فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

انه من أخطر ما تواجهه البشرية في هذا العصر .. ان الزيادة السكانية العشوائية تشكل أكبر تهديد كارثي يواجهه هذا الكوكب .. ان عملية الإنجاب العشوائي التوكلي والذي يسود المجتمعات المتخلفة وخاصة الطبقات الفقيرة والمسحوقة منها نذير تهديد لكل ما هو إنساني وبيئي .. وبالأخص أن دول العالم الثالث والمتميزة بهذا التزايد الإنجابي الرهيب هي فقيرة في كل شيء حتى في تأمين إطعام سكانها الذين يتدفقون ولادات على مدار الأربع والعشرين ساعة بما يسد الرمق ويتسابقون لشرب قطرة ماء نظيفة ويحاولون التستر بأكواخ في أطراف المدن والقرى من حرّ الصيف وبرد الشتاء فمقارنة بسيطة مابين اسبانيا دولة أوربية ولكنها ليست بغنى دول أخرى تجاورها والوطن العربي بأكمله حيث ثبت في عام 2001 ان ميزانية اسبانيا تفوق ميزانية الوطن العرب بكامله بما فيها دول النفط ... ورغم هذا التفاوت الكبير فإن نسبة التزايد السكاني في الوطن العربي هو أضعاف أضعاف نسبة التزايد في اسبانيا ... والبحر الأبيض المتوسط يغرق سنوياً مئات من الشبان الأسويين والأفارقة بعد أن تجنح بهم قواربهم المتهالكة وهم يغامرون للهجرة إلى أوروبا لتأمين رغيف نظيف مع احترام للإنسان ..
ان الدول النامية وبمشاكلها الاقتصادية والتنموية وتخلفها التكنلوجي وعدم استقرار الوضع الأمني والسياسي فيها تفقر السوق من آليات العمل من معامل ومصانع لامتصاص اليد العاملة والتي تتكاثر بتزايد السكان وان تلك الدول لايمكنها أن تؤمن العمل في القطاع العام إلا لعدد محدود من مواطنيها .. وهي بالكاد تؤمن المرافق العامة من فتح طرقات وتأمين ضخ المياه وتنوير البلاد بالكهرباء مما يجعل الكثير من الشبا ن في معرض العاطلين عن العمل ومنهم من يحمل شهادات جامعية ، وان أبواب الهجرة قد وصلت إلى حد الانعدام بعد هجمة أيلول عام 2001 على نيويورك وتشديد الدول الأوربية شروط الهجرة إليها وخاصة بالنسبة للعرب والمسلمين .. وحتى أن المهاجرين منهم الموجودين في أوروبا يخشون ردة فعل حكوماتهم تحت التأثير الشعبي لمواطنيهم الأصليين من أن وجودهم بات يشكل خطراً عليهم .. والصورة القريبة التي تبلورت منذ أيام هي محاولة التفجيرات في لندن وأبطالها كانوا مع الأسف أطباء ومسلمون ...
ان العامة من الناس وبتشجيع ديني سلفي من أن الله هو الذي يكفل رزق المولود وليس العبد وان الأمة تتباهى بكثرة عدد أفرادها وخاصة الذكور منهم ، وحجتهم أن كل رجل يمثل سيفاً .. وقد فاتهم أن عهد السيف قد ولّى وراح وأن آلاف من البشر هم رهن ضغطة زرٍ .. فالزنود والعضلات ماعادت تنفع في الحروب ، ان العقول المبدعة العلمية هي التي تقود العالم إلى الازدهار وفق نظام وتنظيم علمي كمبيوتري وان الفوضى بات شعار المتخلفين ..
بالأمس القريب تصدى جيش طالبان المؤمن لجيش الكفار الأمريكان ومن يحالفهم وكانوا مشبعين بالجرأة والشجاعة العضلية وبتفكير محدود ومن أن الله لابد وأن يؤازرهم بجيش من ملائكته .. والذي يقال أنه بلغ خمسة آلاف ملاك في غزوة بدر ولم يقتلوا سوى سبعين مشركاً .. ! ولعدم وجود وسائط نقل للملائكة من بلاد الحجاز إلى افغانستان فإنهم لم يستطيعوا أن ينجدوا رجال طالبان والذين لم يستطيعوا الصمود وفروا منهزمين يلوذون بمغاور تورا بورا وتابعتهم القوات الغازية وراحت تصطادهم حتى وهم في مكامنهم بواسطة الأشعة .. وقد شاهد العالم وعلى شاشات الفضائيات كيف يتم الصيد السهل لمن يملك العلم ، والهزيمة والفرار لمن يتمسك بأسباب الجهل ..
ان خطر الإنجاب العشوائي وتزايد السكان غير المنظم والمدروس سيزيد من البلاد المتخلفة تخلفاً ويعم الجهل العام الذي يشكل منبتاً طبيعياً لأفكار التطرف والنقمة على الآخر بمنظار ديني متخلف ويساعد على الفوضى والبلبلة ضد أية حكومة قائمة والتي تحاول كبح جماح المتطرفين من أبنائها وعلى حساب بقية المواطنين الآمنين وبالتالي فإن التصدي لهذا الإنجاب غير العقلاني يجب أن يحد منه بموجب قوانين صارمة كما في الصين .. لأن النصيحة والإرشاد لن تجد لها سبيلاً في موجات التطرف والمغالاة التعبدية وتفشي الأمية والجهل الثقافي والتطور السريع لمناحي الحياة في العالم والذي ما عاد يتحمل البطء في معالجة الأخطار المحدقة بالبشرية من البشر أنفسهم ...؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل