أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - غاية المراد من قصة المنطاد














المزيد.....

غاية المراد من قصة المنطاد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. أحمد الخميسي
في2 يوليو 1798نزل الجنرال الفرنسي بونابرت إلي ميناء الإسكندرية من علي ظهر بارجة تسمى الأوريان ثم دخل القاهرة. وفي 22 أغسطس أصدر مرسوما بإنشاء المجمع العلمي المصري. في ذلك الوقت كان المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في الرابعة والأربعين من عمره ووصف لنا ما أسماه " سنوات الملاحم العظيمة والحوادث الجسيمة".من تلك الحوادث إنشاء المعهد العلمي الذي أدهش المصريين بتطور العلوم التي لم يعرفوها أصلا. ذهل الجبرتي حين رأى التجارب الكيميائية التي تتبدل فيها ألوان السوائل في القوارير فكتب يقول"فيها أمور وأحوال وتراكيب غريبة ينتج منها نتائج لا يسعها عقول أمثالنا"! وذات يوم أعلن الفرنسيون أنهم سيطيرون منطادا قرب بركة الأزبكية. وفي اليوم المحدد تجمع أهل القاهرة لمشاهدة ذلك، وارتفع المنطاد قليلا لكنه سرعان ما انفجر. ولم يقتنع الجبرتي بإمكانية تطيير جسم في الفضاء، وظن أن المنطاد كذبة وأنه على حد قوله"مجرد بالون عادي". كان الأمر" مما لاتسعه العقول"حينذاك. و بعد أكثر من قرن ونصف على المنطاد الأول شاهد المصريون عام 1961أول إنسان يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن منطاد أكثر تطورا هو" فوستوك" كان ذلك يوري جاجارين. وكانت مصر الدولة الوحيدة من بين كل الدول العربية والإفريقية التي زراها أول رائد فضاء. مع ذلك كان البعض يشك في واقعية منطاد جاجارين لكن الحقيقة العنيدة هزمت الشكوك التي ظهرت من قبل إزاء منطاد بونابرت. ثم توالت رحلات المناطيد فلم تعد خبرا مهما إلي أن هبط يوم الأربعاء 12 نوفمبر الحالي المسبار الفضائي"فيلة"على سطح مذنب، وكان "فيلة" ضمن مهمة مركبة فضائية تسمى" روزيتا" أطلقوها منذ عشرة أعوام في 2004 بهدف تعقب مذنب اكتشفه عالمان روسيان. الهدف الأول من إسقاط مسبار على سطح ذلك المذنب هو اكتشاف كيف نشأت الحياة على الأرض والعناصر الأولية التى تكون منها كوكبنا،لأن المذنبات – خلافا للكواكب - ظلت على حالتها الأولى التي كانت عليها قبل أربعة مليارات ونصف المليار عام، فاحتفظت بالعناصر التي تكونت منها الأرض حينذاك.الهدف الثاني دراسة كيفية حماية الأرض من مخاطر اصطدام المذنبات بها وتدميرها. وتعد هذه الرحلة خطوة علمية هائلة غير مسبوقة في تاريخ الحضارة والعلم. أضف إلي هذا تلك الإشارات التي ربطت الحدث بمصر وفي مقدمتها أن اسم المسبار" فيلة" مأخوذ من معابد فيلة الفرعونية واسم المركبة"روزيتا" يعني حجر رشيد، والأهم أن أربعة من شباب العلماء المصريين قد شاركوا في المهمة وهم د. عصام حجي ابن الفنان الكبير محمد حجي، ود. رامي العمري، ود. أحمد الشافعي، ود. عصام معروف. وإذا أدركت حجم الانجاز العلمي واحترام حضارتنا القديمة ومساهمة علمائنا فسوف تشعر بالفخر الجميل بأولئك العلماء وبقدراتنا. لكنك إذا نظرت إلي مقدار اهتمام الإعلام وأجهزة الدولة وغيرها بذلك الحدث فسوف تشعر بالأسف العميق على أحوالنا. ولو أنهم أطلقوا على المسباراسم " فيفي" بدلا من" فيلة" لقامت الدنيا عندنا وتحزمت ورقصت وهاصت ولم تقعد من الفرح! في حينه لم يصدق الجبرتي قصة المنطاد الأول وقال" فيه أمور لايسعها عقول أمثالنا" وكان معذورا لأنه لم يكن يعلم أما نحن فنعلم لكننا لا نبالي وتلك كارثة أعمق وأشد إيلاما.
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاكسي إلي الشعب !
- لماذا ندوس الآمال وهي صغيرة ؟
- باتريك موديانو .. خدعة نوبل !
- جنود بلادنا .. أرواح السماء
- مقبول للموت مرفوض للحياة
- النجم السينمائي بين الوعي والجهل
- أشياء لا تشترى
- ماذا يبقى عندما يسقط الهرم؟
- الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟
- أوباما يسطو على شابلن
- هذا القومي لحقوق الإنسان المصري
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - غاية المراد من قصة المنطاد