أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في ذكرى ميلاد والدي














المزيد.....

في ذكرى ميلاد والدي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


في 13 نوفمبر تحل ذكرى ميلاد والدي عبد الرحمن الخميسي الخامسة والتسعون، وفيها أنفرد بنفسي لحظات لأقول له:" كل سنة وأنت طيب". وأظن أننا جميعا نقوم بذلك مع آبائنا الراحلين، بغض النظر عما إن كانوا قد تركوا أثرا كبيرا في الثقافة والمجتمع أم لا، ذلك أن الأثر العظيم لكل أب أنه كان في حياة أبنائه الوالد الذي لا يتكرر. ويحق لي أن أقول إن والدي كان نسيجا فريدا في حياة مصر، بحياته التي اتسعت للسجن، والهجرة، والتشرد، والشعر، والحب، والإبداع، وخلال ذلك كانت " كل الفنون ملعبه " على حد قول أحمد بهجت. بدأ شاعرا في الأربعينات، ثم أصبح من أبرز كتاب القصة القصيرة، ثم مذيعا ذا صوت عميق لافت، وممثلا مسرحيا وسينمائيا، ومخرجا، ومؤلف موسيقي، وصحفيا، ومترجما، بعد أن عركته الحياة منذ أن ترك المنصورة إلي القاهرة عام 1937 فاشتغل مدرسا وعاملا في محل بقالة ومحصل بطاقات في الترام ومصححا في مطبعة ومؤلف أغنيات بأسماء الآخرين ينام على كراسي المقاهي أو على أرائك حديقة الأزبكية من دون أسرة أو عائل أو دعم. وتندرج حياة الخميسي في دفتر كبير يضم صفحات من حياة الفلاحين المصريين الذين جاءوا من عتمة القرى البعيدة إلي أنوار العاصمة ليشعلوا مصباحا آخر في الثقافة والفنون، هكذا كانت سيرة حياة رفاعة الطهطاوي، وطه حسين، وعلى مبارك، وغيرهم، وترك الخميسي لنا سبع مجموعات قصصية ، ونصوص فرقته المسرحية التي ألفها وجاب بها المحافظات، وثلاثة أفلام سينمائية من إخراجه، و عرب أوبريت"الأرملة الطروب " بحيث تتطابق كلماته العربية مع النص واللحن الأصليين، وكتب ثلاثة أوبريتات ، وترجم مجموعات من القصص والقصائد، ووضع عدة مقطوعات موسيقية ، وعشرات التمثيليات والأغنيات، وعدة دواوين من الشعر العذب. وعلى حد قول الكاتب أحمد هاشم الشريف فإن حياة الخميسي هي" قصة عبقرية الفلاح المصري التي نضجت على نار الحرمان والمعاناة ، وقصة العاصفة التي هبت من الريف. وحينما رحل الخميسي ترك لنا الأوراق محتفظا بالقلم اللاهب الذي كان يشيع الدفء في الأكواخ ويضرم النار في القصور". وقد عاش والدي وتوفي من دون أن يشغل منصبا رسميا واحدا في الدولة، وقد لاحظ الشاعر الكبير أحمد حجازي أن الخميسي قبل الثورة لم يهد كتابا من كتبه لأحد الوزراء أو المسئولين ، وكانت تلك عادة منتشرة بين كبار الكتاب حينذاك، أما بعد الثورة فقد كانت له قصة رواها الكاتب صلاح عيسى حين أراد شعراوي جمعة وزير الداخلية حينذاك أن يقنعه بالانضمام للتنظيم الطليعي الذي أنشأته الحكومة فاعتذر الخميسي ضاحكا بقوله:" لكن هذا تنظيم سري، وأنا لا أطيق كتمان الأسرار، وقد تفلت مني كلمة هنا أو هناك تؤدي لاعتقال أعضاء التنظيم"! ثم هاجر من مصر مع موجة هجرة المثقفين بعد اتفاقية كمب ديفيد، وظل يردد عبارته التي سجلها الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين: " لقد دافعت عن قيثارتي فلم أعزف ألحاني". وعلى كثرة ما كتب وأبدع لم أر له أبدا مكتبا يجلس إليه، فقد كانت له طبيعة الطائر الذي يعرف أن الاستقرار على غصن يجعله عرضة للموت. كل سنة وأنت طيب ياطائر الشعر والقلق الجميل. مازال صوتك العميق يغرد في الضمير.
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم !
- حافة ذاكرة
- ملاحظات كاتب قصة - الأدب واللغة -
- وداعا .. جمال الغيطاني
- روح الضباب - قصة قصيرة
- تعميد الوحدة الوطنية في حرب أكتوبر
- السينما زمن الطربوش
- الفارس الذي أنقذ كاريوكا !
- المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟
- السوري العظيم .. خالد الأسعد
- ألف عام وعام عربي روسي
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في ذكرى ميلاد والدي