أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة تتمة














المزيد.....

رسالة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة تتمة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســـالـة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة ــ تتمة.
كتبت لي صديقة غالية, من مدينة حلب المحاصرة, تلوم بها سلطات دمشق تخليها عن مدينتها حلب التي تعيش وتعمل بها, وولدت فيها. ودرست فيها. وحصلت على شهاداتها فيها. وتزوجت فيها... ثم خصلت فيها كل تتابعات ما سمي ألف ألف مرة خطأ الربيع العربي.. وغرقت ببطء أو بسرعة مدينة حلب بالفوضى والفقر والفوضى وفقدان كل أمان. وتفكك اقتصادها قطعة إثــر قطعة.. وسرق وشحن ونقل إلى تـركيـا.. تحت أنظار ما كان سلطة البلد. سلطة البلد التي تعامت أو أغمضت عيونها.. بعدما قبضت ما قبضت.. تاركة البلد أشلاء بيد ما سمي الجيش الحر, أو القاعدة, أو جبهة النصرة, أو جند اليرموك الإسلامي, أو دولة العراق والشام الإسلامية, والتي سيطرت على أكثر من نصف مدينة حلب, مطبقة منفذة الشريعة الإسلامية, على هــواهــا وتفسيراتها العرجاء...
توسعت بكلمات صديقتي الحلبية.. ولكنني حافظت على روحها وغضبها المشروع.. وأجبتها بكلماتي هذه.....
أفهم غضبك. وأحترمه. ولكن جل ما أخشى من غضبك أن يلهيك ويلهينا عن الأولويات والضروريات الأولى. وهي التخلص من هذه الجحافل القاعدية النصروية الوهابية السلفية التي حرقت جميع المبادئ الدينية والإنسانية.. وحرقت البلد وحرقت قلوبنا وبهاء بلدنا وجماله وبنياته التحتية والفوقية واقتصاده ومدارسه وجامعاته وجوامعه وكنائسه... وقتلت ما قتلت.. وهجرت ما هجرت... و اجـبـنـا أن نتخلص منهم ونحافظ على وحدة وسلامة البلد.. ومستقبله.
وبعدها... وبعدها يا صديقتي الرائعة الغالية... كـــــارشـــــر جماعي لكل الفاسدين والمفسدين الذين فتحوا الأبواب والنوافذ والطاقات والمزاريب والخنادق, لكل القتلة و المخربين القادمين من غابات الأرض كلها...
ولكننا اليوم محاصرين, مطوقين, منتهكين. مجزئين ومحاربين من الداخل والخارج. ومناورات تحاك وترسم من قادة أركان الغرب وأمريكا, وبـاطـلاع إسرائيلي عن اجتياح سوريا من البر وقصفها من البحر والجو.. بانتظار أوامر وبركات باراك حسين أوباما, الذي ينقض في المساء ما قاله في الصباح. وفابيوس وكاميرون يقسمان على مسؤوليتهما أن الكيماوي من فعل الجيش السوري. لأنهما مقتنعان أنه الجيش السوري.. وقناعتهما كافية, لضرب سوريا.. فورا وليس غدا. بالرغم أنهما قانعان أن كل هذا كذب وتلفيق واحتيال... ولو كان ذلك على حساب ملايين الضحايا السوريين.
لهذا يا صديقتي لا مكان للغضب والدفاع عن حلب المحاصرة.. فقط... لأن سوريا كلها محاصرة. والذئاب الجائعة في كل بلدانها وقراها.. بانتظار الذئاب المتربصة على حدودها.. حتى يتجمع ذئاب الأرض, و تنقض عليها.
أنا مثلك غاضب من سنين طويلة, مما تشكين اليوم بحق صادق شريف مشروع... وكل انتقاداتك الإيجابية, صالحة مقبولة معقولة. ولكن اليوم, ونحن في حالة هذه الحرب المنهكة لكل الشعب السوري الصامد المنكوب الصابر. لا مكان للنقد أو للشكوى. إنما للمشاركة فقط بالتخطيط الموحد للخلاص من هذه الجحافل الغريبة التي تحرق الأخضر واليابس. لأنها تريد حرق الأخضر واليابس, وحرماننا بكل أمـل بغد طيب صالح أفضل... حتى تبني على أنقاض هذا البلد دولتها الإسلامية. دولة إسلامية لا تنتج سوى الفقر والصلاة والشرائع التي لا تسمح إلا بالصلاة والأكل والنكاح (لديمومة التفريخ) لزيادة الفقر والجهل.. والنوم...
لهذا حبست انتقاداتي, وصمتت اليوم عنها... لأن خطر الحرب أفظع من كل الماضي وما عانينا منه, أنت وأنا ومن صبر من شعبنا... ومن مـات وتشرد... الخطر اليوم.. هو تحويل البلد كله إلى مقبرة جماعية... إلى مقابر جماعية, تتوارثها إمارات إسلامية...
أنظري ما جرى... شــاهدي وحللي ما جرى بهذه المدن التي هيمنت عليها هذه الجحافل الإسلاموية.. أنظري إلى نصف مدينة حـــلـــب, حيث يأمرون ويحكمون ويتعنترون ويطبقون شريعتهم. هل تقبلين أن تصبح سوريا كلها هكذا مقبرة محروقة كلها...
هل تقبلين أن يضربنا غدا الموت الناتوي ــ الإسرائيلي ــ الأمريكي... أم تفضلين أن نحاول أن نلملم ما تبقى من جهودنا وشملنا.. ونقاوم هؤلاء الأعداء من الداخل برفضهم.. ومن الخارج بصدهم... لأن الحياة حينها تــبــقــى وقــفــة عـــز... وبعدها... وبعدها يا صديقتي.. نــعــود إلى مبدأ الــكارشــر والحساب.. والإصلاح والبناء... بناء جـسـور الأمــل!!!...
لا تقولي ــ كالعادة ــ بأنني لم أجب على تساؤلك الأساسي. لأنني اليوم قلق على بلدي... وهذا القلق من الخطر الشامل, يغطي تساؤلك على نصف حلب المحتل من جبهة النصرة والقاعدة وغيرها ومن يلتف معها, ويفتي لها السماح بالقتل والموت... وعلى حلب الكاملة المنكوبة, وعلى ســوريا الحزينة, ومئات آلاف قتلانا... ومن الغد المعتم الأسود.. إن رغب وقرر باراك حسين أوباما, بمشاركة حلفائه الأوروبيين والإسرائيليين, وكل المجتمعين اليوم بالمناورات الأردنية... نعم حتى أولاد عمنا العربان يتحضرون للمشاركة بقتلنا...
بــــالانــــتـــــظـــــار......
لك يا صديقتي المعتصمة, وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديدات.. وعود..كيماوي.. تخديرات.. بانتظار تسونامي.
- رد أخير إلى صديقة قريبة بعيدة...
- وعادت قصة الكيماوي...
- الأخوان.. وحرق مكتبة حسنين هيكل
- تحية إلى زياد الرحباني
- نداء.. من أجل سوريا ومصر
- بلادنا؟؟؟.. بلادنا أرض محروقة.
- الخيار بين الموت والحياة
- رد على مقال السيد برهان غليون
- فيزا.. يا أهل الخير.. فيزا...
- كلمات إلى سيمون خوري
- العيد... والغصة... وغصة...
- إدانة... إدانة يا مؤمنين...
- رسالة جديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد
- لعبة الحرب والدين والعقل
- لافروف وكيري.. ومفاوضات المصير
- رد إلى صديق مؤمن
- مفاوضات.. مؤتمرات..وحرب الغباء مستمرة
- لمتى... لمتى هذه المعركة؟؟؟!!!...
- اليوم.. إني غاضب.. إني حزين.


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة تتمة