أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لماذا لا يوجد عندنا؟














المزيد.....

لماذا لا يوجد عندنا؟


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


سؤال ذو شجون
جريدة الحياة طرحت العام الماضي هذا السؤال: لماذا لا يوجد عندنا أدب بوليسي؟ هذه السنة جريدة النهار طرحت السؤال: لماذا لا يوجد في العربية أدب خيال علمي؟. حرية السؤال مطلقة, وعليها تتأسس الحرية الفكرية في الكتابة والأسئلة الجديدة والاجتهادات, و حتّى الحق الطبيعي في الخطأ لا يخرج عن نطاق حرية التفكير والتعبير إلا بممارسة العنف الصريح أو الحضّ والتحريض عليه.
لماذا لا يوجد في العربية أدب بوليسي وخيال علمي, سؤال مترف, من نسق الأسئلة المشروعة: لماذا لا يوجد عندنا إعلام حرّ وقضاء مستقل,.. وحتى علماء ذرّة, أسئلة مشروعة بداية, لكنها تحدد أفق ومدى الأجوبة والاشتغال عليها. لماذا تطورت اليابان وتأخرت مصر وتركيا وباقي دول وشعوب المنطقة؟ ما يزال هذا السؤال بدون إجابات مؤثّرة, مع مرور أكثر من قرن على طرحه من مختلف الشخصيات والمواقف الفكرية العربية.
ومع تعدد الإجابات وتفرعاتها المختلفة, فمن القائلين بالعدو الخارجي والأطماع الاستعمارية, إلى عشاق التصنيع ودعاته, مرورا بالدعوات الأخلاقية, وما رافقها وتخللها من انقلابات عسكرية, وتحولات جذرية في بعض نظم الحكم, بقيت المجتمعات العربية على انتماءاتها المسبقة, الطائفة والدين والعرق أولا, وتتكرر اليوم نفس التصنيفات الجاهزة: أصحاب الأفكار المستوردة ويضاف إليها الاستقواء بالأجنبي, ونقيضها العودة إلى الأصول والأصوليات المختلفة, و ومحاولات التوفيق أو التلفيق بينهما. لا أريد التقليل من أهمية الكثير من الاجتهادات والأفكار التي كتبت وقيلت في الموضوع, لكن سؤال الجدوى والنتيجة أو المردود, مشروع بدوره كذلك, وهو ما يبرر مسائلة الأسئلة نفسها, وأعتقد أن الحوار فقط يمكن أن يضيء خلل الأسئلة, ويفتح إمكانية الإجابات أو الحلول المناسبة أو الممكنة. بكل الأحوال هي اجتهادات سلمية تعتمد الحوار.
*
لماذا يقابل علم النفس بالنفور والإهمال, وبأحسن الأحوال بالتشكك والحذر في الصحافة والإعلام العربيين؟ وحتى في الأدب والنقد ما يزال الاهتمام بالمجال النفسي آخر الأولويات, مع أن علم النفس نشأ أساسا من الفلسفة والأدب معا, ومراجعه الأساسية في الشعر والمسرح والرواية بعد الأسطورة؟
هل توجد علاقة بين الأدب البوليسي وروايات الخيال العلمي وعلم النفس؟
اخترت علم النفس لأنه من أحدث العلوم وأكثرها قربا من الأدب, وفي رأيي الشخصي يتعذر الفصل بين علم النفس والأدب, ماذا نقول عن ديستويفسكي أو شكسبير أو سوفوكليس أو سقراط وبوذا ونيتشه.... كأمثلة في الأدب العالمي أو المعري والنفّري بالعربية وأقربهم رالف رزق الله وإلى حدّ ما أنسي الحاج خصوصا في خواتم؟
سؤال الأدب يعيدنا إلى علاقة المبدع الفرد بالسلطة وبالمجتمع وبثقافته الأم, كما يعيدنا إلى علاقته بالوعي والمعرفة, وعلاقته بالمكبوت أساسا, أكثر ميادين علم النفس غموضا وتشويقا أو على النقيض أكثرها رهبة ومكروهيّة.
يبقى السؤال والتساؤل القاسي, أليس في السؤال عمّا لا يوجد, إهمالا للموجود بالدرجة الأولى؟ وقد يمكن إدراجه ضمن الأسئلة الوهمية أو المتعالية, والتي تستدعي بالدرجة الأولى إجابات سطحية وإنشائية, نصيبها من الملل والثرثرة أكثر من المتعة والمعرفة؟
*
القانون والقضاء مرجع أساسي للأدب البوليسي, إلى الحادثة والأدلّة والمنطق يحتكم المحقق(الشخصية الأساسية في الأدب البوليسي أو قرينها اللصّ الظريف أو الوقح), وفي الطرف الثاني للمعادلة القارئ أو المستهلك واحتياجاته, وحدّ أدنى من الإقناع في الحكاية البوليسية. وكل ذلك يحدث في دولة المؤسسات.
العلم مرجع أساسي لأدب الخيال العلمي, في ثقافة ومجتمعات وعقل جمعي, كلّها ما قبل علمية, يضاف إلى ذلك حياة بمجملها خارج المنطق والمعقوليّة, يغدو السؤال عن عدم وجود هذا الصنف من الأدب يشبه إلى حدّ كبير السؤال عن عدم استخدام مجتمع ما للطائرة كوسيلة نقل, قبل وجود الطائرة ذاتها.
تلك الأسئلة وغيرها تستدعي السؤال الأكثر إلحاحا, عن علاقة الإعلام العربي بالمعرفة, كما تمارسها منابر ومؤسسات تتصف سياستها بالليبرالية, كجريدتي الحياة والنهار..., ماذا يتبقّى من كلام حول الإعلام الرسمي وملحقاته...!؟
أسئلة كثيرة تستدعي الشجن..., وحتى اليأس واللاجدوى.
اللاذقية_حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابوس بالألوان
- جنون الارتياب
- العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لماذا لا يوجد عندنا؟