أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - التعصب 1














المزيد.....

التعصب 1


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 7 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعصب هو الانحياز الحزبي إلى شئ من الأشياء فكرة أو مبدأ أو معتقد أو حتى شخص أما يكون (مع أو ضد) والتعصب للشئ هو مساندتة والدفاع عنه والتعصب ضد الشئ هو مقاومتة .
وقد عرفت البشرية خلال تاريخها الطويل ألوانا واضحة ومتباينة من التعصب لقد سجل لنا التاريخ معلومات هامة وقيمة عن التعصب القبلي والتعصب الوطني والقومي وعرف تاريخ الفكر ألوانا من التعصب الديني والطائفي وشهدت المجتمعات الحديثة صراعات متعددة من التعصب العنصري أو العرقي .
وفى هذه الحالات كلها كان التعصب يمثل انتماء زائدا إلى الجماعة التي ينتسب إليها الإنسان ،
وارتباطا بها يصل إلى حد الاستبعاد التام للآخرين أو التعالي عليهم ..
والواقع أن التعصب بوصفة ظاهرة بشرية خالصة تنتمى إلى مجال العلاقة بين إنسان وإنسان يمكن إن يعالج بمناهج وأساليب كثيرة ففي استطاعة علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم البيولوجية أن تلقى أضواء كاشفة على ظاهرة التعصب وان تساعد الإنسان على إزالة هذه الغشاوة التي أعمت بصيرة البشرية.
أن التعصب كما هو واضح للجميع يتضمن عنصرين احدهم ايجابي والأخر سلبي، فالعنصر الايجابي هو اعتقاد الإنسان بأن الفئة التي ينتمي إليها سواء كانت قبيلة أو وطنا آم مذهبا فكريا أو دينيا أفضل واسمي من بقية الفئات
والعنصر السلبي هو اعتقاد الإنسان بأن تلك الفئات الأخرى اقل من تلك التي ينتمي إليها، وقد يبدوا من الأمور البديهية أن يكون هذان العنصران متلازمين إذ أن اعتقاد فئة معينة بتفوقها يعنى أليا أنها تنظر إلى الفئات الأخرى كما لو كانت اقل منها قدرا
ومع ذلك فأن هناك نوعا من التميز بين وجهي التعصب هذين، على الرغم من ارتباطيهما الوثيق..
ذالك لان المشكلة التي عانت منها البشرية في الجزء الأكبر من تاريخها كانت مشكلة الوجه السلبي من التعصب
بل أن مفهوم التعصب عن الناس ارتبط بالجانب السلبي من التعصب
فالشخص المتعصب هو قبل كل شئ هو ذلك الذي يحقر فئة معينة أو يتحامل عليها ، صحيح أن هذا التحامل ينطوي ضمنا على اعتقاد بأنه أعلى أو أفضل من تلك الفئة التي يتحامل عليها أو انه برئ من نقائصها ، وكثيرا ما يكون سبب التحامل على الآخرين هو نوع من الحسد الدفين لهم أو الاعتقاد بأنهم يتمتعون بمزايا يعجز الإنسان التوصل إليها أو الحصول عليها ، وعلى اى حال فكراهية الآخرين هي الصفة الغالبة على المتعصب ، أما الاستعلاء فهي صفة تقع في المرتبة الثانية على الرغم من أنها هي السبب الرئيسي للتعصب في معظم الأحيان عن كراهية الآخرين..
فالتعصب إذن هو في اساسه نظرة سلبية إلى الغير
والمتعصب يتجه بتفكيره أساسا إلى الآخرين في حقد أو حسد أو حتى احتقار
ويميل إلى إلحاق الضرر بالغير أكثر مما يميل إلى تأكيد مزاياه الشخصية أو كسب منفعة لنفسة
إذن الجانب الايجابي في التعصب لا يؤدى بالضرورة إلى التعصب فاعتقاد المرء بسمو الفئة التي ينتمي إليها أو تأكيد المرء لذاته لا يترتب عليه بالضرورة احتقار الآخرين، فالإنسان الواثق بنفسه وبقدراته والإنسان النبيل لا يكره الآخرين ولا يتعصب ضدهم لأنه لا يحتاج من اجل تأكيد ذاته إلى مقارنة نفسه بغيره.
ومعنى ذلك أن النظرة السلبية إلى الآخرين ترتكز على اعتقاد بوجود نوع من الشر الكامن فيهم والذي يبرر به المتعصب تحامله عليهم.
والسمة الظاهرة للفرد المتعصب هي انه لا يحب المناقشة والحوار لأنه يعتقد أن رأيه صحيح لا يقبل المناقشة ، فإذا كانت المناقشة للبحث في مدى صحة الرأي فأن الإنسان المتعصب لا يدخل فيها وان تظاهر في بعض الأحيان بالدخول فيها فعقيدة المتعصب راسخة صلبه جامدة لا تفيدها المناقشة ولا اى حوار.
وكراهية الحوار عن الإنسان المتعصب تدل على انه يكتفي بما لديه من تبرير لرأيه والإنسان المتعصب لا يجهل الحوار فقط بل يجهل أيضا التطور، ويحاول دائما إلى فرض الرأي ومنع الرأي المخالف من الانتصار عليه، وهذا عكس تماما الفرد المنفتح فلا يضره أن يكون الرأي تعدديا ونسبيا بطبيعته لذلك لا يستبعد المناقشة والحوار بل بالعكس قد يطلبها ويسعى إليها احيانا فبالمناقشة يطل على أفكار الغير ويطل الغير على أفكاره وتتحول هذه المناقشة إلى عملية اخذ وعطاء وقد تؤدى هذه المناقشة أيضا إلى تقوية المعتقد وترسيخه ، فالفرد المنفتح يحاور غيره فتتطور الفكرة وتنمو...



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد السياسى
- الاسلام والديمقراطية 1
- عقول محررة
- ادب الاختلاف


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - التعصب 1