محمد بن سلمان بورقيبة أتاتورك
مصطفى راشد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 22:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
===============
فى خلال ثلاث سنوات تقدمت السعودية مئة عام بفضل ولى العهد الأمير محمد بن سلمان ، وقام بتحويلها من دولة دينية تعادى العلم ،إلى دولة مدنية تحترم الدين والعلم، لأن كلاهما شرع الله ، فهنيئاً للشعب السعودى والأمة الإسلامية بهذه العقلية الشجاعة الحاسمة الواضحة مع التطرف والرجعية بأسم الدين، ودين الله بريئ منهم ،فأرسل الله هذا الأمير الشاب لينقذ الأمة ويحفر أسمه بقوة فى تاريخ الأمة بعد أبورقيبة تونس وأتاتورك تركيا ويصحح صورة الإسلام التى شوهها التطرف والإرهاب حتى أصبحت ٤٠٠٠ عقيدة وديانة بالعالم تتحسب من الإسلام والمسلمين، وأصبح المسلم مدان بكل مطارات العالم حتى تثبت برائته، وأنا أعرف أن كلامى لن يرضى عنه المتطرفين وماسكى العصا من المنتصف ، لكن مافعله الأمير محمد يستحق التحية ،وأنا تنبأت بهذا الأمير بالأسم منذ سبع سنوات بمقدمة كتابى (تصحيحا للفقه القديم ) ج١ وتمنيت أن يقود سفينة تصحيح صورة الإسلام، بعد أن أصبح فوبيا للعالم بسبب المتطرفين والإرهابيين، حتى تخيل العالم أن هذا هو الإسلام، رغم أن شرع الله بريئ من ذلك،وقد أثبت التاريخ والواقع أن التطرف ومسك العصا من المنتصف خيانة وطنية، تدفع فى استمرار تخلف البلاد والأمة علميا واقتصاديا وثقافيا وإجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا وديمقراطيا ،واصبحت الأمة مصدرا للإرهاب واللاجئين والحروب ،ومستوردا لكل شيئ والشعوب الأقل سعادة عالميا ،فتحية لهذا الأمير الشجاع الذى ألغى هيئة الأمر بالمعروف بجرة قلم بل و يزأر في وجه مئات الألوف من مطوعينهم و مشايخهم بأنهم لن يحلوا محل الله،، وكلامه هو صحيح الدين، لأن الله هو الذى منع النبى ص نفسه من محاسبة الناس وقال له فى سورة الرعد ( فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) أى ليس للنبى ص والبشر محاسبة الناس لأن المحاسب هو الله فقط ، ايضا أمر الأمير بتنقية الأحاديث من عام ونصف حتى توصلت لجنة العلماء برئاسته إلى أن الأحاديث الصحيحة 105 فقط ولم يجرؤ أحدا من المتطرفين أن يعترض على ذلك، رغم أنه تم تكفيرى لأننى قلت منذ 20 عاما فى بحث مسجل بأن الأحاديث الصحيحة 120 حديثا فقط ،،رغم أن الكتاب المنسوب للبخارى حوالى 7500 حديث والكتاب المنسوب لمسلم 8000 ، رغم وجود أحاديث بهما تتنافى مع العقل والمنطق والعلم وضد نصوص القرآن الكريم ،،ايضا فى حين ينفق الأمير المليارات علي تطوير التعليم والبرمجة و برامج الذكاء الإصطناعي و البعثات العلمية !
ننفق نحن المليارات علي الكتاتيب و التعليم الأزهري و الهيئات الدينية ونضع التشريعات التى تحرم الإجتهاد وتسجن من يفكر بدلا من الرد على الرأى بالرأى لأن الفتوى الفقهية رأى للفقيه عكس الأحكام الشرعية، لأنها حكم الله القاطع المعلوم من الدين بالضرورة ،لكن برلماننا لا يستمع للأراء المختلفة كما تفعل غالبية برلمانات العالم قبل وضع تشريعها، خصوصا لو كان يتعلق بسجن الفكر والرأى !
ايضا شاهدنا اغلاق مصانع التطرف فى السعودية لأبوابها ،فى حين انتشر وكبر وكلائهم عندنا وتمكنوا من مفاصل المؤسسات حتى وجدنا شخصيات إخوانية وسلفية متطرفة معروفة لنا شخصيا تتولى مناصب كبرى وتخرج لسانها للجميع ،رغم أن خطاب الرئيس هو مدنية الدولة والإعتدال ومنع التطرف ،لذا علينا جميعا أن ننتبه إلى القوى الناعمة للتطرف التى تنتشر وتسيطر يوما بعد يوم ،وتعلن ماتسميه الولاء والبراء وقت البلاء،، لكن بأذن الله لن يتمكنوا من أم الدنيا لأن مخزون الحضارة الموجود فى جينات غالبية هذا الشعب لن تقبل بهم ،كما فعلوا فى 30 يونيو ،لأن مصر محمية من الله التى اختارها دون غيرها، ليجعل أرضها مقدسة بتجليه عليها، ووضع بها بيته المعمور كما ورد بالآية الرابعة من سورة الطور، فنالت مصر شرف لم تحظى به أى أرض أخرى .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون