ميكرفون لكل عربى
مصطفى راشد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مبروك يا أهل بلدى حصلنا على
المركز الأول فى الميكرفونات
===================
يقاس رقى البلاد وتحضرها بالهدوء وقلة الإزعاج والضوضاء حتى باتت الدول المتحضرة تمنع مكبر الصوت ( الميكرفون ) نهائيا ماعدا ميكرفون اليد الصغير فى مثل حالات التظاهر أو أن يستخدمه البوليس فى حالات محددة ،، لكن بلدنا الحبيبة مصر يسعى فيها الرئيس والحكومة جاهدين بالتخطيط والعمران كى يتقدم ويرتقى الوطن،،لذا علينا أن نشكرهم ونهمس لهم بأن ماتفعلوه عظيم وطبيعى أن يتقدم بالوطن ، لكن لن يجعلنا أمة متحضرة ،، لأن الإزعاج من أكبر سمات مصر ،،فقد أصبح الإزعاج شعار الوطن ( ميكرفون لكل مواطن ) وساءت الأخلاق والمبادئ بسبب الضوضاء ، ولكم أن تتصوروا المشهد فلدينا حوالى 180 ألف مسجد ويعتلى كل مسجد حوالى 5 ميكرفونات من الحجم العائلى الكومبو الكبير ليس من آجل العبادة ولكن للمشاركة فى مسابقة التداخل والإزعاج الكبير والإيمان الزائف الذى لا يعرف عقل ولا تدبير ،، لأن من يريد ان يصلى بعد أختراع الساعات والمنبهات والتليفونات والراديو والتلفزيون لن يحتاج تنبيه الميكرفون ،،وايضا لدينا بائعى الخضار والبصل والثوم والفاكهة وأدوات التنظيف وكل لوازم الستات وبائعى الفول ومشترى الروبابيكيا وبائعى السجاجيد والمفروشات والبطيخ والليمون والشرابات ولوازم رمضان من المشروبات والمكسرات وبائعى السمك والمخللات وأفتتاح المحلات والموالد والمناسبات لان البقرة جابتلنا جملات وغيرهم،، كلا منهم يدور بالميكرفونات ينادى ويصرخ كما يشاء وليس لك أن تعترض فقط مصرح لك أن تتجرع الألم والأهات ،، بجانب ميكرفونات التكاتك وميكرفونات الموتسكلات حيث تحول عجلاتى الحتة الذى كنا نستأجر منه البايسكلات إلى موتسيكلات ومع التطور وضع بكل موتسيكل أربعة ساوندات ضخمة لمزاج المستأجر ومعاكسة البنات ، فتجد الموتسيكل يجوب الشوارع وعليه أثنين أو ثلاثة من الصبية وأصوات المهرجانات أو الموسيقى الصارخة المزعجة التى لا تفهم منها شئ بصوت مرتفع، وكأنه يخرج لسانه للناس وللحكومة وبيقولها ابوكى السقا مات ، ولأن الإزعاج والهمجية أصبحت ثقافة مجتمع فتجد الناس تفرح بالميكرفونات وتحزن بالميكرفونات بالأفراح وبالعزاء ،فاصبحت مصر من أكبر البلاد ازعاجآ ومهرجانات ،، ومن فترة وأنا فى استراليا قرر صديقى جان أن يزور مصر ليتحقق حلمه بزيارة الأهرامات والأقصر وكل آثار مصر الفرعونية التى درسها بمدارس سيدنى فكان الحلم عنده أن يزور ويشاهد هذه الأماكن ويشاهد المومياوات ،،ويرى نقوش الحجر التى جعلت مصر أم الدنيا لأنها (فجر التاريخ ) وهذا هو اسم الكتاب الذى درسه جان عن مصر حينما كان بالصف الاول الأعدادى فى استراليا فعلم ان مصر هى ام الدنيا لأنها أول وأقدم تاريخ مسجل بالدنيا وهى ايضا أصل الجنس والجين البشرى ،، فقرر جان ان يظل بمصر كل شهر اجازته السنوية ليتمكن من التمتع برؤية اكبر قدر من هذه العظمة ،فطلبت من أخى ان يستقبله ويؤجر له شقة بمنطقة متوسطة أرخص من الفندق ،وبعد وصول جان بأسبوع وجدته عائدا فسألته لماذا عدت قبل أن تكمل الشهر كما رغبت فقال لى لم أستطع النوم ففى أول يوم صحوت فجرآ على صراخ زلزال ووقع الزلزال تانى يوم ايضا فسألت أخوك عما يحدث فقال لى هذا نداء صلاة الفجر ، فقال جان لأخى لماذا تفعلون ذلك والله بداخل كل إنسان ،ويكمل جان لذا قررت العودة فلم أعرف طعم الهدوء والنوم،، وأستدرك موجها كلامه لى كيف يعيش المصريين هكذا أعانهم الله ،،، لذا أتمنى من الرئيس المحترم والحكومة وأعضاء مجلس الشعب وكل مسئول وضع القوانين والقرارات التى تمنع استيراد أو تصنيع الميكرفونات ( مكبر الصوت ) والإكتفاء بالميكرفون الصغير المحمول باليد وأن يوضع هذا الصغير واحدآ فقط على المساجد كما يحدث فى الكثير من البلاد الإسلامية ومنها تركيا ،،علمآ أن الميكرفون بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار كما قال سيدنا النبى ص وكان يقصد البدع فى الدين والميكرفون بدعة فى الدين لا شك فى ذلك ،لذا أنا لا أصلى فى مسجد يعلوه ميكرفون حتى لا تكون صلاتى باطلة ،وسبب فى دخولى النار لأنى وافقت وفعلت البدعة فى الدين ،ولمن يفكر ان يهاجمنى من أتباع الشيخ الشعراوى أقول لهم أن الشيخ الشعراوى قال الميكرفونات بدعة وضلالة وكان ضد ميكرفونات المساجد ،، ايضا أتمنى ان يتم تجريم ميكرفونات البائعين ماعدا اليدوى الصغير وان تقنن حالات المأتم والأفراح بأن تتم داخل صالات مغلقة مثل كل دول العالم المتحضر يابهوات .