أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - التوانسة (عرب سنة مالكية)














المزيد.....

التوانسة (عرب سنة مالكية)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6048 - 2018 / 11 / 8 - 03:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يقول التونسي عندما يتأمل اللبنانيين والعراقيين والسوريين وما يحدث في بلدانهم "نحن بمنأى عن المتاهات الطائفية والمهاترات القومية التي سببت خراب بلدانهم"، ويحمد إلهه لأن شعبه واحد "عربي سني مالكي".. نعم، يصرخ ابن بلدي ويقول عن السالف ذكرهم "أغبياء سمحوا للعدو الإسرائيلي وللإمبريالي الغربي بتمزيق بلدانهم وزرع الفتنة بينهم".. "الحمد لله ليس عندنا أكراد، ليس عندنا مسيحيين، ليس عندنا شيعة، كلنا عرب سنة على المذهب المالكي الوسطي"..
يشفق التونسي على الموريتاني، شفقة فيها الكثير من الاحتقار، وفي نفسه يهمس "المسكين متخلف جاهل لا يزال لم يتجاوز عصور العبودية"
مع المغربي يتعجب كيف يقبل بالملوكية وكيف يقبل يد الملك وولي عهده، الملوكية سفه عظيم لا يعقل أن يقبل به شعب في عصرنا.. ويحمد الله أن ليس عندنا "بربر" مثل المغرب والجزائر؛ مشاكلهم كثيرة ولا تحدث مظاهرة أو شغب إلا وهم فيه.. يستغرب كيف يرضى المغربي باستعمار سبتة ومليلية.. في داخله ينظر باستعلاء خصوصا بعد أن كان الإمام وموقد الثورات التي وإن وعى فشلها إلا أنه يردد في داخله بافتخار أنه قام ب "ثورة" ويرى نفسه أرقى من جيرانه بكثير..
الجزائري لا يزال يعيش أيام التونسي آخر حقبة بورقيبة، بورقيبة كان بالعكاز أما بوتفليقة فعلى الكرسي.. الجزائري معضلته أكبر، عنده بوتفليقة والعسكر عكس التونسي الذي كان عنده بورقيبة وحده فجاوزه وتجاوز من انقلب عليه..
أما الليبي فالقول عليه كثير، التونسي يحمل ثقافة تشبه النظرة التهكمية التي يحملها الفرنسي للبلجيكي لكنها أكثر تهجما واحتقارا، حيث يكون الليبي في هذه الثقافة مرادفا للغبي.. النظرة لم تتغير بعد "الثورة المجيدة"؛ التونسي لم يدمر بلده لكن الليبي فعل، الليبي بدوي لا يزال يعيش بعقلية القبيلة، مجتمع بدوي صحراوي حرص القذافي على استمراريته ليحكم، عكس التونسي.. التونسي متمدن وتجاوز النعرات القبلية، لذلك يفعل التونسي كل شيء إلا تدمير بلده..

بعد الاعتذار عن كل ما قيل، والذي قيل بإيجاز شديد خيرت عدم الاسترسال فيه وسأعود للاسترسال في وقته، أقول بإيجاز أيضا ودون اعتذار..

التونسي – وأقصد الثقافة العامة للتونسيين من أدنى إلى أرقى مستوى – هو الوحيد من مستعملي اللغة العربية ومن معتنقي الإسلام الذي إلى اليوم لا تعنيه المسألة القومية والدينية، يجهل المسألتين جهلا مدقعا ولذلك لا ولن يستطيع الرقي، وسيكون آخر من يتقدم مقارنة مع شعوب العروبة إسلام.... أكثر شعب يجهل ذاته وهويته الحقيقية، أكثر شعب يجهل دينه وأكثر شعب يصم آذانه عند الكلام في المسألتين "نحن عرب سنة مالكية" القضية محسومة عند الغالبية الساحقة من هذا الشعب.. القضية المحسومة عند هذا الشعب هي أصل شقائه وعنترياته وعنصريته وحتما ستكون السبب الأول لفنائه.. وهو شعب فان لا محالة في الجهل والفقر والتخلف والذل والضياع.

مثال عن العنصرية.. المصري مثلا يكره اليهودي لأنه تعلم ذلك مباشرة من دينه ومن دولته الدينية ومن مواجهاته المباشرة مع إسرائيل، أما التونسي فيكره اليهودي "ثقافة" لا دينا (يجهل دينه، دولته ليست دينية وتعليمه ليس دينيا، وليس له مواجهة مباشرة مع إسرائيل) حيث صارت كلمة "يهودي" صفة تطلق على السارق والكذاب والمنافق والمحتال والخائن دون أن يعرف التونسي الأصل الديني لذلك.. وعندما يسأل عن سبب كرهه يلقي قضية فلسطين كسبب رئيسي ويذكرك بالعدوان الإسرائيلي على حمام الشط لكنه يؤكد على تفريقه بين الإسرائيليين واليهود بما أنه "متحضر" و "علماني"، لكنه مع أول جملة سيقولها وسيذكر فيها لفظ "يهود" سيقول "حاشا ها المحل" وإن كان يعيش في جزيرة جربة ومنذ صغره يعيش وسط اليهود..
مثال عن لون البشرة.. يستحيل أن يقبل فرد جديد أسود اللون في عائلة تونسية وأن يعامل كما يعامل باقي الأفراد الجدد غير السود(زوج/زوجة/حفيد/حفيدة/ابن أخت/ابن أخ..) ومهما كانت جنسيته وإن كان ليس أوروبيا أو أمريكيا بل لو كان من كوكب آخر.. أبغض عنصرية لن ينكرها أي تونسي أو تونسية هي العنصرية مع الأطفال.. سأزعم في هذه النقطة بالذات أننا أكبر شعب عنصري على سطح الأرض.. ولأبناء وبنات البلد "أهلا بمن سيعترض ويدعي العكس".

ختاما.. موقعنا الجغرافي جعلنا هدفا للغزو وللاستعمار طوال تاريخنا.. لم نكن قتلة ومجرمين، لم نكن عنصريين فمن كل الحضارات التي مرت أخذنا وأعطينا وساهمنا بالكثير.. انهزمنا الكثير وربحنا القليل، لكننا بقينا "نحن" مع كل الوافدين والمستعمرين إلا واحدا معه نسينا من نكون ومن نحن.. نحن "العرب السنة المالكية" !



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع صديقتي اللاأدرية (1)
- إلى عربي مسلم يحمل الجنسية التونسية
- الجيش سور للوطن
- أحاديث صحيحة وشيء من فقهها.
- ابتسمْ قبل أن تُطلق النار!
- سمفونية المايسترو العربيّْ (1)
- أنشودة الموت
- قلوب وأكباد
- موسم العودة إلى الريف
- وشكرا.
- السر وراء إسم أبي (علي)؟
- (صغيرتي) الجميلة
- مرحى بالعهر
- شَاشِيَّة
- ملكتي، امرأتي، حبّي.
- كَهِينَا (10)
- حبيبتي اسمعي لِيّْ *
- أحبكِ (ملاكي)
- (صداقة) خطرة (3)
- (صداقة) خطرة (2)


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سلام محمد المزوغي - التوانسة (عرب سنة مالكية)