أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟














المزيد.....

أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


تروج دور النشر المصرية والمكتبات وأصحابها من تجار الكتب الذين يلوكون عبارات فضفاضة عن الثقافة لمصطلح " أفضل المبيعات من الكتب"، ويرسخون بذلك لمفهوم أوسع يرى أن الثقافة ليست رسالة بل هي " سلعة " تقدر قيمتها بما تدره من أرباح بغض النظر عن قيمة البضاعة. يذكرني ذلك بكاتب لا يعرف أحد اسمه الآن هو " عزيز أرمان"، كان يمثل " أفضل المبيعات" في الستينات بروايات ذات عناوين مثل " خذني بعاري"، و" الليالي الحمراء" وكانت كتبه تكتسح في المبيعات كل أعمال نجيب محفوظ الذي لم يكن معروفا تقريبا! ولقد طمر الزمن بضاعة " أرمان" وبقيت أعمال نجيب محفوظ الذي لم يكن " من أفضل المبيعات". وقد وفد إلينا هذا المصطلح التجاري" أفضل المبيعات" من أمريكا، التي صارت فيها الثقافة الجماهيرية أكثر السلع تصديرا بعد الطائرات! حتى غدت الأفلام الأمريكية والمسلسلات ، وأقراص الموسيقى المدمجة تشكل 40 % من السوق العالمية ، وربع سوق التلفزيون العالمي . ويكفي أن تعلم أن 80% من تذاكر دور العرض في العالم تعود لأمريكا ، وبذلك أمست هذه الثقافة مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي الأمريكي. أمست الثقافة إذن مسألة أوراق مالية في الأساس وليست أوراقا فكرية، وقد دفعت تلك النظرة التجارية القاتلة منظمة اليونسكو لدراسة قضية " التنوع والخصوصية الثقافية" وجعلتها تؤكد في تقرير لها بعنوان" تنوعنا الخلاق في الثقافة والتنمية " على خطر العولمة التجارية للثقافة. ووقعت اليونسكو اتفاقية بهذا الصدد تشير إلي أن : " الأنشطة والسلع الثقافية تتسم بطبيعة مزدوجة اقتصادية وثقافية "، وإلي ضرورة :" الاعتراف بخصوصية السلع والخدمات الثقافية "، وإلي أهمية :" حماية المنتج الثقافي". الشيء المهم أن الاتفاقية جاءت ملزمة لمنظمة التجارة العالمية التي تعاملت مع الثقافة باعتبارها سلعة بحيث اضطرت منظمة التجارة لتعديل قوانينها. جدير بالذكر أن أحدا لم يرفض الاتفاقية سوى أمريكا وإسرائيل ! وفي حينه صرح المسئولون الأمريكيون بأن من الممكن إساءة استخدام بنود الاتفاقية لتقييد حرية التجارة! وأعربوا صراحة عن خشيتهم من أن تضر الاتفاقية بصناعة السينما والموسيقى الأمريكية! أما الاتحاد الأوروبي فكان له موقف مختلف، فقد رفض إخضاع المنتجات الثقافية لاتفاقيات التجارة العالمية على أساس أن تلك المنتجات ذات طابع إنساني ولا يمكن التعامل معها وفق اعتبارات الربح والخسارة !
من المفهوم في أمريكا حينما تشكل الثقافة الشعبية المصدر الثاني للدخل بعد الطائرات أن تدافع أمريكا عن اعتبار الثقافة " سلعة". لكن لماذا ندافع نحن عن ذلك المفهوم؟ وهل يمكن أن تتحكم قلة من تجار الكتب وأصحاب محلات بيعها في ترسيخ مفهوم " المبيعات الأفضل" بحيث يطل علينا من جديد عشرات من " عزيز أرمان" في مواجهة عشرات من المواهب الشابة والكتاب الجادين؟ ونجد أنفسنا في بحر من الأضواء الأدبية الزائفة ؟. الحق أنني كلما سمعت ذلك المصطلح " أفضل المبيعات في الكتب" أرى خلفه تاجرا أو تاجرة كتب تتحسس محفظة نقودها بسرور بالغ !
***
أحمد الخميسي – كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر
- شارلي إبدو.. ضمير أوروبي
- المسرح القومي بيحلم لمصر
- وراء الزجاج - قصة قصيرة
- قهوة الملحدين !
- هنا القاهرة .. هنا دمشق
- نحلم بالأمس وليس الغد !
- محمد ناجي .. موت لا يشبه سواك


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟