الإنسان/المشترك: تحرير الزمان والمكان


محمد بوجنال
الحوار المتمدن - العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الإنسان/المشترك: تحرير الزمان والمكان
لازمة إسقاط الوصايات

الإنسان/المشترك بالتعريف هو الإنسان الذي "يوجد- مع"، يشتغل- مع، ينتج- مع، يفكر- مع، يمارس- مع، يدبر- مع ...الخ ؛ إنه إنسان الأنظمة المجالسية حيث يكون هو مصدر،لا غيره، بنائها والتدبير وفقها ودليلنا على ذلك أن الفرد/المشترك يرفض رفضا باتا إحلال غيره محله في الزمان والمكان على السواء أو قل ،وبشكل واضح، كونه يرفض كل أشكال الوصاية؛ وهذا يعني إعادة صياغة مفهومي الزمان والمكان بتخليصهما من معنى أدبيات النظام المفترس حيث الهيمنة عليهما تحديدا وصياغة من طرف الفئة أو الطبقة المفترسة؛ وهذا يعني أهمية السيطرة عليهما وامتلاكهما لما لهما من مكانة في تحديد الموارد البشرية أو قل تسليعهما.فعلى النقيض من ممارسة الوصاية،يلتزم نظام الإنسان/المشترك فكرا وممارسة في كون البناء والتشكيل/التشكل لن يحصل إلا وفق انخراط الإنسان/المشترك،بمختلف فئاته ومكوناته في التشكيل/التشكل ذاك؛ فهو موجود دوما بجوار ومع غيره مؤثرا ومتأثرا بالحياة اليومية من إنتاج وحاجيات متحملا مسئولية ذلك،وبالضرورة،لكونه منخرطا بالطبيعة والاجتماع مع باقي مكوناته كإنسان/مشترك.وهكذا، فنشاط وحركية هذا النظام،تقتضي الحضور الدائم لمكوناته لسبب أن الزمان والمكان يرفضان الذي يعتبر من أهم مميزات وركائز النظام المفترس الذي استحوذ ويستحوذ على الزمان والمكان نيابة عن من أجبروا، وعن طواعية لأسباب يعرفها الجميع،على التنازل عن حق وجودهم في الزمان والمكان؛ في حين أن كل واحد يجب أن يكون منخرطا في ومع،مانعا بذلك أشكال الاحتلال الذي هو اعتداء على الزمان والمكان على الطبيعة والإنسان والحيوان؛ بل ،وللدقة، فهو ممارسة الإرهاب على الطبيعة والمجتمع.قديما ،قال أرسطو أن الطبيعة تخشى الفراغ وهو المبدأ الذي يمكن استثماره للقول أن الطبيعة والمجتمع يخشيان انسحاب الأفراد من الزمان والمكان ليبقى حكرا على النظام المفترس؛ والواقع أن هذا هو الحاصل لحد الساعة نظرا للسيطرة الشبه- مطلقة عليهما.أما المقترح في نظام الإنسان/المشترك فهو أن يكون الفرد،على السواء في الزمان والمكان أو قل الانخراط الفعلي في الحياة اليومية: مناقشة القضايا- مع، طرح الحاجيات والبحث عن سبل تلبيتها- مع، طرح المقترحات- مع، صياغة التوافقات- مع، المصادقة عليها- مع، تحمل المسئولية- مع، الحذف والتعديل والتغيير يكون- مع، التسيير والتدبير يكون- مع...الخ.وبلغة أخرى، فنظام الإنسان/المشترك يعتمد الأنظمة المجالسية حيث الزمان والمكان يكونان ملكا للإنسان/المشترك أو قل خلوهما من السيطرة وأشكال الوصايات؛ في الأنظمة المجالسية " يكون " الزمان والمكان متحررين من التسلط وبالتالي يكون الإنسان/المشترك سيد نفسه ومسئولا عن خياراته في النمو والتنمية والتدبير إن إيجابا أو سلبا لكونه أصبح هو مصدر إيجابياته وسلبياته التي يتم النظر فيها دوما- مع.إذن، فالنظام الفعال للنظام المجالسي يقتضي، وبالضرورة،النظرة السليمة للزمان والمكان غير ما هو سائد في الأنظمة المفترسة؛ فلا يمكن عزل الفرد عن زمانه ومكانه وهما وجهاه اللذين لا يصح فصله عليهما كما فعل ويفعل النظام المفترس؛ إن الفصل ذاك هو عدوان وممارسة إرهابية على الطبيعة والإنسان والحيوان.