قصيدة / قبل الأديان


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 09:34
المحور: الادب والفن     

قَصِيدَةُ / قَبلَ الْأَديَانِ
=============
قَبلَ الْأَديَانِ أَنَا إِنسَانٌ
فأَعبُدُ يَاإِنْسَانِ
وَأَعتَقِدُ مَاتَشَاءُ مِنْ الْأَديَانِ
لَكِن سَتَظَلُّ بعد كل شيئ إِنسَانٍ
مَهمَا كُنتَ تَتبَعُ وَتُؤْمِنُ
تَورَاةُ إِنجِيلٍ قُرآنٍ
سَيخُ هِندُوسٍ بُوذَا بَهَائِيِّينَ
حَتَّى لَو كُنتَ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوثَانِ
لَكِن فَى النِّهَايَةِ سَتَظَلُّ إِنسَانٍ
كَمَا خَلَقَكِ وَأَرَادَكَ الدَّيَّانَ
أُوْلَادُ أَدَمَ وَحَوَّا مِن بِدَايَةِ الزَّمَانِ
خَلَّقنَا اَللَّهَ قَبلَ الْأَديَانِ
فلَمْ يَكُن لِأَدَمٍ وَحَوَّا دِينٌ
بَلْ مُجَرَّدُ ضَمِيرٍ إِنسَانٍ
فَأَعبُدُ مَاشِئْتَ
لَكِن لَا تَتَخَلَّى عَنْ كَونِكَ إِنسَانَ
أَجمَلُ صِفَاتِهِ وَأَحلَامِهُ
اَلسَّلَامُ وَالْحُبُّ وَالْأَمَانُ
فَى دُنيَا لَن تُعطِيَنَا سِوَى الْحِرمَانِ

وَالْكَرُّهُ وَالْحُرُوبُ وَالْخِذلَانُ
وَنَسِينَا بِدَايَةَ الْأَصلِ وَالْخلْقِ
وَفَقَدنَا الضَّمِيرَ وَالْعُنوَانَ
وَأَنَّ أَدَمَ وَحَوَّا
عَاشَا بِالْجَنَّةِ بِلَا أَديَانٍ
قَبلَ أَن يُفَرِّقَنَا مُتَطَرِّفِى الْأَديَانِ
بَعدَ أَن صَنَعُوا إِلَهً يَكْرَهُ الْإِنسَانَ
يَبُثُّ الْكَرَاهِيَةُ وَالْفُرقَةُ بِأَسْمِ الْأَديَانِ
وَرِجَالُ دِينٍ مُجرِمِينَ
عَدِيمَى الضَّمِيرِ وَالْإِيمَانِ
يَتَقَاتَلُونَ نِيَابَةً عَن الشَّيطَانِ
مُعتَقَدِينَ فَى رِضَا الرَّحمَنِ
وَالشَّرُّ لَهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ
وَيَسحَبُّونَ النَّاسَ كَالْخرفَانِ
بِلَا عَقلٍ أَوِضَمِيرٌ أَو وِجدَانٍ
بِأَسمِ الْقَدَاسَةِ وَالْإِيمَانُ
وَيُحَفِّزُونَ الْأَتبَاعَ عَلَى الْكَرَاهِيَةِ وَالْعُدوَانِ
وَهُمْ أَهلُ الْجَنَّةِ وَالْأَبَدِيَّةِ
وَمَاعَدَاهُمْ أَهلُ النَّارِ وَالْحِرمَانِ
الْيَوْمَ تَسقُطُ الْأَقنِعَةُ
عَن الْعَمَائِمِ وَالْجُرَذَانِ
أَعدَاءُ اللَّهِ وَالْإِنسَانِ
سَبَبُ الْبَلَاءِ وَالْحرُوبِ وَالْعُدوَانِ
فَتَخَلَّصُوا مِنهُمْ بِسُرعَةٍ
حَتَّى يَعُمُّ السَّلَامَ عَلَى بِنَى الْإِنسَانِ
كلمات د مصطفى راشد للنقد ت وواتس 01005518391