أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - فلنبقى عربا مسلمين، لكننا لن نتقدم!














المزيد.....

فلنبقى عربا مسلمين، لكننا لن نتقدم!


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 15:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


قرأ لي ما أكتب صديق من أيام الجامعة، "بَلْدِي" أصيل سيدي بوسعيد بالعاصمة.. ملاحظته الوحيدة كانت أني أجيد اللغة العربية إلى حد كبير وأن القارئ لي سيلاحظ أني أركز على محور "الأدب والفن" لأنشر فيه قصصا بل وأشعارا، وذلك يتعارض مع قولي أن اللغة العربية صعبة لأن صديقي يعلم أن اهتمامي باللغة العربية قد توقف منذ السنة الرابعة "جذع مشترك" في النظام التعليمي الذي درسنا فيه أي قبل الموجود الآن (ما يعادل اليوم الأولى ثانوي)..
صديقي معتز بعروبته ولا يرى اللغة العربية عائقا أمام تقدم شعبنا بل يرى السبب في تفسير الاسلام الذي لا يزال يعتمد على الموروث الفقهي القديم بالرغم من كل المكتسبات التي ورثناها من الحقبة البورقيبية: المشكلة - عنده - ليست في اللغة العربية وليست في الاسلام نفسه بل في فهمنا الماضوي لنصوصه، إضافة إلى النظام العالمي الذي يفرض علينا التخلف وينهب خيراتنا وعقولنا.
صديقي المعتز بعروبته يرفض كل المنظمات التي تنطلق من كل ما هو عربي كالجامعة العربية ويرفض تسمية "المغرب العربي" ويفضل "المغرب الكبير"، وعندما يتكلم عن دول الخليج - عندما يكون تلقائيا - تشعر أنه لو استطاع لحرق تلك البقعة من الأرض بمن عليها، يرفض الحج - وهو المسلم - وأن تذهب أمواله إلى جيوب آل سعود ويرى أن من يحج اليوم من التوانسة ليسا مسلما ويتعدى ذلك للتشكيك في وطنيته لأن النظام السعودي عدو لشعبنا ولكل شعوب الأرض ويستحيل أن يقبل الله بأن نعطي أموالنا لعدونا، زار الجامع الكبير في القيروان مرات كثيرة ويعتبر نفسه أنه حجّ.. يحب العراق وسوريا ولبنان والأردن ويتأسف على التعايش بين الأديان الذي كان قبل اليوم وخصوصا في سوريا، أما فلسطين فيرى الأمر سياسيا وإن كانت أصوله دينية لكنه يرفض أن تكون قضية فلسطين قضية وطنية لشعبنا ويرى أن محمد الزواري (الذي اغتالته إسرائيل في صفاقس) كان "عميلا" لحماس و "خائنا" لوطننا، وعند الكلام عن اليهود التوانسة يقول عنهم أنهم "أصل البلد وهم توانسة قبلنا وأكثر منا نحن العرب المسلمين" ويصفهم بِـ "الرند في المقرونة" وبـ "ذرّة الفلفل الأكحل مع البقري" وقد زار غريبة جربة مرات عديدة وعبرها تعرّف على يهود كثيرين من بلدان عديدة منها إسرائيل.
خلاصة فكر صديقي: نحن عرب مسلمين، لكننا لسنا كبقية العرب، مستقبلنا يجب أن يكون مع الضفة الشمالية للمتوسط لأن الشرق لن يستطيع الخروج مما فيه اليوم، والشرق عنده يقتصر على الدول الغير خليجية.. العربية لغتنا ويجب تطويرها لكنها لا يجب أن تصبح لغة تدريس ولا يجب أن يُسمح للقومجيين باستغلالها لتمرير أجنداتهم، أما الاسلام فهو دين أغلب التونسيين لكن يجب منع كل استعمال له في السياسة ويجب فرض ذلك بقوة الدستور والقانون، كما يجب على الدولة اعتماد الفقهاء المستنيرين ودعمهم وحمايتهم.

مع صديقي هذا "لا أتكلّم عادة"، بالرغم من مخالفتي "فكريا" لآرائه لأني لا أرى أن شعبنا عربي بل نحن أمازيغ مُعرَّبون، لكني لا أستطيع أن أطلب أكثر من شعبنا - اليوم -، وأقول معه فلنبقى مسلمين ولنبقى عربا لكن يجب أن لا نكون كبقية العرب فنحن مختلفون عنهم وعلينا دائما الانطلاق من اختلافنا.
لكن للأسف، ذلك لن يجعل منا الشعب الذي يجب أن يكون، بل سنبقى متخلفين عن كل البشر باستثناء "إخواننا" العرب، مثلما نحن اليوم.. لا يوجد عندنا حرب أهلية كغيرنا لكننا متخلفون، لا يوجد عندنا تعدد زوجات لكننا متخلفون، لا يوجد عندنا رئيس يحكم أبدا لكننا متخلفون..



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((نِسْتَنَّاكِي لْيَالِي وْلَوْ مَا تْجِيشْ....نِخْتَرْعِكْ ...
- (كلمات)
- تونس التي عرفت في صغري (2)
- تونس التي عرفت في صغري (1)
- (آنَا نْقُلِّكْ سِيدِي وِانْتِي افْهِمْ رُوحِكْ): إلى دعاة ا ...
- (ريحة البلاد)
- ناس (2)
- ناس (1)
- التونسي (عربي مسلم بزندقة)
- التوانسة (عرب سنة مالكية)
- مع صديقتي اللاأدرية (1)
- إلى عربي مسلم يحمل الجنسية التونسية
- الجيش سور للوطن
- أحاديث صحيحة وشيء من فقهها.
- ابتسمْ قبل أن تُطلق النار!
- سمفونية المايسترو العربيّْ (1)
- أنشودة الموت
- قلوب وأكباد
- موسم العودة إلى الريف
- وشكرا.


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - فلنبقى عربا مسلمين، لكننا لن نتقدم!