أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!














المزيد.....

يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


سنقول إننا انتصرنا وإننا تطورنا وإننا ارتقينا عندما تصبح للثقافة قوة أشد من قوة رأس المال، والتجارة، والبورصة، والصفقات المالية، والبيع والشراء. أقول ذلك بمناسبة هدم البيت الذي سكنه الشاعر أحمد رامي( 1892- 1981) شارع الشهيد نبيل السباعي في حدائق القبة. الهدم بدأ يوم الجمعة 4 مارس الحالي لاقامة برج سكني ضخم في حدائق القبة. كان ذلك البيت مزارا لأم كلثوم وكبار الشعراء، والمثقفين، والفنانين. رامي ترك ديوانا من أربعة أجزاء، ومسرحية"غرام الشعراء"،واشتهر بترجمة "رباعيات الخيام"عن الفارسية، وساهم بالتأليف أو بالحوار أو الأغاني في ثلاثين فيلما سينمائيا، وكتب لأم كلثوم أكثر من مئة أغنية منها "أقبل الليل"، و" غلبت أصالح"، و"جددت حبك ليه"، وقال يرثيها عند رحيلها:" ماجال في خاطري أني سأرثيها .. بعد الذي صغتُ من أشجى أغانيها .. قد كنتُ أسمعها تشدو فتطربني.. واليوم أسمعني أبكي وأبكيها". هكذا تطيح سطوة رأس المال المتوحش بكل قيمة، كما سبق أن هدمت بالكامل البيت الذي ولد فيه بيرم التونسي بحي السيالة بالاسكندرية وحولته إلي برج سكني باسم " برج الصفا"، بيرم الجميل الذي قال" يامصر هجرك يكفاني.. يا عاملة قمع ونسياني"! والذي كتب يخاطب الملك فؤاد:"بذلنا ولسه بنبذل نفوس.. وقلنا على الله يزول الكابوس.. ما شفنا إلا عرشك ياتيس التيوس.. لا مصر استقلت ولا يحزنون"! أما هدى شعراوي التي قائدة مظاهرات النساء في ثورة 1919 فقد تحول قصرها في مسقط رأسها المنيا إلي خرابة على مرأى ومسمع من كل الجهات. أما زعيم الشعب المصري الفلاح الثائر أحمد عرابي أول من قال للطغيان"لسنا عبيدا"، فقد أمسى متحفه في الشرقية خرابة، وتحول المتحف- على حد قول سيد عبد الفتاح حفيد الزعيم الثائر- إلي"وكر مخدرات وملقف قمامة"!! أما البيت الذي ولد فيه سيد درويش في كوم الدكة بالاسكندرية فقد أمسى هو الآخر مرعى للماعز بالمعنى الحرفي للكلمة، وطمر الاهمال الحكومي دور خالد الذكر سيد درويش في تجديد الموسيقا وفي بلورة الشعور القومي المصري. وقد ترك لنا درويش ثروة من النغم تتألف من نحو 31 عملا غنائيا مسرحيا منها 12 أوبريت أشهرها " العشرة الطيبة" و" الباروكة" و" شهرزاد" مع 12 موشحا وعشرة أدوار، و66 طقطوقة ومونولوج، و12 نشيدا أشهرها " بلادي بلادي". وفي 17 مارس الحالي تحل ذكرى مولد درويش المئة والرابعة والعشرون، لكن دار الأوبرا تتجاهل تقديم أي عمل من روائعه إلي الأجيال الجديدة. ومادام لرأس المال القوة على اقتلاع كل شيء، ومادامت الثقافة عاجزة عن الدفاع عن نفسها، وأجهزتها من نوع وزارة الثقافة أشد عجزا، فلا تحدثونا عن التنوير إذن. في الخارج، في ألمانيا، يطوقون منزل الموسيقار الشهير بيتهوفن بالزهور، وفي النمسا يبيعون قطع الشيكولاطة باسم " موتسارت"، أما نحن فإننا نحاصر بيت درويش بالماعز والقمامة، ونهدم بيت بيرم التونسي، ونجعل من متحف عرابي وكر مخدرات، ونواصل بهدم بيت الشاعر أحمد رامي. لا يمكن أن نكون جادين في حديث – أي حديث- عن تنوير أوثقافة مادمنا نطمر أنوار ثقافتنا في الظلمة وندع معالمها نهبا لرأس المال المتوحش الذي لا يتقن إلا بناء العقارات والمحلات والكباريهات والاستثمار في كل عمل يدر الربح! هل تتدخل وزارة الثقافة؟!

أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية
- حقيقة سفيتلانا ألكسيفتش وجائزة نوبل
- أشرف فياض .. إعدام شاعر
- بيت سيد درويش حظيرة ماعز !
- طه حسين .. العاشق ابن البلد
- الشرم وباريس تخويف أوروبا
- في ذكرى ميلاد والدي


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!