أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - (تُونِسْ الصَّفْرَى)














المزيد.....

(تُونِسْ الصَّفْرَى)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 00:04
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


"ليس ذنبي وليست مشكلتي إن كنت تعيش في كهف وتظن نفسك قدوةً والعالم كله مثلك": كلام قاسي بعض الشيء، لكن على الجميع سماعه، وليتنا كلنا نحاول تذكّره.
بين عباد صنم العلمانية وعباد أصنام الأديان والأيديولوجيات تتحدّد مصائر البشر اليوم، كل بأغلاله سعيد وكل يدّعي أنه الحق والفيصل. شأن شعوب العروبة-إسلام اليوم يمكن اعتباره من أكبر المآسي التي لا يزال يعيشها الجنس البشري: شعوب تبني وجودها برمته على وهمين عظيمين يصعب إن لم يكن من المستحيل عليها أن تتحرّر منهما، وهم الدين الخرافة ووهم النسب/الهوية/ القومية الخرافة؛ كيف ستُفلت هذه الشعوب من قبضة الإسلام ومتى؟ وكيف ستُفلت من قبضة العروبة ومتى؟ "كيف ومتى" وأغلب أفراد هذه الشعوب ترى الإثنين "هوية" لها؟ "كيف ومتى" وحتى "مثقفو" هذه الشعوب يعيشون إما الوهم الأول إما الثاني وإما الاثنين معا؟
لا أستغرب كيف لا تفهم هذه النخب، الجواب واضح فهي حاملة للفايروسين بنسب متفاوتة.. هل أتجنى يا ترى عندما أضع الاسلامي مع اليساري في نفس الكيس؟ أم أن أحدا سيقول لي: "ولماذا تفرق بينهما فهما واحد؟".
أبحث دوما عن شيء عن اليسار وآخر عن اليمين فلا أجد إلا "الماركسيين" بأنواعهم احتلوا زورا جهة اليسار، وعن اليمين لا أرى إلا الإخوانجية بأنواعهم و"القوميين" "بُودُورُو": كلهم سواسية ومشاريعهم واحدة وولاءاتهم وأهدافهم الغير وطنية واحدة.
أضحك من كتابات اليساريين التوانسة في هذا الموقع، يكتبون وكأن عندهم وجود أصلا في تونس، وكأنهم "قوة" أو "حزب" كما يزعمون. أنا لا أرى أي أثر أو قيمة لهؤلاء على الأرض وبين أفراد شعبنا حتى الطلبة! أو ربما أعيش في بلد آخر! الشعب لا يهتم لهم أصلا ولا يأبه بهم بل يُرون أنهم مجرد تجار مبادئ ووعود زائفة كغيرهم لا غير، غيرهم الإخوانجية ومعهم من أسميهم "جماعة 3000 سنة حضارة" جماعة "تونس بدأ تاريخها مع خرافة عليسة الفينيقية (ولِمَ لا الفينيقيون عرب!)" جماعة "التوانسة جَاوْ مِلْبَرَّة"، إضافة إلى "أحزاب" أخرى كلها بين "تونس 14 قرن" و"تونس 3000 سنة حضارة" تترنح..
أضع نفسي مكان شخص غير تونسي وأتساءل عن اليسار "التونسي": لماذا لم يستغل هذا اليسار الوضع الكارثي في تونس ولم يستثمر تحالف السبسي مع الإخوانجية ليبرز على الساحة السياسية التونسية أو على الأقل ليقترب من الناس ومن الشعب الذي يدعي الدفاع عن حقوقه؟ سأستغرب أكثر عندما سأعلم أن الاتحاد العام "التونسي" للشغل محسوب على اليسار وسأتعجّب عندما أرى غياب هذا اليسار..
وأجيب بكل بساطة أن هذا اليسار مثله مثل الخوانجية مثل السبسي وخطه لا علاقة لهم أصلا بتونس الحقيقية، هؤلاء يجهلون من هم، هؤلاء مجرد بيادق وموالي بأيدي أسيادهم، هؤلاء أيديولوجياتهم الاستعمارية جعلتهم لا يَعرفون أيّ وطنٍ هذا الذي يعيشون فيه؛
فالإخوانجي عبد ذليل لسيده التركي والعربي القطري ويقول لك "إخواننا" وخادم مطيع لسيده الغربي ويقول لك "شركاؤنا وعندنا معهم التزامات".
جماعة السبسي "المسلمين العرب" عبيد لأسيادهم العرب السعوديين والإماراتيين ويقول لك أيضا "إخواننا" وخدام مطيعون لأسيادهم الغربيين ويقولون لك "شركاؤنا وعندنا معهم التزامات" - مثل الإخوانجية - ويضيفوا أنهم يريدون مواصلة مشروع تحديث البلد بـ "شراكتهم"!! يعني هم متحضرون أكثر من الإخوانجية!
أما جماعة اليسار ولأنهم لم يجدوا يسارا في السعودية وقطر والإمارات، فذهبوا ليستوردوا من مصر وسوريا والعراق عنتريات بدوية كانت من الأسباب الرئيسية لخراب تلك البلدان. اليساري في تونس عندما يخطب عن فلسطين تشعر أنه فلسطيني أكثر من الإخوانجي بل وأكثر من الفلسطيني نفسه والغريب أنه لا يتساءل مَنْ أَهمّ؟
أنت يا يساري شعبك لا يعرفك ولا يهتم لك أصلا وأنت تُردد أوهام من تستورد منهم؟ ألا يكون من الأجدر بك أن تقدم نفسك لهذا الشعب وقبل ذلك أن تكون "فردا من هذا الشعب" الذي - لا تقلق عليه! - عنده الإخوانجية إذا أراد فلسطين سيُغنونه عنك وعن غيرك؟
طبعا اليساري يُعادي الإمبريالية الغربية الصهيونية ويُعادي إسرائيل – على الورق –، وأتخيّل - لا سمحت كل آلهة الأرض - أن هذا اليساري حكم يوما هل سيتعامل مع رأسمالية الغرب؟ هل سيستطيع الإفلات من لبراليته التي تُدمر الأخضر واليابس؟ اليسار في أوروبا صار لبراليا فهل يا ترى سيكون عندنا يسار "أحسن" من الفرنسيين والبلجيكيين وغيرهم؟ أكيد ولا شك في ذلك، لكن على الورق..
لا أعلم كيف سيجابه هذا اليسار أمريكا وأوروبا وهو لم يتحرّر إلى اليوم من عنتريات العروبة التي يدّعي أنها أصل شعبنا وأنها فخره وعزّته وأن مصيرنا واحد مع "أشقائنا" المزعومين..
قبل أن تجعل تحرير فلسطين أسمى أولوياتك يا يسار، حرر شعبك من التبعية شرقا وغربا وقبل ذلك تحرّر منهما أنت أولا لتستطيع أن تُفيد.. تونس التي لا تعنيك أصلا هويتها ورضيتَ بعروبتها وإسلامها في الدستور العنصري الاستعماري الذي صادقتَ عليه، تونس "العربية الإسلامية" لا ولن تستطيع أن تكون يوما فيها حزبا حقيقيا محترما يحمل آمال الخدامة ويُدافع عنهم، تونس التي ربما تجهل تاريخها ورموزها الحقيقيين وتحفظ أكلات لينين وستالين ولون ملابسهما الداخلية لن تستطيع أن تُقدم لها إلا المزيد من الاستلاب والتبعية والعبودية، تونس تلك - العربية الإسلامية - عندها خط بورقيبة وخط الإخوانجية فقط ويستحيل أن يُوجد فيها يسار.. اليسار الحقيقي لن يوجد إلا بقطع (كل) الأهداف المشتركة التي يتقاسمها اليسار الحالي مع هذين التيارين العميلين للشرق وللغرب: "قل لي عن أيّ تونس تتكلم، سأقول لك هل يُمكن أن تكون يسارا أم لا."



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عَنْدِي كِثِيرْ كْلَامْ)
- (مَا تْمِلِّنِيّْ)
- (عَمّْ اِلْهَادِي وْمِّي صَالْحَة)
- (شْبِيهْ وِلْدِي مَهْمُومْ؟)
- (أَرْبَعُ وَمُسْتَوْطِنِينْ)
- (أوبريت جَاوِي وِبْخُورْ)
- (لَحْنُ خُلُودكِ)
- (تسابيح)
- (غَرِيبٌ وَقَمَرْ)
- (دائما وأبدا)
- فلنبقى عربا مسلمين، لكننا لن نتقدم!
- ((نِسْتَنَّاكِي لْيَالِي وْلَوْ مَا تْجِيشْ....نِخْتَرْعِكْ ...
- (كلمات)
- تونس التي عرفت في صغري (2)
- تونس التي عرفت في صغري (1)
- (آنَا نْقُلِّكْ سِيدِي وِانْتِي افْهِمْ رُوحِكْ): إلى دعاة ا ...
- (ريحة البلاد)
- ناس (2)
- ناس (1)
- التونسي (عربي مسلم بزندقة)


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - (تُونِسْ الصَّفْرَى)