الأزهر ينصب نفسه وصيا على الفكر بمصر بالمخالفة للدستور


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

فى غفلة من الوطن ،،الأزهر يضع
رقابة على إصدار الكتب مخالفا الدستور
-------------------------------------------------
العالم يتقدم ومصر تعود للخلف والغالبية العظمى من مثقفى مصر تحذر بقوة من عودة الفكر الدينى المتشدد بشكل واضح ومنتشر،، والحكومة خارج الخدمة ،،فى حين تنفض السعودية غبار السلفية بسرعة الصاروخ، ومصر تتبنى السلفية بسرعة الصاروخ،، وأمس ناقش مجلس الشعب العراقى تطبيق واصدار قانون حرية التعبير ،،ومصر تتراجع فى حرية التعبير فبرغم أن الدستور المصرى نص فى العديد من مواده منذ تسع سنوات على حرية التعبير مثل المواد ٢٣ و ٦٥ و ٦٦ و ٦٧ و٧٠ بكل وضوح وعلى سبيل المثال تقول الماده ٦٥ من الدستور ( حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.) ومع ذلك لم يصدر عندنا قانون حرية التعبير حتى الآن ،،والمصيبة الكبرى فى غفلة من الوطن عرفت أن الأزهر أعطى تعليمات لدار الكتب بعدم الموافقة على اى كتاب دينى إلا بعد مراجعة ورقابة الأزهر أى مجمع البحوث فى الأزهر ،وغالبيتهم إخوان وسلفيين ،،كما أن مافعله الأزهر مخالف للدستور بشكل صريح وفج ،، فقد علمت بهذه الرقابة بالصدفة من الناشر عندما أرسلت له كتابى الجديد الكتاب الواحد والثلاثون لى وهو مايعنى أن انتظر أنا موافقة أحد تلاميذى وأنا صاحب اكبر عدد ابحاث إسلامية مسجلة على مستوى كل رجال الدين بالعالم ،،وايضا غالبية زملائى الأزاهرة إخوان أو سلفيين وبسبب جهلهم يكرهون ابحاثى دون مواجهة،، اى لن يقبلوا كتبى وإجتهادى التنويرى بشكل محسوم مقدما، لأن غالبيتهم يكفر الإجتهاد والتنوير،، ومنهجهم الحفظ والنقل ،وهذا ما جدنا عليه أباءنا ،،كما أننا نتسائل عن مصير الكتب الدينية القادمة من خارج مصر للإشتراك فى معرض القاهرة للكتاب،، فهل سيمنعها الأزهر ؟،، أم أن المنع وكبت الفكر مفروض حصريا على المصريين فقط ،، وايضا ماذا سيفعل الأزهر مع غزو الفتاوى والأراء الدينية التى تصل كل بيت مصرى عبر فضائيات خارجية فهل سيغلقها ؟؟؟،، صدقونى أنا حزين لما وصلنا إلية حتى أصبحنا نترحم على زمن مبارك ،، ثم ايضا نجد وزير أوقاف ووزير تعليم كل منجزهم كتاتيب، بعد أن خرج التعليم بالعالم للهواء الطلق فى المزارع والمصانع والورش وذهب العالم للقمر ولا أعرف ان كان وزيرا الأوقاف والتعليم مقتنعين بوصول أمريكا وروسيا إلى سطح القمر أم لا ،،ايضا لاحظت فى حركة تنقلات وتجديد للشرطة هذا العام بها بعض الأسماء بأماكن مهمة تنتمى للفكر الدينى المتشدد ،،ايضا الإخوان والسلفيين عادوا لمجلسى النواب والشيوخ بشكل جديد ببدلة وكرافت وبدون لحية،، لكن البركة فى المخ على الزيرو إخوانى سلفى على قديمه ،،،لذا اتوجه بسؤالى للسيد الرئيس وأقول له:- أنت أنقذت مصر من الفاشية الدينية فلماذا توافق على عودتها مرة اخرى ،، ياريس نحن نريد لبلدنا أن تتقدم للأمام فكريا وثقافيا نريد ثورة ثقافية دينية فبلدنا ليست أقل من السعودية والعراق وتونس والمغرب ولبنان والامارات وعمان فهذه البلاد قد نحت المتشددين جانبا ،،والشعب المصرى من اذكى شعوب الأرض ويستحق أن يعيش حياة أمنة سعيدة، فكيف يتحقق ذلك ووطننا يسير فى طريق خاطىء ،فالتقدم مستحيل مع الفكر الدينى المتشدد، وبلادنا بها قامات ثقافية تحتاج للفرصة فقط لفعل نقلة تنويرية حقيقة ،، والتاريخ اثبت أن الدول الدينية المتشددة لم يكتب لها النجاح دائما عبر التاريخ ويضيع فيها الوطنية والإنتاج والعلم وينتهى عصر الكفاءات ويتولى المناصب اعضاء الجماعة لأنهم أهل الثقة والإنبطاح ،،فلماذا نفعل بوطننا كل ذلك،، وأنا أعرف ياريس حبك لمصر ،، ياريت ياريس تفهمنا وجهة نظرك ونطلع احنا اللى مش فاهمين .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون ت وواتس للنقد 201005518391