أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - قهوة الملحدين !














المزيد.....

قهوة الملحدين !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وفق ما أكده المهندس جمال محي رئيس حي عابدين فقد تبين أن عندنا في القاهرة قهوة اسمها " قهوة الملحدين"! تقع في المبنى رقم 61 بشارع الفلكي من ناحية شارع هدى شعراوي. لا أدري بأي جهاز كشف تأكد لسيادة رئيس الحي أن رواد المقهى ملحدون؟ بل هم على حد تعبيره " عبدة شيطان"؟!. لكن المهندس جمال كان واثقا مما يظنه إلي درجة أنه أمر بتحطيم المقهى وإغلاقه وقطع التيار الكهربائي عنه، وفاته للأسف – وجل من لايسهو – أن الملحدين مثل البوم الذي يرى في الليل يواصلون إلحادهم في العتمة بمزيد من الدقة! ولابد من دون شك أن لدي رئيس الحي جهازا يابانيا الكترونيا حديثا يضعه على صدر المشتبه به فتخرج له ورقة زاهية الخضرة عاطرة تعني أن الشخص مؤمن، أوأخرى حمراء فاقعة برائحة كريهة تعني أن الأبعد ملحد. أما نحن البسطاء ممن لم نلحق بركب العلم فإننا مازلنا عند حدود الحديث الشريف" ألا شققت عن قلبه؟". العجيب أن جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة أثنى على تلك الخطوة مؤكدا أنها" ممتازة"! يترافق معنى هذه الواقعة الصغيرة مع حدث آخر مهم هو عقد مؤتمر رسمي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة الإرهاب. وأول ما تقتضيه مواجهة الإرهاب هو أن نستأصل من ثقافتنا منهج التكفير الذي يعتمد عليه الإخوان وغيرهم وينطلقون منه في التدمير والعدوان علي الآخرين، وأيضا أن نستأصل هذا المنهج ذاته من أجهزة الدولة أيضا ومؤسساتها والقائمين عليها. إذ لا يصلح أن نعقد مؤتمرا لمواجهة الإرهاب في الوقت الذي يعتمد فيه المسئولون في الدولة على منطلقات داعش والإخوان في تكفير الآخرين! والمأساة ليست في رئيس الحي المهندس جمال فحسب بل وفي محافظ القاهرة الذي أشاد بإغلاق المقهى وأثنى علي الإجراء! وإذا كان للمؤتمر أن يقوم بعمل مهم فهو أن يضع خطة لمواجهة ذلك المنهج داخل الدولة أولا ، ليتمكن بعد ذلك من المواجهة بدولة ليست صديقة للتكفير، لا بمسئوليها، ولا بمناهج التعليم فيها، ولا بثقافتها. لكن على مايبدو فإن المنهج التكفيري والعداء للفن والثقافة مبدأ شبه ثابت لدي أجهزة الدولة. وفي حي عابدين ذاته كان هناك شارع منذ ثلاث سنوات باسم الفنان على الكسار، يحمل إسم ذلك الفنان منذ عام 1989، لكن رئيسا للحي قام فجأة بتغيير اسم الشارع في مارس 2010 إلي شارع " الجنينة"! ولم تفلح كل جهود ماجد على الكسار ابن الفنان الراحل في إعادة اسم الفنان إلي الحي! كان الأجدى لنا وللقاهرة أن ينظر رئيس الحي – ليس في إغلاق مقهى – بل في مشكلات حي عابدين الذي يرجع تاريخه إلي عهد الخديو إسماعيل، وفي الإهمال الذي عشش على قصر عابدين جوهرة القصور الملكية المصرية، وكان القصر مقرا للحكم من 1872 حتى 1952. تعاقب عليه ستة ملوك، واكتسب اسمه من عابدين بك أحد القادة العسكريين عهد محمد علي، وكان يمتلك قصرا صغيرا مكان القصر الحالي، فاشتراه الخديو إسماعيل من أرملته وهدمه ليبني القصر الكبير. الان أصبح القصر التاريخي محاطا بشوارع أغلقها الباعة الجائلون، وغدا المرور فيها معجزة، بينما تتكدس تلال القمامة شاهدا على الإهمال وغياب الشعور بالمسئولية، وتترنح أعداد من البيوت الآيلة للسقوط. هذه هي المشكلات التي ينبغي مواجهتها وحلها. أما تكفير المقاهي والدخول في النيات والنفوس والرؤوس فليس من شأن رئيس الحي، ولا محافظ القاهرة، ولا أي كائن بشري استورد جهازا إلكترونيا للكشف عما في القلوب.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا القاهرة .. هنا دمشق
- نحلم بالأمس وليس الغد !
- محمد ناجي .. موت لا يشبه سواك
- غاية المراد من قصة المنطاد
- تاكسي إلي الشعب !
- لماذا ندوس الآمال وهي صغيرة ؟
- باتريك موديانو .. خدعة نوبل !
- جنود بلادنا .. أرواح السماء
- مقبول للموت مرفوض للحياة
- النجم السينمائي بين الوعي والجهل
- أشياء لا تشترى
- ماذا يبقى عندما يسقط الهرم؟
- الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟
- أوباما يسطو على شابلن
- هذا القومي لحقوق الإنسان المصري
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - قهوة الملحدين !