عدنان الزيادي
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 15:01
المحور:
الادب والفن
تمثال
مِن أين يعرف
ذلك الجسدَ الذي كان له
فتناساه على أنه مَحضُ افتراء
مِن صُنعِ أحدٍ غيره تمَ جلبه
الى روحٍ ما
لتكتملَ هيئته
لا تنقصهُ الثيابُ عندما طرأتْ فكرةُ أن تتعرى الروح
أمامُ عضوهِ الشامخ
وشئ ما سوفَ يحدثُ في جيوبه عندما يثقبها الهواء
وثمةَ حذاءيه سيقفُ بهما كأمثولةٍ السائر
الى أي مكانٍ يَخْتلقه
حتى تكاثرت مواطنه
وطالت بيننا إقامته ,
ولأجلِ شُهرتهِ اختلق سجناً لنفسه
توسَّدَ يدهُ اليسرى كَسجينٍ مَقْبوضٍ عليه
جرّاء حشوهِ ريشِ طائرٍ في وسادته المُفكّرة
عوضاً عنه في منامته
ولا يُعلم مَن أفرجَ عنه
تائباً عن صنيعِ حُلُمٍ في القيلوله
فلديه الليل
في ظلامهِ يتوارى
ولا تعرفه احلامه .
وبذا ينتصبُ لهُ وطنه
نعرفهُ عندما جاء
ألقى علينا ابتسامته كالهدية
ولطبعهِ الأليف صارَ رقماً
مِن أرقامنا
وإلا ما الذي يعنيه يوم الحساب
إن لم تكن رقماً
يُنادى عليك
وأنت لا تنسى أنك يوماً وُلِدتَ
حاملاً معكَ العقوبة
كالحقيبةِ
كالهوية
كالجواز
حتى صرتَ واضحاً
وعارياً مِن اسمك
#عدنان_الزيادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟