أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - (صَامْ صَامْ وْفْطَرْ عْلَى بَصْلَة)















المزيد.....

(صَامْ صَامْ وْفْطَرْ عْلَى بَصْلَة)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


(1)

الليلة كانت جميلة، باردة جدا لكن دون رياح ودون أمطار.. رغبتي كانت شديدة في التسكع على ضفاف البحر.. ارتديت ما يقي البرد وخرجت، مشيت أدخن وأسمع ما طاب من موسيقى صاخبة أنقذتني من سماع ما يدور حولي..
عند وصولي، رأيت زوجا يتبادل القبل فوقفت أنظر.. ظننتهما غادرا العالم الذي جمعني بهما وبغيرهما لكني بعد وقت قصير اكتشفت خطئي، قطع الأخ ما كان بصدده واقترب مني، قلت لعله سيطلب سيجارة لكنه طلب إلى ماذا أنظر، كان غاضبا فاستغربت من غضبه وأجبته أني رأيت مشهدا جميلا فنظرت، فزاد غضبه وصرخ في وجهي أكثر فابتعدت عنه وسرت بسرعة في اتجاه الأخت حتى أدركتها.. رويت لها ما حدث، وطلبت منها أن تنهره عن أذيتي، فضحكت مني وقالت عني مخاطبة الأخ "أظنه بهلولا".. شكرتها وقلت لها أن كلامها جرحني، أما الأخ فاعتذرت منه عن الغضب الذي انتابه بسببي رغم أني لم أر نفسي مذنبا.. ومشيت لأبتعد عنهما.. لكنهما لم يتركاني أبتعد.
نادتني الأخت تسألني سيجارة، فتوقفت وأعطيتها.. أما الأخ فلحق بي وأمرني أن أعطيه كل السجائر فرفضت، وعندما أراد أن يفعل ذلك بالقوة غضبت، حاول ضربي فدافعت عن نفسي.. لم يستطع الوصول إلي أما أنا فاستطعت، لم يكن قويا كان لا يجيد إلا الصراخ والسب، تغلبت عليه بسرعة، لكن الأخت غلبتني بركلة واحدة أسقطتني بجانبه.. وندمت على رفضي إعطاءه كل السجائر، لو فعلت ما كانت الأخت خصتني.. اللعنة على السجائر وعلى البحر وعلى القبل بجانب البحر.. كلمت الأخ وقلت له "أظنها خَصتني، ماذا سأفعل الآن؟ هل ستنوبني أنتَ في المستقبل؟".. لم يجبني وضحك مني ثم اعتمد عليها ليقف وذهبا وتركاني.... دون سجائر ودون رفيق.

(2)

بعد أيام، تعرفت على امرأة متزوجة عبر موقع شات، كنت في الرابعة والعشرين وكانت تكبرني بتسع سنوات.. لا أعلم لماذا لم أهتم لعمرها ولزواجها، وتعاملت معها فقط كامرأة كما لو كانت في عمري وعزباء مثلي.. لم تكن أهدافي جنسية ولم أنتظر منها مالا أو أي خدمات أخرى كما كان يفعل أحد رفاق السوء، عاملتها فقط كإنسانة وأمضيت الساعات الطويلة في تبادل الكتابة معها.. استغربت كثيرا عندما مررنا للاتصالات الهاتفية من قولها أنها تبحث عن الحب وأنها لا تحب زوجها لكني قلت أن من حقها ذلك لكن اللعنة!! كيف يكون ذلك معي؟ اللعنة!! متزوجة أم لطفلتين وتكلمني أنا عن الحب؟ اللعنة!! ماذا حصل للنساء؟ لا يكفيني خرافات العذارى عن الفارس الأبيض لأجد نفس الأسطوانة عند المتزوجات؟ لم أقل لها رأيي في عما تبحث لكني قلت أن من حقها ومن حق أي بشر أن يكون مع من يحب وسكتُّ.. ولم أقل أن ذلك من غير المعقول أن يكون معي..
مرت الأحداث بسرعة، وحضر يوم اللقاء الذي حضّرنا له قبل قدومه.. التحضير كان جنسيا صرفا تخللته بعض المناوشات عن الحب من طرفها كنت أسمعها ولا أرد.. قالت لزوجها أن عندها مهمة خارج العاصمة واستقلت الحافلة لمدينتي.. انتظرتها في المحطة، كان خوفي الوحيد ألا تكون جميلة بالرغم من طمأنتها لي ووصفها لجمال جسدها. فضلتُ عدم رؤيتها حتى يوم اللقاء لأخلق نوعا من التشويق.. تعودتُ على رؤية الجميلات وكلما اقتربتُ من إحداهن ندمتُ وتمنيتُ لو لم أفعل وقلتُ لو لم أفعل لبقى عندي عنهن على الأقل ذكرى جميلة. الغريب أني لم أفكر للحظة واحدة أن فعلي ذاك في البلد الذي كنت أعيش فيه عقابه السجن حيث يحبس الزوج الخائن مع عشيقته وأيضا الزوجة الخائنة مع عشيقها، لم تخطر ببالي قصص الزوج الذي يثأر من عشيق زوجته فيقتله؛ مرت الأمور بيننا بسرعة ولم أهتم لتلك التساؤلات أو ربما لم أجد لها الوقت.
عندما وصلتْ، لم أجد الأوصاف التي قالتها عن نفسها، لم تكن جميلة لكنها لم تكن قبيحة.. ذهبنا مباشرة إلى المنزل الذي كنت أقطنه رفقة بعض الأصدقاء الذين طلبت منهم الجلاء من العاشرة صباحا إلى السادسة بعد الزوال..
ونحن في التاكسي، رأيتها سعيدة كطفلة صغيرة، كانت تنظر إلى الأماكن التي نمرّ بها ولي والابتسامة لا تفارق شفتيها، أسعدني ذلك فبادلتُها الابتسامات، منذ أن وصلتْ لم أرَ على وجهها امرأة تكبرني بتسع سنوات لكن طفلة صغيرة أو مراهقة في الرابعة عشرة، لم أستغرب لأني كنت أعلم ذلك عنها طوال الأسبوع الذي تكلمنا فيه قبل لقائنا وكنت في نفسي أقول أن لا فرق بينهن كلهن مهما كانت أعمارهن.. 18 سنة أو ألف، ما الفرق؟ وأجيب: "لا فرق، الجسد مختلف لا غير"!
كلامي ذاك كان يغضب صديقة لي في عمري كانت مختصة في الخطوبات، كانت تتعرف إلى أحدهم ليصرف عليها، يخطبها ثم بعد بضعة أشهر تنتهي منه، والداها اصبحا يطالبانها بالزواج مباشرة إن هي أرادت أحدا وقالا أن لن يكون لها ذلك إلا بعد التخرج، فغضبتْ منهما واستغربتْ متسائلة عن سبب عدائهما لها.. صديقتي تقول أن كل الرجال أغبياء وسواسية، إن هم إلا بهائم هائجة لا تُفكر إلا في الجنس، لكنها تغضب من قولي أن لا فرق بين النساء من 18 إلى ألف..
كانت كثيرا ما تضحك وتقول لي لم لا نُجرب معا؟ وأجيبها أني موافق فتشترط عليّ أن نؤجل ذلك حتى نتخرج ويصبح عندي مال وأن أخطبها لأصرف عليها... صديقتي وبالرغم من جمالها، كنت أعتبرها ليس صديقة فحسب بل صديقا، وعندما قلتُ لها عن المتزوجة وعلمتْ أنها غنية اقترحتْ عليّ أن أبقى معها حتى نتخرج وأن تكون مصدر مصروفنا حتى تجد هي خطيبا جديدا.
ما إن وصلنا المنزل حتى وصلتني منها رسالة تقول فيها: "مِن الخلف يا وَلَدِي من الخلف.. نريد أن نصرف نريد أن نعيش"، وبعدها مباشرة: "صَامْ صَامْ وْفْطَرْ عْلَى بَصْلَة"، كانت تعلم أني لا أزال مثلها لا أعرف الحرارة إلا "مْعَ صْحَافِي اللَّبْلَابِي* الحَارَّة"..
دخلنا المنزل، وذهبنا مباشرة إلى غرفتي، جلستْ على كرسي واستلقيتُ على سريري.. تكلمنا قليلا، ثم سمعتُ طرق الباب فتجاهلتُه لكن الطرق لم ينقطع.. الباب كان يفتح مباشرة على الشارع وأيضا نافذة غرفتي.. الطرق تواصل عنيفا، ثم انتقل إلى النافذة.. "تِي حِلْ أُمّْ البَابْ! بَطَّلْتْ مَا عَادِشْ عِينِي! وِنْتِي يَا هَامْلَة** قُومْ اخْرُجْ رَوَّحْ" صرختْ صديقتي..

..............
* أكلة تونسية.
** عاهرة.



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (دستور الدولة التونسية الحالية دستور إستعماري)
- (امرأة حياتي)
- (مملكة الحب والجنس)
- (ساحرة)
- (تُونِسْ الصَّفْرَى)
- (عَنْدِي كِثِيرْ كْلَامْ)
- (مَا تْمِلِّنِيّْ)
- (عَمّْ اِلْهَادِي وْمِّي صَالْحَة)
- (شْبِيهْ وِلْدِي مَهْمُومْ؟)
- (أَرْبَعُ وَمُسْتَوْطِنِينْ)
- (أوبريت جَاوِي وِبْخُورْ)
- (لَحْنُ خُلُودكِ)
- (تسابيح)
- (غَرِيبٌ وَقَمَرْ)
- (دائما وأبدا)
- فلنبقى عربا مسلمين، لكننا لن نتقدم!
- ((نِسْتَنَّاكِي لْيَالِي وْلَوْ مَا تْجِيشْ....نِخْتَرْعِكْ ...
- (كلمات)
- تونس التي عرفت في صغري (2)
- تونس التي عرفت في صغري (1)


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - (صَامْ صَامْ وْفْطَرْ عْلَى بَصْلَة)