أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !














المزيد.....

من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدور الأمريكي في الاحداث الاخيرة التي تدور في منطقتنا الملتهبة بالصراع, أخذ منحىً جديداً. فالولايات المتحدة الأمريكية اليوم برغم انحيازها المطلق لاسرائيل الا انها أصبحت تتعامل مع ألد أعدائها إيران ببراجماتية عالية. هذا التغيير لم يطرأ عليها فقط بل أيضا على أعدائها اللدودين, وأصبحت مقبولة لديهم… طبعاً لا نملك التفسير المقنع لذلك… هي ربما سلطة المصالح المستحكمة في رقاب الدول كما الأفراد.

لذا فإن ما ذهب إليه الشاعر الكبير محمود درويش, قبل عقود, عندما قال : " أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا ", فقد راهنيته اليوم .
الترتيبات التي أقرت بين امريكا الشيطان الاكبر وأخطر دولة فاعلة في محور الشر إيران, على هامش التصعيد الاسرائيلي بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق, تؤكد وتشي بمؤشرات تحول في العلاقة, رغم كل العقوبات التي ترزح تحتها الجمهورية الايرانية. حيث يجري اليوم رسم أطر نشاط وتنسيق مشترك لإبقاء التشنجات والرد عليها في حدود رفع العتب.
الاتفاق كما هو معلن عن الإبلاغ الرسمي الإيراني المسبق للامريكان بالتعهد بمحدودية الرد, والذي ورد على لسان مسؤولين إيرانيين مرموقين, كأن يكون, كما أرى, موقعاً جغرافياً معزولاً كمثل ميناء إيلات على البحر الأحمر الذي قال عنه عبد الباري عطوان: " في إيلات قاعدين بيكشّو ذبان " بعد توقف النشاط فيه بسبب تهديدات صواريخ ودرونات الحوثيين.
مما يعني الطلب, ضمناً, من الجانب الآخر, اسرائيل, بتفهم مبررات الهجوم, وعدم الرد وتهدئة الأجواء, خصوصاً مع عدم سقوط ضحايا إسرائيليين, وإبقاء الصراع في إطار المناوشات الإعلامية والتهديدات اللفظية. ثم ان ايران التي لم تخض حرباً مباشرة منذ انتهاء حرب الخليج الثانية مع العراق 1988 للمضي بتطبيع العلاقات مع الامريكان.
وهذا لايلغي بقاء الولايات المتحدة الأمريكية رهن الاشارة, والاستعداد الدائم للدفاع ونجدة ربيبتها " ظالمة او مظلومة ".

وقد تكون سيطرة الحرس الثوري الايراني في مضيق هرمز على السفينة البرتغالية الذي يملك جزء من أسهم شركتها مليونير إسرائيلي, دافعاً للمساومة والتفاهم أكثر منها فعل عدائي.

العراب الأمريكي يحقق نجاحاً كبيراً في احتواء الآخر, من خلال ما جرى من توافقات ما تحت الطاولة مع الإيرانيين, والضغط لثني الطرف الإسرائيلي المتعجرف عن رد الصاع صاعين والتحلي ببعد النظر, لاسيما وان أضرار الهجوم طفيفة, وعدم التفريط بالتقدم الحاصل من التوافقات وبعثرة البادرة الجديدة.

لا تخفي الولايات المتحدة انحيازها لاسرائيل والتزامها ببقائها وتسعى جاهدة للتطبيع مع دول عربية أساسية, وقد تسمح لها برد ولكن غير مؤذٍ لإيران. فهل التوافقات والترتيبات بعد الأحداث الأخيرة ستكون أساساً لاسترضاء إيران وترويضها للتخفيف من غلوائها في العداء للولايات المتحدة, مقابل التخفيف من ثقل العقوبات ضدها بتجميد بعضها.

وقد تكون الظروف الاقتصادية في إيران وانخفاض أسعار التومان الإيراني مقابل الدولار, خافزاً لقبول تفاهمات توافقية تضمن لها الاستمرار.

المواطن العربي والفلسطيني بالخصوص وحتى من دول إسلامية رحبوا بالهجوم على الكيان واعتبروه عقاباً
على جرائمه ومجازره طوال 75 عاماً من الاحتلال, ضد الفلسطينيين والعرب, يندى لها الجبين, يحدوهم الأمل في إحقاق الحقوق. واكثر المغتبطين بالحدث كان مواطن غزاوي صرح قائلاً : " إحنا والله مبسوطين اكثر شي عشان سما غزتنا, لأول مرة, هادية ".
لكن شكلية الرد الايراني لرفع العتب واعلان بعثة ايران بالامم المتحدة " يمكن اعتبار الأمر منتهياً". ولدت خيبة أمل كبيرة…
منطق العواطف الفردية, للأسف, لا ينسجم مع منطق المصالح وأولويات الدول.

ومع عدم وجود بنود منشورة للاتفاق الايراني الامريكي, فان مسار الأحداث يشير إلى احتمالية حصول خداع امريكي للإيرانيين بالتعهد بمنع إسرائيل من الرد العنيف. فمن طبيعة الأشياء فإن هناك شيء مقابل شيء, فالأمريكان الذين فرملوا جماح الضربة الايرانية, يقفون عاجزين عن تهدئة جنرالات الحرب في الكيان الذين توّعدوا بهجوم مباغت وموجع لإيران ومن يصطف معها من دول المنطقة. بالتأكيد لا ينبغي استبعاد رضوخهم للضغوط الامريكية بالنهاية والاكتفاء بوخزة دبور لايران, إرضاءاً, على الأقل لجمهورهم المرتعب .

الآن وبعد أن احتفل الجانبان بالنصر كلٌ لأسبابه, والإسرائيليون بالخصوص, صرحت احدى عضوات الكنيست : " الآن إستعدنا صورة الضحية من جديد " !

كل الأطراف المشاركة بالصراع لا تهمها موضوعة " سيادة الدول " لا الامريكان ولا ايران ولا اسرائيل, فرغم ما ذكر أن السلطات الإيرانية أبلغت العراق بمساعيها لاختراق اجواءه واستخدامها كممر لصواريخها وطائراتها المسيرة, فإنها لم تنتظر الموافقات الرسمية للسلطات العراقية على ذلك, كذلك الأمر مع الأمريكان حيث تستبيح طائراتهم الأجواء العراقية وتجوب فيها لصيد مسيرات وصواريخ ايران… لذا أصبح الحديث عن السيادة الوطنية مجرد نكتة سمجة.

قد تنصح الولايات المتحدة الأمريكية التي تلعب دور فاعل خير, الطرفين المتناحرين, بالاكتفاء بالحرب غير المباشرة بالوكالة مثلاً او السيبرانية بينهما, والحرب الكلامية, واطلاق يد إسرائيل, من ثمة, للتفرغ لشؤون غزة والاستفراد بشعبها الجريح واستكمال الإبادة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أمسك نتنياهو بخيط الضوء الذي في آخر النفق ؟
- العراق - بلد نفطي بنزينه غالٍ وغازه مُبدد !!!
- بولونيا - انتخابات ليست على مرام اليمين !
- ساميّة… لا ساميّة !!!
- إتيكيت انتخابي !
- هستيريا الصغار من أفعال الكبار !
- عشيقات الميليشياوي ميليشيا !
- ما السر الكامن وراء حرق القرآن !
- مصداقية غائبة… ثقة معدومة
- براغماتية الثعالب !
- هدية - الإطار التنسيقي الشيعي - للعراقيين والمعجزة الاقتصادي ...
- كوميديا دانتي والكوميديا العراقية
- ورود انتظرت من يُهديها !
- ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيره *!
- المانيا - الهجمات على الديمقراطية - أمس واليوم !
- هل من معادٍ للحرب منادٍ للسلام ؟!!
- هل استعاد ثغر العراق - البصرة - ابتسامته ؟
- الحرامي, كذلك, - مفتح باللبن -* !
- ساكو وفانزيتي - جريمة قتل قضائية بدوافع سياسية
- التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !


المزيد.....




- السيارات سقطت بركابها في الوادي.. فيديو يظهر لحظة انهيار طري ...
- فيديو يظهر انتشار الدبابات الإسرائيلية قرب حدود قطاع غزة الج ...
- تقرير: -حزب الله- يقلق إسرائيل بترسانته الجوية
- تركيا توكد عدم نيتها إرسال منظومة -إس-400- إلى أي دولة
- في ظل تصاعد الانتقادات الدولية.. نتنياهو يدعو الإسرائيليين ل ...
- مقترح الهدنة: شولتس يهاتف نتنياهو وهنية يتحدث مع مسئولين بمص ...
- جيمس ويب يكشف عن تفاصيل -غير مسبوقة- لسديم رأس الحصان على بع ...
- هجوم عنيف على أردوغان بعد تعليق تركيا تجارتها مع إسرائيل
- الدفاع الروسية: اسقاط مسيرتين معاديتين فوق مقاطعة بيلغورود
- بعد طرد النيجر القوات الأمريكية.. نفوذ واشنطن بإفريقيا ينحسر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - من يضع بيضه في سلّة أمريكا.. خسران !