عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (2)
حسين علوان حسين
الحوار المتمدن
-
العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 21:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تلفيق كهنة الفاتيكان لفرقة "اليهود النصارى" التي علًّمت محمداً الإسلام (كذا)!
في ١٢ أيلول ٢٠٠٦، ألقى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر محاضرة بالألمانية في جامعة ريغنسبورغ بألمانيا (تُعرف الآن بإسم "خطاب ريغنسبورغ") بعنوان " الإيمان والعقل والجامعة - ذكريات وتأملات" ( بالألمانية : Glaube, Vernunft und Universität – Erinnerungen und Reflexionen ) ، استشهد فيها بالإمبراطور البيزنطي من القرن الرابع عشر: مانويل الثاني باليولوجوس الذي كان قد انتقد الإسلام. وجاء في اقتباسه ذاك أن مؤسس الإسلام، محمد، لم يأتِ إلا بأمور "شريرة وغير إنسانية"، مثل أمر نشر الإيمان بحد السيف. ولما أثار استشهاده هذا غضبًا واحتجاجات واسعة النطاق في العالم الإسلامي، فقد اعتذر عن الإساءة التي تسبب بها. كان هذا البابا يعرف جيداً أن القرآن يقول أنه "لا إكراه في الدين"، ولكنه سمح لنفسه بالتورط في الحرب الباردة ضد الإسلام بأمر أسياده الصهيوأمبرياليين، مثما سبقه غيره من البابوات في محاربة الشيوعية. بالنسبة للفاتيكان، فإن الشيوعية والإسلام عدوّان يستوجبان المحاربة، أما هتلر وموسوليني فيجب التوصل إلى التفاهمات الدبلوماسية معهما وليس إدانة جرائمهما، حسبما فعل البابا بيوس الثاني عشر طوال الفترة 1939-1942. المصدر:
https://www.youtube.com/watch?v=T7fV1KOcR7U
ولقد أوردتُ هذه الواقعة – من بين عشرات الوقائع البابوية الأشد إيغالاً في الإساءة لمشاعر المسلمين، وقبلها: وجوب محاربتهم بالسيف حد الأمر بشن الحملات الصليبية الواحدة تلو الأحرى بتجييشها وتمويلها بكل شيء، على سبيل المثال – لإيضاح فداحة تورط الفاتيكان في محاربة الإسلام عبر شن حملات الدس والتضليل الموجهة ضده، وبضمنها الكتاب الذي حرص المهندس الكيمياوي عبد الحسين سلمان عاتي حرصاً نضالياً على ترجمته من الفرنسية ونشره بعنوان:"التاريخ الخفي للاسلام" لخريج مدرسة إدارة الأعمال الفرنسي أودون لافونتين – اللاأكاديمي الذي لا يتقن العربية، والمعادي الشهير للإسلام وللمسلمين، والذي دأب على الترويج لخزعبلات إطروحة الدكتوراه التلفيقية للقس الكاثوليكي الفرنسي إدوار ماري غاليز، والتي أشرف عليها رجل الدين الكاثوليكي رولان مينرات، رئيس أساقفة ديجون من عام 2004 إلى عام 2022، والذي تم تعيينه عام 2015 عضوًا في مجمع العقيدة والإيمان للفاتيكان من قبل البابا فرانسيس.
وتفتري هذه الاطروحة بكون محمد قد استعار تعاليم الإسلام من أعضاء طائفة "يهودية نصرانية"، ضاربة عرض الحائط السجل التاريخي الثابت على مر ألفي عام من العداء الدموي والإسقاطي بين اليهودية والنصرانية – الديانتان التي تنسف عقيدة إحداهما العقيدة الأخرى نسفاً باتاً من الجذور – رغم كون المفهوم الاسلامي لكليهما لا علاقة له البتة بالهيكل الرسمي لمعتقدات أي منهما، لكون القرآن ينص على أن كل أنبياء التوحيد من آدم إلى محمد هم مسلمون، وليسوا يهوداً ولا نصارى (سأعود لهذا الموضوع).
إذاً، وبأمر كهنة الفاتيكان، فقد تم تشكيل "فرقة تبشيرية" من "اليهود النصارى" - غير الموجودين في أي حقبة ومكان في التاريخ - والتي طارت إلى الخلف عبر التاريخ من القرن العشرين إلى القرن السابع للميلاد لتحط بمكان ما في الحجاز (كتّاب الفاتيكان المأجورين والموتورين والمزورين لا يعترفون بوجود مدينة مكة الحجازية رغم ورود إسمها في العهد القديم)، حيث نقلت تلك الفرقة الربانية مدينة مكة من الحجاز إلى سواحل الشام (خوش طين!)، وتولت هناك بنفسها زق محمد زقاً تعاليم دين الإسلام على موديلها: اليهودي النصراني الموهوم!
جرّوا صلوات!
يا ما أنت قادر، يا رئيس أساقفة ديجون!
هكذا يتم قلب حقائق التاريخ والجغرافيا عندما يتولى المغرضون من كهنة الدين سين مهمة حرق شخصية أنبياء الدين صاد. وهذا ليس بالأمر الجديد، مثلما سأبيّن بصدد القصة اليهودية لميلاد سيدنا المسيح.
ولكن كيف يمكن فبركة وجود طائفة دينية "يهودية نصرانية" في ضوء كون أن الديانة اليهودية تحكم حكماً باتاً بأن اليهودي الذي يؤمن بإلوهية المسيح المخلص هو مسيحي وليس يهودياً، قطعاً ؟!
تثبت لنا مصادر التاريخ بلا ذرة من شك أن جميع الطوائف اليهودية السائدة قد اعتبرت يسوعاَ مدعياً فاشلاً للمسيح، ونبياً كاذباً، كما تعتبر اليهودية عبادة أي شخص كإله نوعاً من الوثنية ، فكيف يمكن تصور – في ضوء كل هذا – وجود فرقة "يهودية نصرانية" آتية من لامكان، ومختبئة في مكان ما في الحجاز تتولى تعليم محمد مباديء دينه التي ترفض رفضاً تاماً دين اليهود والنصارى بالنص في القرآن؟ أشو شي ما يشبه شي؟
لنقرأ ما تقولة الوكيبيديا عن رفض اليهودية التام للمسيحية:
المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/Rejection_of_Jesus
• تؤكد اليهودية أن يسوع لم يحقق النبوءات المسيحانية من خلال تدشين عصر السلام العالمي (إشعياء 2: 4)، وبناء الهيكل الثالث ( حزقيال 37: 26-28 )، وجمع كل اليهود مرة أخرى إلى أرض إسرائيل ( إشعياء 43: 5-6 ).
• تعتبر اليهودية عبادة أي شخص شكلاً من أشكال عبادة الأصنام، وترفض الادعاءات بأن يسوع كان إلهيًا، أو وسيطًا لله، أو جزءًا من الثالوث المقدس.
• يعتقد اليهود أن المسيح سيكون من نسل الملك داود المباشر (بالدم) من خلال سليمان من جهة والده وسوف يولد بشكل طبيعي لزوج وزوجة ( التكوين 49: 10 ، إشعياء 11: 1 ، إرميا 23: 5 ، 33: 17 ؛ حزقيال 34: 23-24).
• "النقطة هي هذه: إن كل علم المسيح في الكنيسة - كل مجموعة العقائد حول ابن الله الذي مات على الصليب لإنقاذ البشرية من الخطيئة والموت - غير متوافقة مع اليهودية، بل إنها في انقطاع مع العبرية التي سبقتها."
• "بصرف النظر عن إيمانها بيسوع باعتباره المسيح، فقد غيرت المسيحية العديد من المفاهيم الأساسية في اليهودية."
• "إن عقيدة المسيح كانت وستظل غريبة عن الفكر الديني اليهودي."
• طوال ألفي عام، رفض اليهود الادعاء بأن يسوع قد حقق النبوءات المسيانية في الكتاب المقدس العبري، وكذلك الادعاءات العقائدية التي طرحها آباء الكنيسة عنه - بأنه وُلد من عذراء، ابن الله، وجزء من ثالوث إلهي، وقام من بين الأموات بعد موته. ...
• لا يقبل أي يهودي يسوع المسيح. عندما يلتزم شخص ما بهذا الالتزام الإيماني، يصبح مسيحيًا. من غير الممكن أن يكون شخص ما مسيحيًا ويهوديًا في نفس الوقت.
من الجانب اليهودي، تبرز روايات رفض اليهود ليسوع بشكل بارز في بركة المينيم في عميدة والتلمود . يشير التلمود إلى أن الحاخام غماليئيل الثاني وجّه صموئيل ها-كاتان لكتابة فقرة أخرى لصلاة عميدة المركزية، تهاجم فيها المخبرين والزنادقة (في المسيحية المبكرة)، وقد أُدرجت هذه الفقرة باعتبارها الفقرة الثانية عشرة في التسلسل الحديث (بركة المينيم). "
انتهى نص تفاصيل رفض اليهودية البات للمسيحية.
ولكن، ما دامت اليهودية ترفض المسيحية رفضاً باتاً مثلما هو ثابت تاريخياً على نحوِ قاطع، فمن أين جاء قس الفاتيكان هذا بفرقة "اليهودية النصرانية" - التي هي لا يهودية ولا نصرانية - والتي قامت بزق محمد دين الإسلام زقاً؟
حبل الكذب قصير.
ولكن، لعل هذه الفرقة هي من المسيحيين المتزلفين لليهود ممن عقدوا اتفاقاً "مؤقتاً" للإعتراف بالبعض الآخر بغبة النجاح في أداء مهمتهم المقدسة المتمثلة بـ "زق تعاليم اليهودية النصرانية لمحمد زقاً"، وذلك على غرار اتفاق الصهيوني نتنياهو مع المسيحي الامبريالي ترامب على ضرب المفاعلات النووية الايرانية السلمية والخاضعة لتفتيش الدولي بأقوى القنابل في العالم خلال حرب 12 يوماً في حزيران الماضي؟
هل يمكن أن يكون اتفاقاً مثل هذا النوع قد حصل لدى فرقة "اليهود النصارى" تلك التي اختلقها قس الفاتيكان إياه لتنفيذ المهمة المقدسة إياها بتعليم محمد أركان دينه الجديد على غرار تعليم كهنة الموساد للصهاينة العرب أركان الدين الجديد للابراهيمية؟
هذا أمر مستحيل بالطبع، في ضوء أن الأناجيل المسيحية تبرز هي الاخرى من جانبها حقيقة رفض اليهود للمسيح، وقيامهم بصلبه!
ينص نفس المصدر أعلاه على:
"على الجانب المسيحي، تبرز روايات رفض اليهود ليسوع بشكل بارز في العهد الجديد ، وخاصةً إنجيل يوحنا . على سبيل المثال، في 7: 1-9، يتجول يسوع في الجليل ولكنه يتجنب اليهودية، لأن "اليهود" كانوا يبحثون عن فرصة لقتله. في 10: 20 قال كثيرون منهم أن "به شيطان وهو مجنون". في 7: 12-13 قال البعض "إنه رجل صالح" ، بينما قال آخرون إنه يخدع الناس، ولكن هذه كلها "همسات"، لم يتحدث أحد علنًا "خوفًا من اليهود/اليهود". كما ورد رفض اليهود في 7: 45-52 و 8: 39-59 و 10: 22-42 و 12: 36-43 . تقول 12:42 أن الكثيرين قد آمنوا بالمسيح، لكنهم أبقوا الأمر سرًا، خوفًا من أن يطردهم الفريسيون من الكنيس.
وفقا لجيريمي كوهين،
حتى قبل ظهور الأناجيل، فقد تولى الرسول بولس (أو، على الأرجح، أحد تلاميذه) تصوير اليهود على أنهم قتلة المسيح... "
انتهى نص الوكيببديا.
إذاً، كيف اجتمعت الحيّة بالبطنج وشكلتا معاً فرقة "اليهود النصارى" التي علَّمت محمداً أركان دينه الجديد في ضوء كون اليهود ينبذون النصارى والعكس صحيح وحاصل، حسبما يكذب القس الفاتيكاني إياه؟
ولكن، قد يكون أن اتفاقاً ما قد حصل بين اليهود والنصارى من أفراد تلك الفرقة على احترام بعضهم لأنبياء بعضهم الآخر، مثلما يحترم الإسلام كل الأديان السماوية الأخرى، هذا أمر ممكن، أليس كذلك؟
لنر ما يقوله اليهود عن ميلاد المسيح. تؤكد الأدبيات اليهودية المتواترة أن القديسة مريم العذراء هي مومس، وان وليدها سيدنا المسيح ليس فقط إبن زنا، بل إبن حيض! لا حول ولا قوة بالله! فرقة يهودية نصرانية، يدجِّلون.
أقتبس في أدناه أقل نسخ الكتاب اليهودي المعنون: "توليدوت يشوع" إساءة لسيدنا المسيح ولأمه القديسة مريم العذراء:
الرواية اليهودية لولادة المسيح وصَلبه
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Toledot_Yeshu
"يُقدم الكتاب اليهودي: "توليدوت يشوع" سردًا ساخرًا ونقديًا لحياة يسوع، مصورًا إياه كطفل غير شرعي وكمسيح كاذب يستخدم السحر لخداع الناس بطريقة تُشكك بمزاعم المسيحيين حول ألوهية المسيح . يروي كتاب "توليدوت" صعود يسوع وسقوطه، ودحض ألوهيته، والانقسام الاستراتيجي الذي حدث بين اليهودية والمسيحية بعد وفاته. على الرغم من وجود عدة روايات لهذه القصة، إلا أن الملخص التالي يستند إلى مخطوطة ستراسبورغ، التي تحتوي على سرد شامل من ميلاد يسوع حتى وفاته، بالإضافة إلى ما حدث لحركته بعد وفاته. وهو أيضًا أحد أشهر روايات القصة.
تبدأ القصة بميلاد يسوع . مريم، أم يسوع، امرأة يهودية تقية مخطوبة لرجل يُدعى يوحنّا من بيت داود. إلا أنها تتعرض للاغتصاب من قِبل جارها يوسف بن بانتيرا عشية يوم سبت أثناء حيضها، وهي فترة يُحرم فيها الاتصال الجسدي بموجب الشريعة اليهودية. ينتج عن هذه الحادثة حمل مريم بيسوع. وعندما تنكشف حقيقة حمل مريم، يُنكرها خطيبها يوحنا، ويهرب إلى بابل حفاظًاً منه على سمعته. عند ولادة يسوع، يتم وُصفه بـ"اللقيط" ( ممزر ) و"إبن الحائض" ( بن نيدا )، وهما لقبان يعكسان استبعاد المجتمع اليهودي له.
مع نموه، يتفوّق يسوع في دراسته. وفي الوقت نفسه، يُصوّر على أنه لا يحترم معلميه، ويمر بهم مكشوف الرأس، ويتحدى عادات الحاخامات. يؤدى هذا إلى فتح تحقيق رسمي بشأنه، وينتهى الأمر بمريم بالاعتراف بأن الأب الحقيقي ليسوع هو يوسف. يُحكم على يسوع بالقتل. وهربًا من عقوبة الإعدام، يلجأ يسوع إلى أورشليم .
هناك تحدث حادثة تؤدي إلى تعلمه اسم الله (يهوه) الذي لا يوصف من حجر الأساس للمعبد الكبير. وعند تعلمه هذا الاسم، يكتسب يسوع القدرة السحرية على أداء المعجزات، بما في ذلك إحياء الموتى واشفاء البرص وتحويل الطين إلى طيور حية. كما يدعي أنه المسيح، ويكسب أتباعًا. وسرعان ما يعتقله اليهود ويحضرونه أمام الملكة هيلانة (ربما الملكة هيلانة من حدياب أو شخصية مختلطة) بتهمة السحر. يدافع يسوع عن نفسه بأداء المعجزات التي تثير إعجاب هيلانة، لكن خصومه يصرون على اتهامهم له. هنا، يتولى يهوذا الإسخريوطي - الذي تعلم هو الآخر الاسم الذي لا يوصف (يهوه)- تحدي يسوعاً في مسابقة طيران. ويدرك يهوذا، أثناء المسابقة، أن أياً منهما لن يفوز إلا إذا فقد أحدهما الوصول إلى القوى الممنوحة باستخدام الاسم الإلهي (يهوه). ويستنتج يهوذا أنه إذا ما استطاع تدنيس يسوع، فإن قوى الاسم الإلهي لن تسطيع العمل لصالحه بعد الآن. ولقد ثبتت صحة منطقه: فبعد أن يتبوَّل يهوذا الإسخريوطي على يسوع، يفقد الأخير قواه ويسقط أرضًا. ووفقًا للرواية، فإن هذا الحدثُ قد كشف للجمهور أن يسوعاً شخص دجّال، مما أدى إلى اعتقاله. تطلب السلطات قتل يسوع، وتضع هيلانة مصيره في أيدي حكماء اليهود. فيرسلونه إلى مدينة طبرية ويربطونه بتابوت. لكن في إحدى المراحل، يتدخل أتباعه ويبدأون برشق الحكماء بالحجارة، مما يُحدث انعطافة تُمكّنهم من فك أسر يسوع والهرب.
لاحقًا، في عشية عيد الفصح، يعود يسوع إلى القدس مع أتباعه راكبًا حمارأ. يدخلون إلى بيت الدراسة، ولكن هنا يخونه شخص يُدعى جيسا. هذه المرة، يُلقي القبض عليه ويُقتل على الفور. حاولت السلطات تعليق جثته على شجرة، لكن الشجرة رفضت، بسبب استخدامه السابق للاسم الإلهي. في النهاية، يعُلق على ساق ملفوف، وأخيرًا يدُفن. لاحقًا، يزر أتباع يسوع موقع دفنه لكنهم يكتشفوا قبرًا فارغًا؛ وهذا ما قادهم إلى الاعتقاد بأن يسوع قد قام من بين الأموات، وهو ما أعلنوه في جميع أنحاء الشوارع، بما في ذلك للملكة هيلانة. طلبت هيلانة تفسيرًا من الحكماء، الذين بدأوا بالذعر. مع ذلك، فقد صادف أحد الحاخامات بستانياً وقد سرق جثة يسوع. نقل الحاخام هذا الخبر، فسُحبت جثة يسوع عبر شوارع القدس طوال الطريق إلى مقر الملكة هيلانة، وهو عمل منجّس يدحض بشكل قاطع الادعاء بأنه كان هو المسيح أو أنه قد قام من بين الأموات. "
انتهى النص.
لنقارن بين البذاءات اليهودية أعلاه وبين مدى رقي القرآن في سرده لقصة السيدة مريم، التي يفرد لها سورة كاملة بإسمها:
وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا (16) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا (17) قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا (18) قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا (19) قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا (21) ۞فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا (22) فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا (23) فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا (24) وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا (25) فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا (26) فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا (27) يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا (28) فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا (29) قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا (31) وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا (32) وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٖۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ (35)
طيب، ما دام قس الفاتيكان ذاك وببغاواته يدجّلون بزعمات أن الفرقة "اليهودية المسيحية" هي التي لقَّنت محمداً دينه، فلماذا يختلف وصف المسيح – وكل قصص القرآن الأخرى قاطبة – في نص القرآن جذرياً عن نظيراتها الواردة في التوراة والإنجيل مجتمعين؟ اليهود يقولون أن المسيح إبن زنا دجّال، والمسيحيون يقولون أنه إبن الله، فلماذا لم يتعلم محمد منهم لا هذا ولا ذاك، بل رفض كليهما؟ أين هي تجليات تعليمات الفرقة اليهودية النصرانية المزعومة لمحمد التي بها يفترون في نصوص القرآن ؟ الجواب: لا توجد.
ولكن، هل توجد سابقة تاريخية في الديانة اليهودية أو النصرانية تم فيها أخذ أركان ونصوص دين أي منهما من الديانات الأسبق، وهو الأمر الذي أوهم ذاك القس الفاتيكاني باحتمال حصول أمر مشابه لهذا في دين محمد الجديد، وهو الوهم الذي جعلهم ينقلون مكان مدينة مكة بجرَّة قلم من الحجاز للشام بغية تمرير هذه الفرية ؟
الجواب: كل أركان وآلهة الدين اليهودي وقصص التوراة تمّ أخذها بنصها وفصها من أدبيات وطقوس الأديان السابقة عليها والتي كان يؤمن بها الكنعانيون وأهل الحضارتين القديمتين لوادي الرافدين والنيل، وفاقد الشيء لا يعطيه. ليس هذا فقط، بل ولقد تطلبت توراتهم ثمانمائةعام وأكثر من 30 كاتباً لكي يكتمل نقلهم لموادها من تراث أديان وحضارت الغير بشق الأنفس، ثم التدقيق، والمسح وإعادة التكييف جيلاً بعد جيل في مختلف بقاع ديار فلسطين والأردن والعراق ومصر، دون أن أن يستطيعوا بلوغ عشر معشار قرآن محمد الذي أنجزه في بحر 23 عاماُ ! أما الأناجيل المسيحية، فقد استغرق تأليفها من طرف 16-17 مؤلف نصف قرن من الزمان! يُعرف الأسد من فكيه: مَن الذي يحتاج أن يُعلم مَن؟
في حوالي عام 300 للميلاد، أعطى أسقف "قيساريا البحرية: يوسابيوس القيصري" قائمة مفصلة لكتابات العهد الجديد في كتابه "التاريخ الكنسي، الكتاب 3 ، الفصل الخامس والعشرون". وفيه يبين بالحرف الواحد:
"
٦... إن كتبًا مثل أناجيل بطرس ، وتوما ، ومتياس ، أو أي كتب أخرى غيرهم، وأعمال أندراوس ويوحنا والرسل الآخرين... تُظهر بوضوح أنها من نسج خيال الهراطقة. ولذلك، لا ينبغي وضعها حتى بين الكتابات المرفوضة، بل يجب رفضها جميعًا باعتبارها سخيفة وغير تقية ."
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/New_Testamen
طيب، لماذا لا يقوم المعادي للإسلام أودون لافونتين وصاحب خزعبلات إطروحة الدكتوراه التلفيقية للقس الكاثوليكي الفرنسي إدوار ماري غاليز، وعضو مجمع العقيدة والإيمان للفاتيكان رولان مينرات بتأليف كتاب ينعى فيه على الفاتيكان اعتماده لأناجيل بطرس وتوما ومتى وأعمال أندراوس ويوحنا والرسل الآخرين رغم أنها "تُظهر بوضوح أنها من نسج خيال الهراطقة. ولذلك، لا ينبغي وضعها حتى بين الكتابات المرفوضة، بل يجب رفضها جميعًا باعتبارها سخيفة وغير تقية" مثلما يقطع القس يوسابيوس القيصري قبل 1700 عام، بدلاً من إلقاء المحاضرات التي تسيء للرسول محمد بالألمانية، وبدلاً من نقل مواقع مدن الحجاز من إقليم لإقليم على نحو سريالي؟ وما دام هؤلاء الكهنة قادرون على تغيير مواقع المدن، فلماذا لا يتفضلوا علينا وينقلوا مدينة تل أبيب إلى سواحل فلوريدا، وذلك قربة لوجه الله تعالى، والله لا يضيع أجر المحسنين؟ أما إذا استطاعو نقل بوليوود إلى مقر البرلمان العراقي، فخير على خير، على الأقل لكي يستطيع البرلمانيون عمل شيء مفيد!
يُعرف الأنبياء من ألق كتبهم، وليس من حماقات وتخرصات وتسلكات كهنتهم المغرضين.
يُتبع، لطفاً.