- الشعب - كما نراه


محمد بوجنال
الحوار المتمدن - العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



" الشعب" بالتحديد الرأسمالي هو الموجود الشبه حيواني الذي تتحدد جيناته في كونها بيولوجيا ودينيا،جينات التدمير والتخريب أو قل الافتقار إلى العقل. وفي مقابل ذلك، نحدد "الشعب" كوحدة ادياليكتيكية بين الجسد والعقل، بين المادة والفكر حيث يقوى بتقويتهما،ويضعف بإضعافهما،ويرتفع بارتفاعهما،أو قل أن "الشعب" هو هذه القوى جسد/عقل في صراعها إما من داخل وحدة الطبيعة والتاريخ،وهو حقيقتها المؤجلة في التاريخ،وإما مع القوى التي حرفت التاريخ.وهنا لا بد من التوضيح أن "الشعب" ليس كائنا مجردا ولا موطن التخلف بقدر ما أنه كائنا يوجد في التاريخ الذي هو شروط وميزان قوى تقتضي بناء،ووفق التنظيم المحكم، نقيضها الذي لن يكون نتاج ومحصلة فعالية "الشعب" نفسه باعتباره كائنا يتضمن قدرات وإمكانات لانهائية.ومعلوم أنه عندما يتمكن "الشعب"ذاك من الارتقاء بوعيه متخلصا من كل أشكال مؤسسات الوصاية، وفي ذلك لا يمكن أن نقفز على التاريخ،سيمتلك القدرة الذاتية على إنجاز بناء تنظيمي آخر يكون هو مصدره. في انتظار حصول ذلك،تكون للطليعة الثورية مسئولية توفير شروط ذلك قدر الإمكان مع ما يصاحب ذلك من تضحيات ومصاعب؛ومن هنا تبقى أهمية نظرية غرامشي عن المثقف العضوي مع إدخال تعديلات تفرضها المرحلة.
وعموما،ف"الشعب" ليس كتلة سلبية كما يردد كثيرون، بل كتلة توجد في التاريخ حيث لا يمكن أن نطلب من الطفل الصغير إنجاز أعمال الرجل بقدر ما أن النمو السليم للطفل ذاك يقتضي الانتقال عبر المراحل إلى أعلاها التي هي مرحلة النضج.الطريق ليس سهلا كما يعتقد أصحاب الإنشاءات اللغوية،ولا بالسرعة التي يفترضون حصولها،بل الأمر يتطلب استحضار جدول زمني تحدده طبيعة وفعالية الصراع الذي هو صراع ما أنماط إنتاجية بهيمنة الرأسمالي منها،تكن العداء ل"الشعوب" وتصر على التصعيد من تطوير آليات تسليعها.ومن هنا السؤال الكبير."ما العمل؟"، السؤال الذي يرفض التسليع ويستدعي في الآن نفسه الأشكال والمحتويات الطليعية.