فيروز لن تبرح تغني للأحرار: القدس لنا


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بلغ اجمالي زنة القنابل التي أسقطتها طائرات الأف 16 الأميركية والصواريخ والمدافع فوق رؤوس أكثر من مليونين من الأهالي الغزاويين العزل ليل نهار ما مقداره ثلاثون ألف طن من المتفجرات (مقارنة بـ 21 ألف طن لقنبلة ناغازاكي و 15 ألف طن لقنبلة هيروشيما)، وذلك منذ يوم 8 تشرين الأول إلى هذا اليوم 6/11/ 2023. ولكون نازيو الكيان الصهيوني الشمولي الارهابي حريصين توراتياً على تسجيل الأرقام القياسية في جرائم الابادة الجماعية ضد العرب، فلابد أنهم قد وضعوا في خططتهم هدفهم الأسمى المتمثل بكسر الرقم القياسي العالمي في القتل والتدمير المسجل بإسم خدمهم الأمريكان في مدينتي هيروشيما وناغازاكي نظراً لإخلاصهم الشمولي لمبادئ الليبرالية في تنوير أجساد النساء والأطفال بالفسفور الأبيض ولتطبيقهم لحقوق النازية الصهيونية الأبدية في الإبادات الجماعية الديمقراطية المتحضرة. ومن نتائج ممارسة سياسة هذه الابادة الجماعية: المسح الكامل لمائة حي سكني غزاوي بالأرض على رؤوس أهاليه، والتدمير الليبرالي الشمولي الكلي او الجزئي لـ 60% من مباني غزة، علاوة على نسف المدارس والكنائس والمستشفيات والمساجد وسيارات الاسعاف والأطقم الطبية والاعلامية، ليتجاوز عدد الشهداء لحد هذه اللحظة 12 ألف بريء، 70% منهم من الاطفال والنساء. فليصفق الليبراليون الطنّانون بحقوق الانسان والتنوير والديمقراطية و التحضر لجائحتهم الشمولية هذه. وهل يمكن أن يتم تحقيق أي انجاز دموي أسمى تحضراً ليبرالياً من هذا؟
وفيما أمضى ملايين البشر الأحرار في شتى أنحاء العالم نهاراتهم ولياليهم طوال الشهر وحتى هذه اللحظة متسمرين بأعينهم على شاشة البث الحي لمشاهد الطحن الليبرالي للبشر العزل؛ وفي الصدور الحسرات، وفي القلوب الغصص، و في العيون الدموع، وفي الحناجر الصرخات، وفي النفوس فوران شلالات الغضب وهم يرون كيف أن كل هذه الجرائم المهولة انما ترتكب علناً وبأبشع استهتار واصرار وتعنت نازي شمولي، فقد رأينا كيف أن قادة الغرب الامبريالي الفاشي الارهابي لا يكتفون بالتصفيق الصفيق لها وتبريرها بالأضاليل، والحج لأحضان النازي المخبول نتنياهو، بل ويشاركون مباشرة باقتراف هذه الجرائم البشعة عبر المسارعة بإرسال الطائرات والصواريخ والقنابل المهلكة وحاملات الطائرات بمرافقة الأساطيل الحربية والغواصات النووية وفرق الاسناد العسكري على الأرض بغية حماية قوّاديهم الصهاينة الغاصبين الجبناء الذين كان 1400 جندي فلسطيني صنديد كافياً تماماً لتمريغهم رؤوسهم بالبالوعة أبداً يوم طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول.
وسط كل هذه المأساة الرهيبة، وصمت أولاد ال.. من الحكام العرب (طقعان الامارات مشارك فعلاً في جرائم الابادة الصهيونية هذه)، يصرح وزير التراث بالحكومة الصهيونية الارهابية المبيدة للعرب - النازي المدعو عميحاي إلياهو – بأن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، ومضيفا بأن قطاع غزة يجب ألّا يبقى على وجه الأرض، وأن على الصهاينة إعادة إقامة المستوطنات فيها لأنه يعشق أن يذهب لزيارتها إلى هناك بكل فخر. وعن المواطنين الفلسطينيين يقول: "فليذهبوا إلى إيرلندا أو الصحارى، وليتولى الوحوش في غزة مهمة الحل بأنفسهم".. وزير التراث الصهيوني هذا عبّر بصراحة عن الحقيقة العارية المعروفة منذ عام 1947 الى اليوم لـ "التراث الصهيوني" المغتصب لفلسطين والذي يدير اليوم هذا النازي دفة وزارته: مسلسل متواصل من الإبادات الجماعية لمن يمكن ابادته من الفلسطينيين، وطرد البقية الى الصحارى. فشكراً له على شجاعته في تصريحه للعالم أجمع بحقيقة نوايا كل القيادات الصهيونية النازية الارهابية منذ بن غوريون وإشكول وبيغين الى النتن ياهو وإلياهو. الجوهر يظهر، و ظاهرة أقوال هذا النازي جوهرية. الامبريالية لا تغتذي إلّا على الحروب وعلى إبادة الشعوب ليبرالياً وفق شرعة حقها في الابادة.
ولكن التاريخ سيبقى واقفاً بالمرصاد للنازيين الارهابيين: من الهتلريين بالأمس، الى ورثة محارقهم الصهاينة اليوم، حتى ولو مسحوا غزة مسحاً مثلما يخططون ويصرحون على رؤوس الأشهاد. وسترتد عقابيل جرائمهم الرهيبة وشرورهم المستطيرة هذه على نحورهم حتماً، اليوم أو غداً وأبداً، ما بقيت عزيمة لشريف عربي في العالم، وما سمعنا صوت فيروز الصادح: البيت لنا، و القدس، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس. إن النصر لناظره من الأحرار قريب.