أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - الفتنة الطائفية














المزيد.....

الفتنة الطائفية


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرارة الفتنة تنشأ من صغار القوم ليس سنا ولكن عقلا فنحن نرى بناء كنيسة أو ترميم كنيسة أو قصة حب كفيلا بإطلاق شرارة الفتنة الطائفية في مصر وتكاد هذه الشرارة أن تحرق الأخضر واليابس، لولا تدخل بعض العقلاء.
الفتنة تنتقل من مدينة إلى أخرى ، بعد أن تحركت المشاعر الكامنة، التي كانت تنتظر على ما يبدو حدثا يحركها، ويظهر حدتها، ويدق ناقوس الخطر من تداعياتها المدمرة. من السهولة أن يحمَّل اختلاف الدين مسؤولية الأزمة بين أبناء الوطن مسلمين ومسبحين، ولكن التراخي وإهمال المشكلة وعدم قراءة لأحداث تاريخية وقعت قبل ذالك، يحمل في طياته تسطيحا للمشكلة، وهروبا من الحل الجذري لها.إن الحل يتطلب الاتفاق ابتداء على جذور المشكلة، التي نعتقد أنها جذور سياسية بامتياز ألبست لباس الدين وحملت شعاره، وهو ما يعني أن الحل يجب أن يكون سياسيا أيضا، بدلا من إضاعة الوقت في محاولة إقناع كل طرف للآخر بوجاهة آرائه العقائدية
والتاريخية.
وإذا كان الجذر التاريخي للانقسام الطائفي سياسيا، فإن تجلياته الحديثة هي سياسية أيضا، ترتبط ارتباطا وثيقا بشكل الدولة العربية وطريقة تعاطيها مع التنوع الطائفي بين أبناء شعبها، وفشلها الذريع بتحقيق مفهوم الدولة القومية، التي تتسع لكل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية لقد فشلت الدول العربية والإسلامية التي يتوزع أبناؤها على الطائفتين الإسلامية والمسيحية بتحقيق دولة المواطنين. إن انعدام شعور المواطنة عند أبناء أي دولة، وعدم إعطاء كافة الحقوق المدنية والسياسية والدينية بشكل كامل ومتساوي لكل مكونات الشعب، يجعل الانتماء الطائفي ملاذا إجباريا بديلا عن الوطن.
ولذلك فإننا نعتقد إن الواجب هو إقامة حوار للاتفاق على حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن، وللتأكيد على أن الانتماء للوطن هو العامل المشترك بين جميع الأطراف المختلفة ،.لقد أضيع وقت طويل من أجل الوصول إلى التقريب بين الأديان من دون تحقيق إنجازات في هذا المجال، إذ أن أي حدث سياسي أو تصريح طائفي هنا أو هناك يعيد المشكلة إلى مربعها الأول، وهو ما يدعو للاعتقاد بان النضال يجب أن ينصب على تحقيق دولة المواطنين. وإضافة إلى النضال من أجل بناء دولة المواطنين، فإن نضالا آخر يجب أن يقوده دعاة التقريب ووأد الفتنة، وهو النضال لأجل إقرار قوانين فاعلة تمنع التصريحات والخطابات ,والأفعال الاستفزازية التي تتسبب عادة في إثارة الفتنة .
المشكلة الطائفية في العالم العربي والإسلامي مشكلة سياسية خالصة، وهي لذلك تتطلب نضالا سياسيا واعيا وتراكميا، للوصول إلى دولة مبنية على حقوق المواطنة، بدلا من إضاعة الوقت في خطابات
المجاملات التي ينتهي صداها بمجرد انتهاء المؤتمرات التي ألقيت فيها.
ولا اعتقد أن احد من شيوخنا الأجلاء يعترض على احترام الأخر والحوار فالحوار المتعلق بالعلاقة المعيشية البحتة بين معتنقي الأديان، ويهدف إلى تحسين العلاقة بين شعوب أو طوائف، فإن الإسلام يرحب به، ويدعو إليه من خلال الإحسان والبر والقسط، ولا يتنافى مع نصوص الشرع .
فمفهوم التسامح والتعايش في الإسلام هو التعامل مع غير المسلم وفق الحكمة واللين والمعروف، سواء في ذلك التعامل في الخطاب، أو في مطلق التصرف، وفق الضوابط الشرعية
ولا اعتقد أيضا إن احد من المسيحيين يعترض على الحوار واحترام الأخر فرسالة المسيح التي تجسدها الكنيسة هي المحبه والتسامح وقبول الأخر وقد قال السيد المسيح عن احترام الآخرين من قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستحقا لنار جهنم ، فالاحترام هو أساس لترسيخ العلاقات بين الأفراد
فإذا كان بمقدورنا أن نجعل وطننا مليئاً بالحب والإحترام فما علينا إلا أن نؤدي الإحترام للجميع، أي كانت هويتُه
آن الأوان لأن يتحرك العقلاء، وينفضوا عنهم هذا الصمت المميت، لأجل وطن هو في الصميم من قلوبنا.



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الحضارية
- الديمقراطية في عالمنا 2
- الديمقراطية في عالمنا 1
- الفساد 1
- أيها المثقفون ماذا انتم فاعلون
- مشكلة
- الأعلام حقوق وواجبات
- الاصلاح والقيم الاخلاقية
- عنصرية الغرب
- انهيار الأخلاق
- التعصب 1
- الفساد السياسى
- الاسلام والديمقراطية 1
- عقول محررة
- ادب الاختلاف


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - الفتنة الطائفية