أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - الغرب وثورة مصر















المزيد.....

الغرب وثورة مصر


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ستنظر الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو بكل بساطة إلى الشعب المصري وهو يبنى نظاما حر؟

المصريون مدركون تماما أن النظام السابق كان بيدق في خدمة الولايات المتحدة وإسرائيل ، وهذا هو السبب في أن الشعارات المصرية وقت الثورة لم توجه ضد نظام مبارك فقط ولكنها وجهت أيضا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في تشابه لبعض شعارات الثورة الإيرانية. لقد ظلت الولايات المتحدة مشاركة في أي وجه من وجوه أنشطة الحكومة المصرية ، فالقاهرة لم تتخذ خطوة واحدة دون أن تستشير البيت الأبيض وتل أبيب، في واقع الأمر أن الحكومة الأمريكية باتت تعمل ضد الحرية في العالم العربي وما وراءه ، فالولايات المتحدة لا تريد حكومة شعبية في القاهرة حيث قال مارتن إنديك وهو مسؤول سابق في إدارة كلنتون بمجلس الأمن القومي الأمريكي إذ كان مسؤولا عن الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما أنه لصيق بإدارة أوباما لصحيفة النيويورك تايمز إن على الولايات المتحدة أن تعمل في اتجاه حمل الجيش المصري على إدارة مصر ريثما يمكن أن تبرز قيادة سياسية معتدلة وشرعية. ولم يدع إنديك إلى سيطرة عسكرية في مصر فحسب بل استخدم أيضا الكلام المزدوج لوزارة الخارجية الأمريكية ذلك أن المسؤولين الأمريكيين يقصدون بكلمة معتدلة الدكتاتوريات وأنظمة مثل المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وتونس بن علي ، أما مفردة الشرعية في نظر المسؤولين الأمريكيين فتعني الأشخاص الذين يخدمون المصالح الأمريكية. ولكن تل أبيب تبدو أقل احتشاما بكثير من الولايات المتحدة حيال الوضع في مصر ، فقد كانت تل أبيب خوفا من فقدان القاهرة تغري نظام مبارك لإطلاق قوة كاملة من الجيش المصري على المتظاهرين المدنيين كما كانت أيضا تدافع عن نظام مبارك دوليا.
فالولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو يعلمون جيدا ان الشعب المصري اذا قرر تأسيس حكومة سيادية حقيقية جديدة فإنها ستكون إيران ثانية في الشرق الأوسط وهذا من شأنه أن يحدث تغييرا كبيرا وهو تغيير سيربك ويعطل بشكل بالغ مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا والاتحاد الأوربي والناتو بحيث يرقى إلى خسارة هائلة كتلك التي حدثت في إيران عام 1979 م وإذا برزت حكومة ثورية جديدة في القاهرة فإن محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية الزائفة ستنتهي وستنتهي مجاعة فلسطينيي قطاع غزة وسيتقوض حجر زاوية الأمن العسكري الإسرائيلي ومن المحتمل أن يكسب التحالف الإيراني عضوا جديدا مهما. وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخاوف تل أبيب حيال تحالف مصر مع إيران وفتح بوابة جديدة للنفوذ الإيراني وذلك في خطاب قال فيه : (إن طهران في انتظار اليوم الذي يخيم فيه الظلام في مصر). ونتنياهو محق في شيء واحد ذلك أن وزارة الخارجية الإيرانية كانت تراقب الأحداث في مصر بتلهف شديد وأن الإيرانيين كانوا في انتظار تكوين حكومة ثورية جديدة يمكن أن تنضم إلى إيران وجبهة المقاومة.
وفي الوقت الذي أدلى فيه العرب ببيانات هامسة حيال الاحتجاجات في مصر كانت إيران غير العربية جهيرة الصوت في تأييدها للمتظاهرين في العالم العربي وخصوصا مصر ، حتى حزب الله وحماس أيضا كانوا متحفظين نسبيا حول موقفيهما حيال الاحتجاجات في مصر لأنهما يريدان تجنب الاستهداف من جانب الأنظمة العربية من خلال اتهامهما بالتدخل.
أما إسرائيل فهيئت نفسها من البداية وكانت قارئة جيدة للأحداث ،فتل أبيب لديها خطط طوارئ عسكرية أمنية سرية بالنسبة لمصر تحملها الكلمات التالية التي قالها نتنياهو للكنيست الإسرائيلي (إن اتفاقية السلام لا تضمن وجود السلام بين إسرائيل ومصر ، ولذا لكيما نحمي الاتفاقية ونحمي أنفسنا في الحالات التي تتلاشى فيها الاتفاقية أو تنتهك بسبب تغيير النظام في الجانب الآخر فإننا نحميها بالترتيبات الأمنية على الأرض). ه
هناك أيضا فرصة لتجديد الحرب مع إسرائيل بل هناك فرصة حتى للتدخل العسكري الأمريكي والأطلسي في مصر ، فالتهديد بالتدخل العسكري في مصر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ، ففي عام 1956 م هاجم البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون معا مصر عندما قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قنال السويس وباستحضار عام 1956 م يمكن أن تفعل الولايات المتحدة وحلف الأطلنطي ذات الشيء ، فقد قال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستتعامل مع مصر دبلوماسيا واقتصاديا و عسكريا إذا أغلقت مصر قنال السويس أمام الولايات المتحدة وحلفائها
الجميع يعلموا إن نظام مبارك رحل للأبد وبالتالي فإن الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما يعملون الآن لتقسيم مصر وزعزعة استقرارها بحسبانها الدولة العربية الأقوى حتى لا يبرز تحد استراتيجي من تلقاء القاهرة. فالهجمات على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير بقلب القاهرة بواسطة بلطجية نادي «الفيتو» التابعين لمبارك الممتطين ظهور الجمال والخيول كانت حدثا مرتبا ترتيبا مرحليا لخلق دعم شعبي خارج العالم العربي للحصول على رجل دكتاتوري قوي في القاهرة ، وهو حدث مثل صورة نمطية وموقفا شرقيا خاطئا حول العرب وشعوب الشرق الأوسط ، ولم يكن مدهشا إذا لعبت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا أدوارا مباشرة أو استشارية في الحدث. وفي مفارقة كبيرة عن الواقع أعد إعلام نظام مبارك المملوك للدولة تقريرا عن التأييد الشعبي لمبارك بملايين المصريين وقبول واسع بخطابه وقد حاول هذا الإعلام المملوك للدولة في إبداء يأس إلقاء اللوم على إيران وحلفائها العرب للاحتجاجات المصرية ، فوسائل الإعلام المصرية المملوكة للدولة قالت إن جنود الكوماندوز الإيرانيين وقوات خاصة جنبا إلى جنب مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية كانوا في مهام تتعلق بزعزعة الاستقرار والتخريب ضد مصر . ولم تكن هذه الأشكال من الاتهامات التي يلقيها النظام في القاهرة جديدة ، فاليمن والبحرين وليبيا جميعهم فعلوا ذات الشيء
رغم أن نظام مبارك سقط لكن ما زال البعض منهم موجود فهم يحدثون الفوضى في محاولة أن يجعلوا المصريين يقاتلون بعضهم البعض وتحويل مصر إلى دولة مقسمة وغير آمنة تماما مثل العراق هو هدف الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما ، فخلق التوترات بين مسلمي مصر ومسيحييها الذي يشمل الهجمات على الكنائس القبطية هو أمر مرتبط بهذه الخطة ،فنحن رأينا في اليوم الثالث عشر للاحتجاجات في مصر هاجم رجال مسلحون يستغلون دراجات نارية كنيسة مار جرجس في مدينة رفح بالقرب من غزة وإسرائيل وكلنا رأينا ما حدث فى كنسية اطفيح وكنيسة إمبابة وكنائس أخرى في مسلسل لم ينتهي بعد. إن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان إيران ثانية في الشرق الأوسط وسيفعلان كل ما بوسعها لمنع بروز دولة مصرية قوية ومستقلة ، فوجود دولة مصرية حرة داخل العالم العربي قد تثبت أنها أكبر مهدد لأهداف الولايات المتحدة وإسرائيل ومنظمة حلف الأطلنطي من دولة إيران. ه

كانت مصر ذات مرة تمثل تحديا استراتيجيا كبيرا للولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا في العالم العربي وإفريقيا ، فمصر الناصرية ساعدت المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر ودعمت الفلسطينيين دعما صريحا ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ودعمت المقاومة اليمنية ضد الاحتلال البريطاني في اليمن الجنوبي ووقفت عائقا أمام شرعية الهاشميين الذين نصبتهم بريطانيا كما قدمت الدعم لحركات التحرر الوطني والحركات المناهضة للإمبريالية. إن القاهرة الواقعة تحت حكومة ثورية سواء أكانت مرتبطة ارتباطا عميقا مع الإسلام أم غير مرتبطة يمكن أن تقدم للعالم العربي زعيما جديدا من شأنه أن يتزعم العروبة ويجعل إسرائيل قلقة حيال محاولة شن الحروب وحشد العرب والشعوب الأخرى على نطاق العالم في ثورة ضد الحلف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة وحلفاؤها. إن مصر لم تتحرر من الاسترقاق بعد ، فالشعب المصري يجب عليه أيضا أن يفيق فالثورة لم تكتمل بعد والايادى التي تتلاعب بمصيره كثيرة وهى تحاول وستحاول باستمرار زعزعه استقرار مصر ليجعلوها دولة مقسمة ويجب على الشعب المصري أن يبقى موحدا ، فإذا نجح في ذلك فإنه سيخلق أثرا كبيرا على تاريخ القرن الحالي. ه



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية و الأديان
- التربية الإعلامية
- التربية الاخاقية
- الفتنة الطائفية
- الهوية الحضارية
- الديمقراطية في عالمنا 2
- الديمقراطية في عالمنا 1
- الفساد 1
- أيها المثقفون ماذا انتم فاعلون
- مشكلة
- الأعلام حقوق وواجبات
- الاصلاح والقيم الاخلاقية
- عنصرية الغرب
- انهيار الأخلاق
- التعصب 1
- الفساد السياسى
- الاسلام والديمقراطية 1
- عقول محررة
- ادب الاختلاف


المزيد.....




- سلوفاكيا: تشخيص -إيجابي- لصحة رئيس الوزراء ومنفذ محاولة الاغ ...
- تونس.. البحث عن 23 مفقودا شاركوا في عملية -حرقة- من سواحل قر ...
- إلغاء 60 رحلة في مطار ألماني بسبب احتجاجات -الجيل الأخير-
- -كتائب القسام- تستهدف مروحية إسرائيلية من طراز -أباتشي- بصار ...
- منظمة -رصد الجرائم- في ليبيا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار ف ...
- رئيس بلغاريا: من المستحيل هزيمة روسيا في النزاع الأوكراني
- خبير بريطاني: الغرب لن يتدخل إذا أطاح انقلاب عسكري بزيلينسكي ...
- فقدت آثاره عام 2017.. معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى و ...
- بالفيديو: أوكراني يطلق مسيّرة تحمل العلم الروسي وشرائط النصر ...
- دبلوماسي بريطاني سابق في موسكو: إبعاد الملحق الروسي من لندن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - الغرب وثورة مصر