أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما بعد بعد الحداثة 3















المزيد.....

هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما بعد بعد الحداثة 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 20:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما بعد بعد الحداثة 3

في هذا الجزء من البحث نتناول قضايا التحول والمعاصرة ودورها في عملية إعادة الأعتبار للدين وعملية إعادة الدمج والاندماج الإيجابي في المنظومة الفكرية، في مقدمة هذه المفاهيم والقضايا هي تعزيز دور الدين في الكشف عما يحمله من إمكانية للعودة للساحة الفكرية، فلا يكفي في الأمر أن نكون أصحاب نوايا بقدر ما للدين من قدرة على الاستجابة لهذه النية وللوضع المستجد، طبعا هنا المقصود ليس تكليف الدين أن يعطينا حلول جديدة بقدر ما هي محاولة الإنسان الجادة والعميقة والأصيلة في البحث في بنائية الفكر الديني، حتى الأفكار البشرية البسيطة أحيانا يمكنها أن تعط أكثر مما يبدو فيها من عمق وهذا يعتمد على حرفية وقدرة القارئ أولا في تعقيب الأفكار وملاحقة المضامين الخفية أو المتسترة.
هنا نعود مرة ثانية إلى أصل لإشكالية بين الدين والحضارة بين الدين وحركة الزمن بين الدين والإنسان وهي في الأخر ومنذ البدء عقلانية وعقلية وتعقل الإنسان ذاته، الدين هنا يصبح مجرد وعاء يحتوي المادة الخام المادة التي يمكن تشكيلها وفقا لما يتم به أستهضام ما في الوعاء وهو بلا شك النظام العقلي وطريقة القراءة والمقدمات الأساسية للقراءة، لا يفرق كثيرا وعاء الدين عن وعاء العلم في الكيفية الكاشفة ولا في الطريقة التي يجب أن يتعامل بها الإنسان مع الفكر، الدين حينما تم تحريفه كما نزعم ونؤكد مزاعمنا في كل مرة لم يكن هو بذاته مسئولا عن التحريف بل المدان هو صاحب العقل التحريفي كما تم أستخدام العلم ونتائجه في رسم طريق أخر طريق دمار البشرية، العلم لم يكن شيئا سيئا بذاته ولا حسنا بذاته، من يمنحه الصفة والفعل الموصوف هو المفعل والفاعل الإنساني.
أذن الإشكالية في غالبها تعود لما هو غير ذاتي للنص بل يمكن أن نقول أن الذاتية الإنسانية في القراءة هي التي يجب أنن تكون مهيأ ومستعدة وقادرة على إدخال الدين مرة أخرى داخل المنظومة الفكرية الحضارية المعاصرة، وبدون هذا الشرط لا يمكننا أن نتجاوز عتبة الانطلاق الأولى وأمامنا خيارات مهمة منها ما هو واقعي ومنها ما هو أكثر واقعية من الواقع بمعنى أن ضروري وحتمي أكثر مما في الواقع من أسباب، قلنا في مرات عديدة الواقعية السائدة اليوم في القراءة الدينية تتجه نحو استلهام ما في واقع الدين والتدين من عوامل تحتم التجديد والتحديث، ولكن هذه العوامل مرتبطة أيضا ومؤسسة على إشكالية الأزمة وتدور في فلكها العام لذا لا يمكنها أن تعطينا إلا المزيد من التأزم والحيرة والتخبط.
هنا يستوجب علينا المنطق النقدي أن نتحول إلى ما بعد الواقعي وإلى ما بعد الأزمة ونتجاوز منطق الممكن والمقبول للنحاز إلى ضرورية العودة لمرحلة ما قبل الوعي الأولي بالنص، مرحلة النزول الأول وقبل أن تكون هناك تراكمات فكرية ومذهبية وعقائدية، يجب الرجوع إلى الدين كفكرة خام لم تستخدم بعد ولم يلبس عليها أي نوع من الأغطية الفكرية، هنا يكفينا التجرد والتبريء من كل القراءات السابقة وإبعادها عن التأثيرات الإسقاطية الواعية واللا مباشرة، لأن كل قراءة تجر ورائها المزيد من الفوضى والعبث والتناقض والإشكالات المركبة.
طالما تعثرت مشاريع التنوير الفكري والأجتماعي حين تتعلق بمفردات تتجمع حولها المتناقضات لتصبح دائرة مشوشة وعبثية تزيد من صورة الاهتزاز في المسيرة الفكرية والمنهج التنويري لتعارضها مع الجو العام، صحيح أن التراث والفكر المتراكم شهد محاولات قد تكون غير موفقة لأسباب وبفعل عوامل لم تساعد على إنضاجها وديمومتها، ولكن هذا لا يعني أن نعود لهذا التراث لننبش فيه عن تلك الصور الجميلة والمحاولات الغير موفقة لأنه بالضرورة سيقودنا لمحطات أخرى في الطريق ستؤثر بشكل أو بأخر على عملية التنوير والتهيئة.
إن ممارسة النقد والتفكيك مثلا لمقدمات العقل التي ستتولى عمليات الإعادة والبعث الفكري مرحلة مهمة أيضا في تهيئة العقل القائد وتعينه على الفرز والتمييز وممارسة الحرية المجردة في تقديراته للعملية, هذا النقد وبسط العملية التفكيكية ضرورية أيضا لجعل بعض الخطوات التأسيسية أو عند طرح منهج التنوير للفعل والشروع به، قادرة على أن تتفاعل بطبيعية وتلقائية مع كل المنهج النقدي الذي سيمارس لاحقا، لأنها تعط للعقل قدرة طبيعية أيضا لطرح النقد وبشجاعة وتشكل له تجربة ناجحة تدفعه للمزيد من القوة وممارسة البحث بدون خوف أو تردد من خطر الأغطية والمناهج التي يتدرع بها الفكر الواقعي أو واقع الفكر الديني الراهن.
أيضا من قضايا التحول والتحديث التي يجب أن تكون حاضرة في الذهن التنويري هي علاقة الفكر الديني مع بعضه بمستويات متعددة بالطول وبالعرض، في خطوط مشتركة لكل المنظومة الدينية بكل صورها ومعطياتها وتجاربها، تأريخ الدين يفصح لنا عن خطوط مهمة في كيفية توالد الأفكار الدينية والضرورات الحتمية التي جعلته عنصرا حيويا في الوجود كما هو عنصرا حيويا ومحوريا في حياة الإنسان، ملاحظة ودراسة التغيرات البنيوية التاريخية للفكر الديني تعطينا صورة شبه أكيدة على طريقة التطور والانحطاط وهذا مهم في تأشير مواطن الحركة كما يهم أيضا في تشخيص الإخفاقات على مستوى محاولة التطور والتحديث.
النظرية العامة بالفكر الديني تقوم على مبدأ أساسي ومهم وحصري هو أن الدين مكمل للوظيفة الوجودية للإنسان وملازم لها، فلو أمنا أن وجود الإنسان في هذا العالم ليس قدرا عبثيا ولا مصادفة غير محسوبة ولا هو نتاج تفاعلات أملتها حركة الوجود الذاتية يصبح بهذا الحال وجوده مرتبط بعلة، العلة مرتبطة بهدف وتتوخى نتيجة والنتيجة بذاتها ليس مطلوبة التحقق بأي حال ولكنها تسير وفق قانون يرسم لها الخط السيروري ويصور حدود الممكن والمحال، هذه النتيجة والهدف هو مضمون الوظيفة الوجودية للإنسان والتي يشارك فيها الدين بقوة قبل أن يتمكن الإنسان حتى من الالتفات لوعيه الذاتي بوعيه الوجودي وصنع لهذا الوعي خطة، كان الدين في أول الأمر توجيهي إرشادي كي يبحث الإنسان عن المعرفة يستدل على وجود العلم ليتحول بعد ذلك إلى أنسنة المعرفة والعلم وفقا لذات الشروط البديهية التي أرشدته لهما.
هنا الدين يبقى مستلزم وجودي يلعب أدورا مختلفة حسب طبيعة التطور العلمي والمعرفي للإنسان دون أن يتحول وصيا عليه ولا شرطيا أمنيا يراقبه، ولكن من الممكن أن يكون منبها له على عدم مغادرة إنسانيته عندما يتخلى عن جانبه الروحي جانبه اللين الذي يمنحه تناغم ومزاوجة حقيقية تلطف حياته وتجعله أقرب للنموذج الطبيعي الفطري الأساسي المتصالح مع عناصر الوجود ومنساق لها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- ثقافة التسليع
- شك الإيمان وظاهرة التكفير
- حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر
- أيام الفردوس _ مقطع من روايتي الأخيرة
- العراق ومنعطف التغيير أو نقطة التفجير
- الواقعية وما بعد الواقعية في الخطاب السياسي العراقي
- خيارات العالم مع أنتشار وباء داعش
- الروح الدينية مفهومها ودورها عند غوستاف لوبن
- تخاريف العقل
- أنا وفنجان قهوتي وأنتظار الحلم
- إرثنا التأريخي ومشكلة العيش من خلاله
- وماذا بعد العبور ؟.


المزيد.....




- تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغرب ...
- أطعمة مزودة بنكّهات مدخنة متهمة بالتسبب بـ-السمية الجينية-
- صافرات الإنذار تدوي في سيدروت بعد هجوم صاروخي لـ-القسام- على ...
- -حزب الله-: استهدفنا انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي ‏بصواريخ ...
- مقتل فلسطيني في مخيم بلاطة بنابلس
- بالفيديو.. طائرة مسيّرة تابعة لكتائب -القسام- تسقط قذيفة على ...
- رويترز: مقتدى الصدر يستعد للعودة للحياة السياسية
- -حماس- تدين تصريحات لبايدن زعم فيها أن إنهاء حرب غزة مرهون ب ...
- المنامة.. تواصل التحضيرات للقمة العربية
- -القسام- تفجر منزلا مفخخا بجنود إسرائيليين هربوا إليه في عمل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما بعد بعد الحداثة 3