أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب














المزيد.....

بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دولتنا عجيبة ... رئيسُ الوزراء ، عبد المهدي ، كانَ حريصاً فلم يتوجَه إلى حيث الحشود من أقرباء وأصدقاء الضحايا الغرقى في دجلة الموصل ، بل عقد مؤتمراً صحفياً في مكانٍ آمِن ، وكان المُحافِظ بمعيتهِ . شوهِد المُحافِظ وهو يضحَك براحةٍ تامة ! .
دولتنا عجيبة حقاً .. رئيسُ الجمهورية ، صالح ، يُدفَع ويُسحَب مِنْ قِبَل جُمهورٍ غاضِبٍ في الموصل ، ولولا مُسارَعة الحماية لإركابهِ في السيارة ومُغادَرة المكان ، لرُبما كانَ تعرضَ للضربِ أيضاً !.
كانَ رئيس الجمهورية قد أمَرَ المحافظ أن يأتي معهُ إلى مكان حادِث العّبارة المُفجِع .. فأستقبله الناس " أي المُحافِظ عاكوب" بالحجارةِ والبصاق والأحذيةِ وهو في السيارة ، وإستطاع السائق وبمُساعدة الحماية أن يفلت بصعوبة ، بعد أن دهسَ شخصَين ! . ألله ستر فلم يصب المُحافِظ بجروح لكنهُ بعد توديع رئيس الجمهورية ، توّجَهَ للمستشفى لقياس ضغط الدَم والسُكري ! .
في دولتنا العجيبة ، رئيس مجلس النواب ، الحلبوسي ، إكتفى بمصاحبة الرئيس صالح ، إلى قيادة عمليات نينوى ، وأبدى هناك " تعاطفه " مع عوائل الضحايا .. ولم يُجازِف بالذهاب الى وسط الحشود ! .
رئيسُ وزراءٍ سابِق ، العبادي ، اُستُقبِلَ بالقنادرِ والهتافات المُضادة في البصرة ، السنة الماضية . وقبله نالَ سلفه ، المالكي ، الكثير من الإهانات خلال زيارته للبصرة . حقاً أن دولتنا غريبة .
نعم .. نحنُ شعبٌ عجيب ، ففي الإنتخابات لا نستمع إلى صوت العقل وننسى بسهولةٍ لماذا إستقبلْنا الرؤساء والزعماء والمسؤولين بالأحذيةِ والشتائم والحجارة .. فننتخبهم مرةً ثانية وثالثة ! .
آلافٌ مُؤَلَفة من المواطنات والمواطنين ، لطالما إكتووا بنار التعذيب في السجون البعثية الرهيبة ، لا يهتم بهم أحد . آلاف غيرهم عانوا من أشد الظروف قسوةً طيلة سنوات في سوح النضال في الأهوارِ او الجبال ، ويئنون اليوم من شظف العيش ، بينما يُشّرِع مجلس النواب ، قانون مُحتجزي رفحاء ، العجيب الغريب ، وكأن الرفحاويين من طينةٍ خاصّة ويستحقون كُل تلك الإمتيازات .
يتسابقُ مجلس النواب في بغداد مع برلمان أقليم كردستان ، أيهما يُوّفِر المكاسب الكبيرة والإمتيازات والرواتب الضخمة ، لأعضاءه ، وللوزراء والرؤساء والدرجات الخاصة ، وليذهب الشعب الى الجحيم . هل هنالك أغرب من " ممثلي الشعب " عندنا في بغداد وأربيل ؟! .
نُثرثرُ في كُل مكان وننتقد الحكومة والمسؤولين ونقول عنهم فاسدين سَفَلة بقضهم وقضيضهم ، ثم نتغابى ونتناسى ، في الإنتخابات ، فنقوم بإختيار نفس الوجوه التي طالما خدعتْنا وسرقتْنا ، بل نُصّفِق لهم ونرقص على أنغام فوزهم بكثيرٍ من المقاعِد ... ألسْنا شعباً عجيباً غريباً ؟! .
هذا التواطُؤ بين السُلطة وبين طبقةٍ طُفيليةٍ مُستفيدة ، يُديم الوضع الحالي ويُوفِر ذريعة للسُلطة بأن هنالك جماهير تٌؤيده " يعنون بذلك تلك الطبقة الطفيلية " .
إذا كان هنالك شيءٌ مٌميَز ، يُوّحِد العراق ويجمع بغداد وأربيل ، فهو بلا أدنى شَك : الفساد وإحتكار السُلطة والثروة وتقسيمها المُحاصصي اللعين بينهم . حفنةٌ من الأحزاب المتسلطة في طول البلاد وعرضها ، مُحاطِين بطبقةٍ طُفيليةٍ تستحوذ على معظم الخيرات والثروات ، مُقابِل ملايين المواطنين المحرومين من تعليمٍ رصين وخدمةٍ صحية معقولة وسكنٍ وغذاءٍ مقبول . ألسْنا بلداً عجيباً وشعباً غريباً حقاً ؟!
نفتقرُ إلى " مُعارضةٍ " حقيقية ، ولا زُلنا نميل إلى فوراتٍ شعبيةٍ سريعةٍ هنا وهناك ، سُرعان ما تخبو وتذبل . نحتاجُ إلى ثقافة المُعارَضة المُنظَمة ذو( النَفَس الطويل ) .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية المرحوم
- أللهُ أعلَمْ !
- أُمنِياتٌ مُؤجَلة
- براءةٌ وحُسنُ نِيّة
- تعبنا ومللنا من الحروب
- أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
- هَلْ مِنْ مُجيب ؟
- اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
- حمكو والسُعال
- ش / ع / ن
- ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر
- لحمٌ وبصل ... وأحكامٌ مُسبَقة
- تحضيرٌ ... وإرتِجال
- توقُعات حمكو
- إنطباعات حمكو عن 2018
- مَصالِح الأحزاب ومصالِح الشعب
- حول زيارة ترامب إلى العراق
- أمورهُ ماشِية
- اليوم العالمي للتضامُن الإنساني
- هل للعِراق سِيادة ؟


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب