أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح














المزيد.....

الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 12:46
المحور: الادب والفن
    


د. أحمد الخميسي

حفزني لمشاهدة عرض " قهوة بلدي" من بين عروض المهرجان القومي للمسرح المصري أنه من إعداد وتنفيذ مجموعة من الشباب قدموا العرض على أرض مكشوفة بدار الأوبرا تحت لافتة " مسرح الميدان" باستغلال كل ما لكلمة الميدان من إيحاءات وتداعيات سياسية ثورية، كما قدمت الاعلانات العرض بصفته" ليلة شعرية غنائية تتناول هموم المجتمع المصري وهموم المواطن في إطار شعري غنائي". حكما بظاهر الأمور نحن إذن أمام عرض مرتبط بالميدان وطابعه الجماهيري وقضايا المجتمع. لماذا إذن يتم العرض داخل دار الأوبرا الوجيهة التي تؤمها النخبة وليس في ميدان أو شارع؟. هذا عن مكان العرض وجمهوره الذي يتناقض مع توجه العرض المعلن وجمهوره المفترض. ومع ذلك ليست المشكلة فقط في ذلك التناقض بين مكان العرض ورسالته، إذ يمتد التناقض إلي موضوع العرض ومايدعيه من بحث في هموم المجتمع. وأول ما يفاجئنا في الاعلان هو التعريف بالقائمين عليه. تقرأ : محمد عادل إخراج وصياغة شعرية. فما الذي تعنيه عبارة " صياغة شعرية" في نص يعتمد في قصائده كلها على نصوص شعراء العامية المصرية المكتوبة والتي لا تحتاج لأية صياغة شعرية؟ ماهو المفهوم الأدبي أو حتى الأخلاقي هنا لعبارة " صياغة شعرية"؟ ما الذي صاغه محمد عادل في قصائد صلاح جاهين وبيرم التونسي وأحمد نجم وفؤاد حداد وبديع خيري وغيرهم؟. وعبارة " صياغة شعرية" تشبه تمام الشبه عبارة أخرى رائجة هي " رؤية " التي يلجأ إليها البعض للتدخل في نصوص كبار كتاب المسرح وتشويهها باعتبار أن ذلك " رؤية". كل تلك المصطلحات وما شابهها لا تمثل في واقع الأمر سوى حالة احتيال فني وأخلاقي صريحة، يتسلق بها البعض أكتاف نصوص الكتاب والشعراء الكبار. ولو أن العرض نجح في تقديم شئ ما لغفرنا له كل ماسبق. فما الذي قدمه إلينا مخرج العرض وصاحب" صياغته الشعرية"؟ لاشيء سوى لعبة فنية تم اختبارها طويلا. لعبة الحقيقة حين تكذب! أو الكذب حين تجرى في عروقه بعض من دماء الحقيقة! العجيب أن مخترع هذه اللعبة هو المسرح التجاري الذي أدرك من زمن بعيد أن انتشاره مرتبط بمغازلة هموم الجماهيروالتلويح الرخيص بقضاياها. وأشهر مثال على ذلك هو صيحة عادل إمام في إحدى مسرحياته " الحمد لله كل حاجة رخيصة .. وكل شوية يقولوا لنا فكوا الحزام فكوا الحزام"! هو يلمس مشكلة الجماهير لكنه لا يضعها في سياق، ولا يقترح لها حلا، هو فقط يقوم بالتنفيس عن غضب الناس من وضع اقتصادي لا أكثر. هذا ما قدمه عرض" قهوة بلدي" حين اختار مجموعة من القصائد الملحنة معظمها لأحمد نجم والشيخ إمام تفيض بالغضب، مثل " شيد قصورك ع المزارع.. واقفل زنازينك علينا"! ثم ماذا؟ إلي من نوجه هذا الغضب؟ لنظام مبارك؟ لفترة حكم الإخوان؟ للنظام الحالي؟!. لا يقول العرض شيئا لأنه وضع نصب عينيه فقط أن يقدم فتافيت الحقيقة ونثار الغضب من دون أن تجمع كل ذلك فكرة أو رؤية أو نسق يحول فتافيت الحقيقة إلي وجهة نظر تكسبها قيمة فكرية وفنية. بالرغم من كل هذا أود أن أتوجه بالتحية لأولئك الشباب وما أظهروه من مواهب وقدرات في التمثيل والغناء خاصة فاطمة عادل. وأعتقد أن آخر ما تحتاجه هذه المواهب أن ندفعها إلي طريق الكذب الفني.

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد
- بالميرو - قصة قصيرة
- أدباء من معسكر القتلة .. على سالم ونصار عبد الله
- وحشة - قصة قصيرة
- التحرش بالنساء في مصر
- مهام صعبة أمام السيسي والمعارضة
- الثقافة والرئاسة في مصر
- البربشة الفكرية للأحزاب السياسية المصرية
- الأخلاقي وغير الأخلاقي في الفن
- تحليل المشاعر بالطريقة الأمريكية !
- أطلع لك القمر .. كل تقدمنا العلمي !
- سماء مفقودة - قصة قصيرة
- النوبة موقفان في السياسة والأدب
- اللعب بورقة النوبة
- المركز النومي للترجمة بالقاهرة !
- تكذيب من أحمد الخميسي لما نشرته بوابة نيوز على لسانه


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح