أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - العصفور الجريح وكركور الجبال














المزيد.....

العصفور الجريح وكركور الجبال


الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


الدمع شلال منبعه الأحزان
والهواء حار حار
و الموت مترصد في كل مكان
الكلام مر و حروفها ثقيل و ناشف
والبيت كاهل والقمر بدرا
يخوي بالسمر و العقل سارح
العدو مدججا، نحونا زاحف
كاسح وسلاحنا مكسور
القلب شجاع و الانهزام حاصل
و الفرار عار و مكروه
هذا الثوري ضعيف و ذاك أعزل
و الطاغية جبار لا يرحم لا يرحم
سمومه فينا كالسهام لاسع
إختراقها مؤلم مؤلم ونزعها قاتل
ولكن لا مفر لقد وجب الكفاح
فالموت أشرف من خبز الجلاد
الصغار جوعى و الطعام فاسد
انهم يبكون و يبكون والكركور ساخن
وسوء الحال هو الواقع
الجدة تلهيهم بالقصص المأثورة
جنة وفاكهة وحليب وعسل مصفى
وكله بعد الممات!!
والشيخ يسأل الرب، ماذا جنينا يا إلهي يا إلهي؟
والأم ثكلى تؤازر أطفالها الجوعى
فلا تكف عن النواح والكرور ساخن
امتزجت ملح الحجر و العرق والدموع
والجرح خائر والكهف فرن لا يطاق
فقط لو كان للعدو قلب يفهم النحيب والبكاء
لكانت الأرض حقول قمح و حدائق للأفراح
ولكانت الجبال مروج تجذب السياح
لكن الحاكم أبله سفاح
في طرف القرية هناك صبية
تستغيث بالمقابر
يقلقها الوحش المرابط وراء الوادي
واقفة تستفسر سر الوجود وجدواه
والعالم ظالم،،العالم ظالم
والجد في منفاه الأبدي
متكئ على كتفه الأيمن
يهمس للحفيدة
عبر حفيف الأشجار وزقزقات العصافير
يا ابنتي الوحيدة إن الله يحبنا
لذا خلقنا من هذا التراب على هيئته المهيبة
وجعلنا خلفاء له لنعمر البسيطة
وأرسل لنا العسكر بلاء لحكمة
قد تكون كفارة عن ذنوبنا الغفيرة
تتنهد الحفيدة الضجعة من الحروبات الطويلة
ومازالت متكئة على شاهد القبر
آه و آهات وآه .. يا جدي!
وما ذنبي و أطفال الملاجئ؟
وماذا الذي جنته أمي حتى تذوق كل هذا العذاب
وهي التي تخدمنا وتشكره في السر والضر دون جريرة
وأبي يا جدي قبل أن يقتل
كان يقيم الليل له عابدا لا يسهو سجدة
فذنبه أن قال للجندي المراهق
هذا العصفور صغيرا لا يصلح للأكل
وربك دعه في عشه ليكبر
فكان رد الجندي طلقة على جبهة أبي الموقر
ولم ينجو العصفور من جشاعة العسكر
فلو كنت معنا حيا يا جدي
ولم تسكن الفناء ولم تقادر
لعرفت بأن الكره حاصل
والحب مغلوب لا حول ولا قوة
وأن ذاك الحبيب لا يدعم
سوى الجلاد والعساكر
أرواحنا مسالمة و رضية
تسأل الهدوء ولو هنيهة
و لكن يا جدي الخليفة جائر
لا يحب الحق ولا يعرف الانسانية
يبيعنا الموت ويكدس الذهب والفضة
لا يهمه في الحياة الا استعباد الضعيف والأدنى
.. ..... ..
يا طغمة الحكام يا سواعد الإله الأيمن
أما كفاكم قتلا و حرقا بأسم الله الأعظم
فان الله والله ان كان بين الشعوب حاضر
لأنفره جفاف الزرع و رعشة الذبيح و المهاجر
و لأبكاه أنين اليتامى والأرامل
ولاستفزه تعب الغلابة و دم العبيد المباح في كل فجة
صرختنا طالت والظلم لم يأفل والظلام دامس
والشمس مازال بعيدا بعيدا و لم يظهر
لقد مللنا الانحناء و السجود
والحلم الناعم وبشاعة المنظر
فالتصلبونا عاريا
كالرضع في جلودهم الجديدة
ولتنثرونا عاريا كالرماد بلا سترة
على امتداد الوطن السقيع كالهواء
أو كما ينشر المزارع البذور
لعلنا نكون شعاع يدل البعيد
أو ننمو زهور نملأ الدنيا تفاؤل
لعلنا نقلب الظلام نور
والصحاري أنهار وبحور
قولوا عنا ما تشاؤوا
متمردين كفار ذنادقة ناقمين
قولوا عنا ما يريحكم فلن نتوب
وإن صلبتمونا عاريا أمام غوغائكم
فلن نتوب والله عن مبادئنا لن نتوب
فهكذا حياة يا احبابي ما عادة تعنينا
اذا ضحكت في حضرة الكبير
قالوا قليل الحياة
واذا تبسمت في وجه الصغير
قالوا متساهل رعديد
وان بهيت بحبك للصديق
قال بعد كل العشرة انك غريب عبيط
وان كتمته قال الجو ممل كئيب
كم رفيق ذهب ولم يعود
وكم قرية أحرقت
وسكن مكانها الاشباح
كم من السنون مشيناها ضيقا
ولم نعانق نشوة الوجود
قل لي يا جدي ماذا يريد
بعد أن رحل اﻷ-;-ب وتلاشى الحب
وسكت العصفور وجاع الطفل
وبكت الأم وغاب القمر وانسكبت الدموع
لم يتبقى شيئا لنعطيه يا جدي
حتى يقول للحياة اؤبي اليهم فتأوب
كوني بردا عليهم وبسلام تجود
فالتتقبل سلامنا واعتذارنا يا جدي
ماضيكم توارى وما عادا يجدي
فرأس الوحش عبر الوادي
علي أن اعود و أخبر الاهالي
أن يغلقوا الكهف يا جدي
ونقول وأقول للثوار هيا على الدفاع
لن نعود نعود كما كنا يا جدي
وان هزمنا وان صلبنا وان سحقنا
عن النضال لا شيء يدعى تراجع
وعن فكرنا لن نتوب
والى الجهل لن نؤوب
لن نتوب .. لن نؤوب

الهادي قادم



#الهادي_قادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي فيه كشتلة الياسمين
- عن أهل الحفرة أتكلم
- قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة
- لما لا تغامر
- أصل الشرور بين التعاطف مع المعتدلين و غض الطرف عن جذور المتش ...
- كابوس أول الفجر
- و مازال ليلي برد و سهاد
- التوهان
- مزمار الاندثار
- ستتحاور الألوان
- القرنفلة السمراء
- انا وصاحبي والقمر
- قصيدة أركاماني
- صماء
- في ماذا الاستغراب
- ضد النوستالجيا
- الى متى تشفير النساء ؟
- أعتقيني فأنا لست الا انسان
- خرافة الانسان و براءة القردة
- غريب أعرفه ولا


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - العصفور الجريح وكركور الجبال