أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الإنسان و الحرية














المزيد.....

الإنسان و الحرية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاجئك عبارات بليغة ببساطتها و بداهتها فتجرنا إلى محاكمة ما نعتقد أنه أساسيات لا تقبل المحاكمة أو المناقشة..هذا ما أحسست به عندما قرأت ما قاله ويليام غودوين في أواخر القرن الثامن عشر مع اندلاع الثورة الفرنسية ( "البرجوازية الديمقراطية" ) أن الإنسان كائن عاقل و لذلك لا بد من إطلاق سراح تفكيره من القيود لا بد من تحريره..هكذا دون مقدمات يضعنا هذا الكلام أمام حقيقتنا كبشر أمام واقعنا بكل تفاصيله المرة و احتمالات حريتنا المغيبة..هل هذه الحقيقة البسيطة البدائية تعني أننا كبشر نستحق الحرية و إذا كنا كذلك فعلا فلماذا؟..أي هل نستحق الحرية لأننا كائنات عاقلة أم كائنات مطيعة..هل وظيفة العقل الذي هو مبرر الحرية حريتنا نحن البشر و ربما مصدرها أو موجدها هي التفكير دون قيود "الواقع-الطغيان" و إسقاطاته على عقولنا أو تبرير و "عقلنة" هذه القيود على تفكيرنا..أو إذا أردتم يمكن أن نطرح الأمر بصيغة أخرى : ما هو جوهر وجودنا كبشر : العقل أم الطاعة ؟..هل الطاعة هنا هي قبول ب ( أو عملية تأقلم و تكيف مع ) السائد الاجتماعي-السياسي-المعرفي أم استسلام لممارسة قطيعية أم تماهي مع سيكولوجيا المجموعة حتى لو كانت هذه الممارسة تعني الاستسلام لحالة قهر مباشر, الاستسلام للقمع أي بمعنى آخر متى يكون الإنسان كائن اجتماعي أو كائن عاقل..أين هو إذا هامش التغيير في الواقع و لأي درجة هو واعي أو غير واعي أو حتمي أي هل علينا أن ننتظر تحقق حتمية ما ( قد يكون من أسلحتها الحديثة الدبابات و القاذفات و الصواريخ الأمريكية مثلا ) أو أن إنجاز حريتنا يتطلب منا إدراك جوهرنا كبشر ككائنات عاقلة و تحطيم قيودنا باتجاه الحرية , كيف ستتحقق هذه الحرية التي اعتبرنا أنها تقوم على واقع الإنسان ككائن عاقل و هل الوضعية الجديدة التي سننتقل إليها هي وضعية أكثر عقلانية في مواجهة لا عقلانية الاستبداد..سؤال هام للغاية تطرحه علينا حقيقتنا المفترضة ككائنات عاقلة و كوننا نحقق حريتنا من خلال "تفكيرنا العقلاني" أو عبر نشاطنا العقلي الحر , ألا يعني هذا أنه يجب ليس فقط تقنين العنف ضد الإنسان أي إنسان ( مهما بدت أفكاره هرطقية أمام السائد ) بل و إلغائه و اقتصار أي حوار بين البشر على الجدل العقلاني الذي نستخدم فيه عقولنا أو ثمرة تفكيرنا العقلاني إذا ما قررنا أننا كبشر كائنات عقلانية أي في وضعية يكون فيها العقل هو حقيقتنا الأساسية و بالتالي لا معنى أو لا شرعية لأي حوار يستبعد العقل كمرجعية...و سؤال آخر أساسي للغاية و بسيط في آن واحد يتعلق بوضعيتنا كبشر مقهورين هنا, هل نحن في تناقض مع سلطة بعينها ( القائمة حاليا مثلا ) أم مع أية حالة استبداد و طغيان لا عقلانية أي أنها تعمل و تقوم أساسا على كبت و إلغاء عقولنا و تفكيرنا أمام مرجعيتها المطلقة التي تصادر عقولنا كأفراد و كمجتمعات لصالح خطابها الأوحد "المنزه الكلي الصحة", و إذا ما زعمنا أننا نعارض القهر و الفساد و الاستبداد أينما كان و بأي صيغة فما هو في تركيبة السلطة الذي نعاديه أو ما هو مصدر هذا الطغيان في السلطة, أية مؤسسة في السلطة تولد ( أو تتضمن إمكانية توليد الطغيان ) و تحمي الطغيان و تعززه و تساعده على سلب المجتمع صوته و حراكه..أية مؤسسة ضمن مؤسسة الدولة الأكبر تحولها إلى ذلك الغول الذي يلتهم أبنائه أو إلى كيان قابل للطغيان , هل هو احتكارها للقوة و استخدامها في يدها ؟ هل هو في تساوي قوتها بالقانون ( أو اللا قانون ) ؟ هل هو احتكارها للحقيقة سواء "العقلية" أو "فوق عقلية-المقدسة" ؟ هل هو في احتكارها لحق الإبداع الفكري أو أي نشاط عقلي , إما بقمع "العقل الآخر" و إلغائه أو بتأسيس شروط سيادة "خطابها الخاص"..و من هنا يمكن التساؤل عن البديل القادم "العقلاني" أو الأكثر عقلانية على الأقل من الطغيان القائم..ما حجم قوة القهر أو القمع البوليسية التي يحتاجها لإدارة جدل عقلاني بين بشر بين كائنات عقلية و ما هو حجم السجون التي عليه أن يحافظ عليها أو يفتتحها ليحاسب كائنات عقلية في حالة جدل حر و ما هو حقها في فرض موقفها الخاص على الآخر أو المجتمع بأسره إذا كانت المرجعية الحقيقية التي ترجح و تقدم هي مرجعية العقل غير المقيد الحر..هل يمكن تأسيس حالة نعترف فيها كبشر بوضعيتنا ككائنات عاقلة أساسا أن نضع إنسانيتنا التي افترضنا هنا أن جوهرها الأصل هو العقل البشري و قدرته على فهم الواقع و محاكمته و محاولة تطويره , هذه العملية التي بلغت مراحل متقدمة من تغيير الواقع الفيزيائي و تعديله لصالح الإنسان رغم تأخرنا, الشديد غالبا, اجتماعيا و ربما سياسيا عن تطوير و عقلنة حياتنا كبشر





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في الحرب
- إعادة اكتشاف الصهيونية
- السياسة و المجتمع
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الإنسان و الحرية