أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منال شوقي - تمثيلية نصف المجتمع














المزيد.....

تمثيلية نصف المجتمع


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 10:48
المحور: حقوق الانسان
    


كنت و مازلت ضد المُباهاه و التفاخر بكل ما كان قدري و لا دخل لنا في الحصول عليه أو في الحرمان منه .
فالجنسية و الجندر و الدين و اللون و درجة الوسامة و الطول و مركز العائلة الإجتماعي والثقافي و المادي جميعها سمات و ظروف موروثة ليس لحائزها أي فضل فيها و بالتالي كان تصنيف الناس بناءً عليها تصنيفاً هو أبعد ما يكون عن الموضوعية و العدل و يخرق مبدأ تساوي الفرص .
و علي الجانب الأخر ، كان حرياً بنا أن نعطي كل ذي حق حقه واضعين نصب أعيننا قاعدة المجد للأنفع أو البقاء للأهم ، علي غرار البقاء للأصلح و أعني هنا الأصلح للجنس البشري بصفة عامة .
كانت تلك مقدمة لابد منها فرضتها عليّ حقيقة كوني إمرأة ، أردت من خلالها أن أوضح مبدأي في رفضي إلحاق الفضل بمن لا يد له فيه ، فلم تختر إمرأة جنسها و كذلك لم يفعل رجل .
و الحقيقة يدهشني جداً موقف من يكتبون مدافعين عن المرأة و حقوقها و هم في ذلك مرددين لشعارات جوفاء تنال من المرأة أكثر مما تُشَرّفها ، فهي عند البعض نصف المجتمع و عند البعض الأخر الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة و كأن تلك البديهيات و الحقائق في حاجة لذكرها من الأساس !
فمن هذا الذي يخفي عليه أن مجتمع أي مجتمع نصفه نساء ؟
و من الذي إندهش حين قرأ أن أمه إمرأة و زوجته إمرأة ؟
في الواقع إن عبارات كتلك أراها أنا إهانة للنساء ، فكأن كاتبها يطالب ضمنيا من خلالها الإعتراف بوجود المرأة أو بأن لها حقوقاً !
و الحق - إن أنصفنا - فلا وجود من الأساس في غياب الأنثي أياً كان تصنيفها ككائن حي ، بينما تستمر الحياة في غياب الذكور .
و لكي أبرهن علي ذلك ، لنتخيل أننا تحت ظروف ما مضطرين للإبقاء علي فرد واحد من زوج من الحيوانات المهددة بالإنقراض ، فإما أبقينا علي الأنثي و إما أن نبقي علي الذكر ، فمن منهما سيختار للحفاظ علي حياته عالم حيوان ؟
إن التقدم العلمي الذي وصلنا إليه يسمح بحفظ الحيوانات المنوية للذكر لتلقيح بويضات الأنثي مرة و مرات و بالتالي يستطيع رحمها أن يُنقذ نوعها من الإنقراض بينما الذكر لا يستطيع أن يفعل .
و بالمثل ، فلنتخيل أن الجنس البشري مُهدد بالفناء فأي الجنسين يُفَضَل أن تكون نسبته أعلي لإنقاذ البشر من الإنقراض ؟
بالطبع النساء أهم و الحفاظ علي بقائهن يضمن الحفاظ علي الجنس البشري من الفناء حتي و إن وصلت النسبة لرجل مقابل مائة إمرأة و بالتالي لو تخيلنا أن كل سكان الأرض إجتمعوا في سفينة عملاقة و كانت السفينة علي وشك الغرق مما يستدعي التخلص من نصف حمولتها لكان من المنطقي التخلص من حمولة معظمها من الرجال الذين ينحصر دورهم في عملية إستمرار الحياة فقط في إنتاج الحيوانات المنوية و التي يكفي رجل واحد لإنتاج ما تُلقح به ألف بويضة لألف إمرأة لإنجاب ألف طفل .
إذن الرجل وجوده ثانوي حين نتكلم عن أساسيات الحياة و هو كذلك أيضاً بالنسبة لتفاصيلها .
و لبيان ذلك علينا أن نتخيل حال رضيعين أو طفلين أحدهما فقد أمه بينما فقد الثاني أبيه ، أيهما ستكون حياته أفضل و أقرب للطبيعية و أيهما سيعاني مع والده الأعزب ؟
إن المرأة تستطيع - و بالفعل برهنت - أن تربي طفل بمفردها بينما الأمر شبه مستحيل بالنسبة للرجل ، المرأة تعمل و تنفق علي أبنائها و تربيهم بينما الرجل نادراً ما ينجح
.
لست متحيزة لجنسي ، بل أفكر بعد أن حَيّدت نفسي تماماً ، مُتَحَرية الموضوعية و المنطقية و بعيداً عن العواطف أقول : إن حياة المرأة أهم ألف مرة من حياة الرجل إذا أنصفنا و مجتمع نسبة الذكور إلي الإثاث فيه 1000:1 سيستمر بينما سيندثر إذا كانت النسبة معكوسة و تلك ليست أرائي الشخصية أو أهوائي بل الحقائق العلمية تتكلم و عليه، أعود و أندهش من عبارات يرددها أصحابها للدفاع عن المرأة التي يُذَكِروننا بأنها نصف المجتمع ، ولسان حالهم يقول فلنتنازل و نمنحها بعضاً من حقوق الرجل و لنرتقي و نقبل بالمساواة !
عفواً يا سادة ، فقانون البقاء للأهم و الأنفع لا يسمح بمساواة الرجل بالمرأة .
كلمة أخيرة : لم أنشر المقال في باب حقوق المرأة و مساواتها بالرجل و ما شابه لأني أرفض من الأساس مناقشة ما كان بديهياً و وجود عناوين كتلك يفترض في المرأة كونها كائن مُهمش أو أقلية تُطالب بالمساواة مع الأغلبية المهيمنة و هذا ما أرفض مجرد مناقشته .



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدخلوا الإسلام يا مسلمين
- يوميات إمرأة مسلمة (2)
- إرهاصات نبوة محمد (1)
- يوميات إمرأة مسلمة
- الفريضة السادسة
- عصابة الرسول (1)
- إنا أرسلناك نَكّاحاً للعالمين
- عبيد العَصَا تاقت إليها جلودهم !
- قال إنه واحد فعلمتُ أن له ثانٍ !
- و اضربوهن و اضربوهن .. تعقيباً علي مقال الأستاذ نبيل هلال
- حوار مع صديقي المؤمن (2)
- لماذا الإسلام شرا مستطيرا !
- لا أخلاقية القرأن ( قراء في سو رة يوسف )
- حوار مع صديقي المؤمن (1)
- الأزمات النفسية للملحدين 1/2
- التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله
- في عيد الحب ... رسالة حب لعزيزي المسلم .
- الله الذي سكت دهرا ثم نطق سخفا
- الله الرجل (2 )
- الله المحدود


المزيد.....




- شاهد..إضرام متطرفين إسرائيليين النار بمحيط الأونروا
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- مصاعب جمة يعانيها مرضى السرطان النازحين إلى القضارف السوداني ...
- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منال شوقي - تمثيلية نصف المجتمع