أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - هذا القومي لحقوق الإنسان المصري














المزيد.....

هذا القومي لحقوق الإنسان المصري


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عام 1973 زرت بلدا عربيا زيارة قصيرة لم تتكرر. أيامها قلت لنفسي لكي أتعرف إلي هذا البلد لابد من مشاهدة مسارحه. قيل لي إن أهم مسرح موجود بوسط العاصمة. اتجهت الي هناك ظهرا وتوقفت أمام قوس كبير بلافتة ضخمة باسم المسرح القومي. لم أر سوى حارس وحيد جالس تحت الشمس. رجوته أن يسمح لي بالدخول لمشاهدة المسرح لأني ضيف عابر فسمح لي بهزة رأس. دخلت، فوجدت نفسي في الناحية الأخرى من الشارع واقفا بين السيارات العابرة !عدت للحارس مدهوشا فقال لي" المسرح تحت الإنشاء"! لاشيء سوى يافطة تدخل من الهواء تحتها لتخرج إلي الهواء! أتذكر هذه الحادثة كلما سمعت عندنا عن " المجلس القومي لحقوق الانسان"! يافطة ضخمة تقودك من الفراغ إلي الفراغ. مجلس مركون سنوات لحست الشمس لونه فأمسى كابيا متربا ولم يترك الزمن على قشرته الخارجية سوى بقع "حقوق" إنسان. مع ذلك يتأمله الناس ويفكرون" من يدري؟ ربما ينفع في شيء !".
ولد المجلس في ظل حكومات" مبارك لحقوق الإنسان" في يونيو 2003، بقانون رقم 94، من باب الزينة والوجاهة في حال جاء مصر زوار أجانب. وحسب القانون فإنه تابع لمجلس الشورى هو الذي يعين رئيس المجلس ونائبه وأعضاءه الخمسة والعشرين. ولهذا وصفه مراقبون في الخارج بأنه " شركة استثمارية تابعة لمجلس الشورى". وعلى مدى أكثر من عشر سنوات من وجود القومي لحقوق الإنسان لم يسمع أحد بإنجاز واحد ذي شأن – أو حتى غير ذي شأن -حققه مجلس الأنس للكسل التاريخي. وهذا مفهوم، لأن حكومة مبارك حين أقامته كانت كالبلطجي الذي يطعم شهود الزور. ولذلك كانت عضوية المجس في معظمها من عظماء المتمولين أمثال نجاد برعي، وناصر أمين ، وأبو سعدة الشهير بأبو شيك نظرا للقضية التي رفعت ضده بشأن شيك تسلمه من السفارة البريطانية، مع عدد من شخصيات أخرى من الحكوميين. ويتبع المجلس ست لجان للحقوق المدنية والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والتشريعية، والدولية. فهل سمعت يوما بموقف واحد للمجلس في أي من تلك المجالات؟! . أسأل على سبيل المثال : ما هو موقف المجلس من قانون التظاهر؟ ما هو موقفه من اعتقال العديد من الشباب؟ وبدلا من الإجابات أخرج من الفراغ إلي الفراغ.
وإحقاقا للحق، ولكي لا نجرد المجلس من جوانبه الإيجابية فقد نجح المجلس على امتداد عشر سنوات في استلام رواتب أعضائه في المواعيد المقررة بانتظام وكفاءة يشهد بها القاصي والداني، وبدد من المال العام ما كان كافيا لبناء عدد من المدارس أو إصلاح طرق أو ترميم آثار مهملة. مرة واحدة أصدرت إحدى لجان المجلس تقريرا عن مسئولية مبارك ووزير داخليته عن قتل المتظاهرين! لكن التقرير صدر بعد الإطاحة بمبارك فذكرني ذلك بكاتب مسرحي ظل يتنبأ في مسرحياته بقيام ثورة يوليو بعد وقوع الثورة بخمس سنوات! ليتهم مع تقليص النفقات الحكومية يغلقون هذا القومي لحقوق الإنسان ويحولون ميزانيته لصالح مشروع ينفع الناس كبناء مصنع لتعليب السمك، أو توزيع بطاطين على ملاجيء اليتامى، أو جمع القمامة، خاصة أن النظافة - في اعتقادي - تأتي في مقدمة حقوق الإنسان بينما تأتي "الوجاهة" في مقدمة حقوق إنسان آخر يعمل في المجلس.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد
- بالميرو - قصة قصيرة
- أدباء من معسكر القتلة .. على سالم ونصار عبد الله
- وحشة - قصة قصيرة
- التحرش بالنساء في مصر
- مهام صعبة أمام السيسي والمعارضة
- الثقافة والرئاسة في مصر
- البربشة الفكرية للأحزاب السياسية المصرية
- الأخلاقي وغير الأخلاقي في الفن
- تحليل المشاعر بالطريقة الأمريكية !
- أطلع لك القمر .. كل تقدمنا العلمي !
- سماء مفقودة - قصة قصيرة


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - هذا القومي لحقوق الإنسان المصري