حج اليهودى والمسيحى للكعبة
مصطفى راشد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 15:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حج المسيحى واليهودى للكعبة
------------------------------------------------
من حوالى 3870 عاما ولد بالعراق أبو الأنبياء إِبرَاهِيْم وهوبالعبرية أڤراهام المدفون بمدينة الخليل فلسطين ، وهو أحد آباء اليهودية الثلاثة، وشخصية محورية في المسيحية والإسلام وأديان إبراهيمية أخرى. وردت سيرة حياته في سفر التكوين بالتوراة وفي القرآن . ويعتقد أتباع الأديان الثلاثة بأنها صحيحة حسب ما ورد في كتبهم المقدسة.،،، كما تسمى العقائد الإسلامية والمسيحية واليهودية بالديانات الإبراهيمية لأن اعتقاداتهم كانت متأثرة بمعتقد إبراهيم، ويؤمن اليهود بإبراهيم جد نبيهم إسرائيل يعقوب من ابنه إسحاق المولود بفلسطين أو اسرائيل، الذي قدمه إبراهيم لله كذبيحة حسب الإيمان اليهودى والمسيحى ،، بينما يؤمن المسلمون بتقديم إبراهيم لابنه الآخر إسماعيل للذبح، ويؤمنون أن الرسول محمد ص من نسله. ويُعتقد في المسيحية بأن إبراهيم هو مثال يحتذى به في الإيمان، ويطلق عليه المسلمون «أبو الأنبياء» ويعد أحد الأنبياء والرسل الخمسة الذين يوصفون بأولي العزم، لصبرهم كما جاء في القرآن: ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل﴾. وحفيده يعقوب ابن اسحاق هو اسرائيل ابن اسحاق بالعبرية المولود من حوالى 3775 عاما وإليه ينتمى بنو اسرائيل ،.ويعتقد غالبية المسلمين بأن النبى ابراهيم هو الذى أعاد بناء الكعبة حيث يعتقدون أن الآية 127 من سورة البقرة التى تقول: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } بأن هذا البيت هو الكعبة ،،، ولأننى أعلم جيدا من خلال دراستى لمقارنة الأديان أن إبراهيم مقدس عند اليهود والمسيحيين مثل المسلمين لذا دائما أسأل نفسى لماذا لم يذكر المسيحيين واليهود هذا العمل لأبراهيم رفع القواعد للكعبة فى كتبهم وتاريخهم ولماذا لم يحجوا لكعبة ابوهم ابراهيم ،فى حين يتفق اليهود والمسيحيين والمسلمين فى أن إبراهيم عاش فى الوادى المقدس بسيناء مصر وتزوج هاجر المصرية وانجب منهابمصر إسماعيل لذا يعتبر اليهود والمسيحيين طور سيناء أو جبل التجلى أو الوادى المقدس أو مدين او سانت كاترين ( كلها أسماء لنفس المكان ) مقصد حج مهم جدا ولانه البقعة الوحيدة التى تجلى عليها الله وبها بيته المعمور كما ورد بالآية الرابعة من سورة الطور فى قوله تعالى ( وَٱلطُّورِ (1) وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ (2) فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ (3) وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ (4) حيث يقسم الله بمنطقة الطور وهو قسم عظيم لعظمة المكان وكتاب مسطور هو كتاب موسى فى رق أى ألواح بالبيت المعمور وهو معطوف على معطوف على معطوف أى أن موسى استلم كتابه فى اللواح بالبيت المعمور بطور سيناء جبل التجلى حيث تجلى الله وكلم موسى ثلاث مرات فى مارس وابريل ومايو باللغة المصرية القديمة ،، مما يعنى أن مصر حظيت بمكانة لم تحظى بها أرض أخرى وعلى الحكومة المصرية أن تمهد هذا المكان المقدس الذى يتمنى كل يهودى ومسيحى ومسلم زيارته وحيث تعهد الله بأمان هذا البلد مصر بسورة التين فى قوله تعالى ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) وطور سينين هى طور سيناء التى ورد ذكرها بالقرآن تصريحا وضمنا وتلميحا 66 مرة وهو شرف لم تصل له بلد أخرى ايضا تعهد الله بالخير لأهل مصر وأنها ستظل حديقة النخيل والأعناب والتين والزيتون حيث قال فى سورة المؤمنون (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ (20) فسلام على مصر وأهلها وكل من أحبها .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون