثرب ، حظر محمد عليهم الاستمرار عليها وأمرهم بعكسها : أن يحفوا( يقصوا) الشوارب وعفوا( يطلقوا)اللحى .
أما المفاصلة الفكرية فهناك العديد من الأحاديث التي تقطع بأن محمداً حرص عليها ربما بصورة أكثر إلحاحاً من المفاصلة الجسيمة، وشملت(=الفكرية) الأنصار والمهاجرين معاً ؛ وكون الأثاربة من الأوس والخزرج تأثروا بالفكر اليهودي أو حتى على أكثر الفروض تحفظاً كانوا على تماس (14) أمر مفروغ منه.
أما المكيون فعندما هاجروا إلى يثرب/المدينة ، حاول بعض المثقفين منهم أن يمد بصره إلى الأفكار الدينية اليهودية وأن يطالع(التوراة) فلما وصل ذلك إلى علم محمد غضب وشدّ(15) من فعل ذلك منهم شداً رادعاً كما سنرى بعد قليل :
.. ( من كتاب – شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة –السفر الأول – محمد والصحابة الكاتب ، خليل عبد الكريم – الناشر سينا للنشر – القاهرة
1 - رأينا الذي سبق أن أثبتناه في كتابات أخرى متقدمة أن وصف الفترة السابقة على الإسلام بـ( الجاهلية)
أمر أيديولوجي مقصود .
2- أورده مالك في الموطأ ص 321 – طبعة دار الشعب .
3 – الآية 28 من سورة التوبة .
4 – ابن هشام – السيرة النبوية - الجزء الرابع – ص 87 .
5 – أسد الغابة في معرفة الصحابة لعزالدين ب الأثير الجزري- المجلد الثالث – ص 32 وقال : أخرجه ابن مندة
وأبو نعيم .
6 – في المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية/ التسريحة : هسئة لتسريح الشعر .
7 – رواه أبو داود ابن حيّان والحاكم في المستدرك والبهيقي – نقلاً عن الجامع الكبير أو جمع الجوامع للسيوطي
- جـ 1 ص 140
8 – الحديث في كنز العمال وأورده السيوطي في الجامع الكبير – الجزء الرابع - ا لعدد/14
9 – رواه الطبراني في الكبير .
10 – أورده أحمد في المسند ، والبخاري في الصحيح والطبراني في الكبير . وذكره السيوطي في جمع الجوامع
أو الجامع الكبير – الجزء الأول ص 564 .
11 – في القموس المحيط للفيروز آبادي – بطحه ألقاه على وجهه فانبطح ، وتبطيح المسجد : إلقاء الحصى فيه
والبُطاح بضم الباء : مرض يؤخذ من الحمى .
12 – السيرة النبوية – ابن هشام – الجزء الثاني – ص176 .
13 – أورده السيوطي في الجامع الكبير أو جمع الجوامع الكبير= الطحاوي عن أنس. ص 245- الجزء الأول .
14 – التماسّ هو الاختلاط المفرط البالغ ولذا فهو إحدى كنايات الجماع أو المفاخذة وفي القرآن ( من قبل أن
يتماسا) ومُسّه بالضم علم للنساء كما في القاموس المحيط للفيروز ابادي .
15 – في مختار الصحاح للرازي – شدّه : أوثقه .
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
- المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
- العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟
- ديمقراطية بمعزل عن العلمانية طريق إلى الديكتاتورية ..؟
- شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد والصحاب ...
- لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟
- عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى . ...
- (3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...
- (2) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- الأحمر مسجد أم مدرسة أم ما هو أخطر ...؟!
- (1) .. شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- ماذا بعد أن حرّرت حماس ألن جونستون ...؟
- الصديق محمد الرديني ... أنصحك البقاء في الجنّة ...؟
- ومن الفتاوى مايسيء إلى الإسلام والمسلمين ..؟
- .. أما آن لهذا الشاب النبيل أن يتحرر ...؟
- لماذا يخجل الفقهاء من تاريخهم الإسلامي ..؟
- ...؟حوارات الاتجاه المعاكس مهازل لا تواكب العصرنة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟