أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الولايات المتحدة وتفكيك المنظومة الشيعية















المزيد.....

الولايات المتحدة وتفكيك المنظومة الشيعية


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولايات المتحدة وتفكيك المنظومة الشيعية
تشكلت المنظومة الشيعية بصورة فعالة بعد انتصار الثورة الإيرانية ووجدت لها موطأ قدم في ارض العراق ولبنان أولا للكنافة السكانية التي تؤمن بهذا المعتقد .
تعرضت هذه الثورة للأول ضربة قاسية بإدخالها أتون الحرب العراقية - الإيرانية لمدة 8 سنوات بتحريض خليجي - أميركي لإضعافها أو لوأدها حية في التربة التي انبثقت منها .
و ماهو ألا عقد من الزمان بعد ذلك حتى تضخمت هذه الثورة كثيرا وكثيرا بعد أفول النجم العراقي بخنقه بحصار دام لمدة 13 عاما .
وبدئت طلائع الثورة الإيرانية بالتنافذ في أكثر بلدان المنطقة وتشكلت لها أطراف عسكرية في لبنان حيث شكل حزب الله جبهة مفتوحة مع إسرائيل بعد توقف عجلات الجيوش العربية في أربع مواجهات مع دولة بن غوريون .
انتشر اسم حزب الله كثيرا وتضخم ليصبح رمزا للحرية مثل الجيش الأحمر السوفيتي وغدت خطب حسن نصر الله إلهاما للثوار وتعمق حجم الحزب ليرتدي بزنة اغلب الشباب العربي كرمز للمقاومة .
فشلت كل العمليات الأميركية والضربات الإسرائيلية لتدمير الحزب أو إجهاض قوته ومع الأيام ازداد صلابة واخذ أسمة بالتوسع كثيرا عند أكثر المثقفين وكتاب اليسار .
وهنا بدء التفكير الأميركي بالاعتماد على خبراء وعلماء CIA وعلماء النفس .السياسة .الاقتصاد وعلماء الاجتماع بالتفكير الجدي بكيفية خرق هذه المنظومة العصية نظرا لتلاحم القمة مع القاعدة الشعبية.
ترى القاعدة الشعبية الشيعية في هرمها الفقيه بأنة يناجي الله ويعرف كل شي عنة وهو بالتالي وكيل الإمام المختفي يلتقي بة ليعرف كل شي عن أسرار الكون وعلم الغيب .
انتشرت الكثير من هذه الحكايات عبر العامة والبسطاء في العراق أيام الثمانينات
ولهذا فالقية في الفكر الشيعي درجة مقدسة لأنة بنظر العامي الشيعي يرزق ويشفي وهو لا يخطا لأنة مؤيد بالولاية والسر الأعظم ولهذا تعاظم المذهب في الداخل رغم قسوة حزب البعث ليمثل حقيقة الحقيقة .
شكل المذهب الشيعي في العصر الحديث عقبة كبيرة لتقدم أكثر بلدان المنطقة مثل إيران والعراق بعد انبثاق المد اليساري والتقدمي ووجدت فيه القوى الرأسمالية الكبرى فرصة ذهبية لامتطائه عبر تشكل أحزاب دينية بدعم بريطاني وأميركي للوقوف ضد المد اليساري في العراق وإيران .
ونجحت تلك القوى من تحقيق أغراضها لأسباب كثيرة منها ضحالة المستوى الفكري للسكان وشيوع الأمية والتخلف وعدم استساغة الأفكار التقدمية لأنها غير نابعة من واقع قوى الإنتاج .
عادت الأفكار الدينية إلى الظهور بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العراق والعالم العربي وتحول العراق إلى الحملة الإيمانية من اجل مواجهة الخطر الأميركي بعد زوال المنظومة الاشتراكية وسمح للشيعة بالظهور للعلن بإقامة الصلوات والخطب وزاد الوضع سوء قسوة الحصار الاقتصادي ليعود العراق إلى تفكير العصر الحجري .
خططت أميركا بعبقرية كبيرة لإزالة صدام حسين ونظام البعث فجمعت كل الإطراف الشيعية الهاربة في مؤتمر لندن وأعطتها صلاحيات واسعة بعد التخلص من حكم البعث .
و بسرعة البرق عاد العراق نحو عالم القرون الوسطى بعد سيطرة الفقيه على مقاليد الأمور ووجدت أميركا كلمة السر التي عجزت عن إيجادها كل المنظومة الشيوعية لتغرق المذهب الشيعي بكل رموزه المقدسة في مستنقع رأس المال الآسن .
وبدء سيناريو طويل الأمد لتدمير كل البنية العراقية و ماهي ألا عشر سنوات حتى أفقر رابع بلدان العالم لتصدير النفط وخامس احتياط في الغاز الطبيعي وميزانية هائلة تقدر ب 160 مليار دولار وأقفلت المصانع وماتت الزراعة وعمت البطالة القاتلة ليقع نصف السكان تحت خط الفقر المدقع .
وفي الجهة الثانية تسيد الفقهاء ورؤساء الكتل وأبناء المراجع على الميزانية والثروة الوطنية وابتدأت سياسة تفريغ الميزانية وملى الجيوب ونهب أكثر ما يمكن نهبه من النقد .
تحكمت 4 أربع عوائل شيعية بالقرار وامتلاك الثروة والأمور المالية والسياسية وأضحت أكثر الوزارات حكرا على أبناء هذه العوائل ليتكامل الأمر بأخذ كل السفارات والبعثات الدبلوماسية .
وصلت إيرادات هذه العوائل من النقد إلى أرقام خيالية ولغرض ديمومة التدفق التقدي لها سنت القوانين الخاصة كقانون السجناء السياسيين وقانون رفحة وأسست لها المليشيات الممولة بقنوات صرف وهمية من اجل حمايتها عند الضرورة .
امتلكت هذه العوائل حسب الإحصائيات الرسمية المصانع والفنادق السياحية وشركات الطيران في الخارج وأخذت الكثير من الأسهم في الشركات التجارية العالمية وأسست لنفسها في الداخل دولة موازية للدولة عبر تأسيس الجامعات الأهلية والمستشفيات الضخمة الخاصة وشركات السياحة و الطيران والفنادق الضخمة والمولات التجارية الكبيرة جدا الشبيهة بالأبراج .
ولأجل الحماية من الخطر الخارجي وخوف التوقعات غير المحتملة في الحسبان أنشأت هذه العوائل المليشيات المسلحة لحمايتها امتيازاتها وسلحتها بأسلحة تفوق تسليح المؤسسة العسكرية نفسها .
وهكذا ظهرت طبقة جديدة من الملاك باسم الدين لم يألفها الوسط السياسي - الاقتصادي العراقي طيلة تكوين الدولة بعد احتكار المؤسسات برمتها عبر الهيمنة واستثمار كل شي وكما يلي .
1 - السيطرة منافذ التجارة الخارجية و وقنوات الاستيراد والمنافذ الحدودية .
2- امتلاك المناطق السياحية وشراء اكبر عدد من الأراضي في المناطق الحساسة في النجف وكربلاء لاستثمارها كفنادق ومطاعم في السياحة الدينية.
3- بناء المؤسسات العلمية من الكليات عبر نظرية خصخصة التعليم .
4- تدمير النظام الصحي المجاني القديم وإحلال المستشفيات الأهلية ذات الأسعار الخيالية .
5- شراء شركات الهاتف النقال والتحكم بها حصرا .
6- احتكار وزارة النفط عبر بناء محطات الوقود الخاصة بنظرية المساطحة .
7- السيطرة التامة على حركة النقد الداخلية بشراء الدولار حصرا من البنك المركزي وبيعة بعد ذلك بأسعار خيالية .
8- أنشاء مراكز ومؤسسات وهمية الغرض منها معرفة نبض الشارع والتجسس علية مثل المؤسسات الخيرية ومدارس الأيتام.
تضخمت هذه العوائل كثيرا وأصبحت كل عائلة تمتلك النقد بكميات هائلة تتفوق على ميزانيات دولا مجاورة مثل الأردن وسوريا وأسست لها قنوات فضائية تبث الدعاية اليومية لها على مسار كل الأقمار .
وبعد ستة عشر عام وجد العراقيون أنفسهم على البلاط ورصيف القفر وموت المؤسسات الحيوية للدولة وظهر جيل استشعر الضياع التام وتوقفت عجلات الدولة العراقية بميزانيتها الضخمة والهائلة ذات ال160 مليار دولار عن دفع رواتب الموظفين في مؤسساتها الحكومية ووقع نصف الشعب تحت خط الفقر والعوز والمرض في حالة لم يشهدها التاريخ الاقتصادي أبدا في كل عصوره السابقة .
ولم تتمكن الدولة من تلافي الكارثة حتى بعد أن وصلت معدلات ضخ النفط إلى أربعة 4 ملايين برميل يوميا .
لذلك كان الانفجار الكبير المتوقع لإعادة توازن الأمور إلى نصابها بعد أن أصبحت الميزانية العراقية بكل دفقها حكرا على 10 ألاف شخص فقط .
فكانت المواجهة الشعبية الكبيرة التي احرق فيها شيعة العراق كل مقرات الأحزاب الشيعية بحرب على هذه العوائل الدينية التي استنفرت كل أجهزتها القمعية ومليشيات الموت المدججة بالسلاح ضد التغيير بعد مواجهة شعب اعزل بلغت خسائرها ما يقارب 100 ألاف جريح وسقوط الآلاف من القتلى .
وسرعات ما أتقلت عدوى العراق إلى كل المنطقة لتصيب إيران ولبنان لتمزق صور مرشد الثورة في شوارع إيران مثل ما تم تمزيق صور الملالي في شوارع العراق .
وهكذا جلس سيد البيت الأبيض مرتاحا بعد أن قراء ماركس مع خبرائه بعيون حقيقية أكثر من الماركسيين أنفسهم وعرف بان الدين ينتهي وتزول قداسته المصطنعة مع كل فقهائه وملالية بأغراقة في مستنقع رأس المال الآسن ليصبح المقدس بعد ذلك مدنسا في نظرية معرفة جديدة علق فيها اللبنانيون صورة مشنوقة لسيد المقاومة ونعتوا حزبه بالإرهابي القاتل .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنظيم الشيوعي مابين القائد والضابط والعريف والجندي
- العبودية .... التاريخ المسكوت عنة في العراق
- وكان الرابع عشر من تموز الظافر
- هل كانت ثورة 1920 العراقية ثورة بالمعنى الحقيقي ؟
- عالم ما بعد الكورونا
- ما يجب أن نعمله كماركسيين اليوم ؟
- هل يستطيع اليوان الصيني واليورو الأوربي من مواجهة الدولار ؟
- انهيار الدولار الأميركي = انهيار العالم
- تطور سلاح الطيران السوفيتي في عهد الزعيم ستالين
- كورونا - الحد الفاصل مابين فكر المثال والمادة
- كورونا - الطرف الرابع الذي أنقذ السلطة من الزوال
- زمن الكورونا ... الانتصار والتدمير الشامل بغير حرب
- العراق ... مسرحية كوميدية لا تحتاج إلى عادل أمام
- وأخيرا وصلنا إلى حكم الصبيان
- وأخيرا ... رأينا الشعب العراقي
- العمل العسكري في سياسة واقتصاد اليوم
- أميركا – إيران - موازين القوى
- الكسوف الشمسي . من وهم الخوف إلى متعة العلم
- كيف ننتج و ندعم المنتج المحلي .؟
- دعم المعارضين مابين الدول الاشتراكية ودول ورأس المال العالمي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - الولايات المتحدة وتفكيك المنظومة الشيعية