أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -














المزيد.....

في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 03:11
المحور: الادب والفن
    


في ستينات القرن الماضي دارت أوصاف البنات في مدار"القمرة" و" السنيورة"، وأحيانا"سندريلا". لكن تطور العلاقات واختلاف مفهوم الحب وتبدل النظرة إلي فتاة الأحلام قطع مشوارا طويلا ليصل في وصف البنات مؤخرا إلي" المزة". والاختلاف في اللغة والوصف كبير ولا يخلو من مغزى اجتماعي. كانت البنات في الستينات والسبعينات" قمرا" يصعد إليه الشاب على سلالم الرومانسية نحو حفيدات " عايدة" التي عشقها كمال في ثلاثية محفوظ واستنكر أن تكون من لحم ودم. حينذاك كانت البنت كائنا نورانيا، وكان الحب مشبعا بتنهدات ودموع لبني عبد العزيز على كتف عبد الحليم حافظ. حينذاك كانت كلمات مثل " قمر" ، و"بدر" تناسب الفهم الأفلاطوني السائد للمحبة، ثم تبدل ذلك المفهوم، وشاعت مع تبدله أوصاف أخرى مثل" عسولة" و" قشطة" وانتهاء ب"الصاروخ" إشارة إلى أفضلية الجمال المحسوس الملموس، وإلى أن البنت لم تعد فقط عطرا روحيا شاردا بل صارت العطر والقارورة معا في وحدة واحدة. ثم ظهرت مؤخرا كلمة جديدة هي " مزة " في وصف البنت و"مز" في وصف الولد. وكان من المستحيل عهد أحزان عماد حمدي وفاتن حمامة في" بين الأطلال" أن يصف عماد الرقيقة فاتن بأنها " بنت إنما مزة "! توارى التصور الرومانسي للمرأة، وأصبح الشباب بحاجة لكلمة جديدة تملأ الفم بإحساس مادي، كأنها قطعة من اللحم، وتوقظ الشعور بأن البنت من لحم ودم علاوة على التنهدات.ويظن الكثيرون خطأ أن كلمات مثل" مزة" رطانة، أي من الكلمات التي تستخدم اصطلاحيا بين مجموعة محددة للإشارة لمعنى محدد تفهمه هذه المجموعة وحدها. لكن الكلمة " مزة " عربية فصحى. ذلك أن أول ما تفعله اللغة استجابة لاحتياجات التطور هو العودة إلي الأصول، والبحث هناك عن كلمة تفي بالتعبير عن الحالة المستجدة. وإذا أنت بحثت في " لسان العرب" عن كلمة " مز"، ستجد الفعل : " مز – يمز - مزازة " أي استحسن الشيء ورأى له فضلا، ويقال: هذا أمز من هذا، أي أحسن وأفضل منه! أيضا فإن كلمة " حرافيش" التي كان يستخدمها نجيب محفوظ لوصف مجموعة أصدقائه المقربين فقد وردت عند المقريزي في كتابه" إغاثة الأمة" بمعنى الصعلوك وهي الأخرى كلمة فصيحة مفردها "حرفوش". وبينما تجدد اللغة نفسها بالبحث في منابعها، فإنها تستبقى الكلمات التي لم تنفد صلاحيتها في التعبير عن الواقع، وعلى سبيل المثال فإننا مازلنا نستخدم كلمة " بقف " لوصف الشخص الثقيل، وقد استخدمها منذ نحو مئة عام عيسى عبيد أحد مؤسسي القصة القصيرة المصرية في قصته " ثريا " 1922 بالمعنى الذي نستخدمه الآن حين نقصد الإشارة لإنسان ثقيل. تقول " ثريا" في القصة :" أشكرك أنك خلصتني من البقف الثقيل ده "! وقد مضى على القصة نحو مئة عام من دون أن تنفد صلاحية الكلمة، فظلت شائعة مستخدمة. إلا أن علاقات المحبة في ظني هي الأسرع إلي المبادرة بتغيير وإثراء معجمها اللغوي. والفرق بين وصف البنت الجميلة بالقمر أو وصفها بالمزة هو الفرق بين عصر رومانسي كان نجمه المفضل"جيمس دين" الحالم بنظرته السارحة وخصلته المرسلة على جبينه، وبين عصر يفضل الشعور بطعم الأشياء في فمه. لم تعد البنت " سندريلا"، ولم يعد الولد " الشاطر حسن"، وقد أدركت اللغة ذلك. أما أنا وأبناء جيلي فقد توقف نمونا عند مرحلة صلاح جاهين :" البنات .. البنات .. ألطف الكائنات".

***

أحمد الخميسي – كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر
- شارلي إبدو.. ضمير أوروبي
- المسرح القومي بيحلم لمصر
- وراء الزجاج - قصة قصيرة
- قهوة الملحدين !
- هنا القاهرة .. هنا دمشق
- نحلم بالأمس وليس الغد !
- محمد ناجي .. موت لا يشبه سواك
- غاية المراد من قصة المنطاد
- تاكسي إلي الشعب !


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -