أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟














المزيد.....

المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


بعد أن استقالت حكومة محلب( مشكورة غاية الشكر) بدأ المثقفون يتساءلون: " ومن سيكون وزير الثقافة الجديد؟". وفي كل مرة يثار فيها هذا السؤال أشعر بضعف الحركة الثقافية التي عادة لا تسأل عن برنامج لدي وزارة الثقافة القادمة، أو معالم سياستها الثقافية، ناهيك عن أن تطرح الحركة برنامجها وتقدمه بل وتلزم به الوزارة. للأسف يدور الحديث دائما حول الوزير وليس الثقافة وحاضرها ومستقبلها! وكما كانت القصة كلها "خلع مبارك"واستبقاء نطامه فإن القصة هنا هي شخص الوزير وبقاء الثقافة على حالها! . وقد سألني زميل صحفي لتحقيق يجريه عما أنشده من الوزير الجديد فقلت له بالنص: " لا أنشد شيئا منه، ولا أعقد أملا على شيء، المسئولون يعرفون ماهو المطلوب من كثرة ماكتبنا في ذلك، فليبدأ الوزير الجديد أولا بفعل شيء أي شيء لكي أثق به ولكي لا أشعر أن كلماتي طعام للريح". ولكني هنا – لأنني أخاطب القارئ وليس المسئولين- أكرر توضيح ما أراه مطلوبا في هذا الشأن : أن يعقد مؤتمر للمثقفين يحددون فيه الخطوط العامة للسياسة الثقافية، وفلسفة ثقافتنا، وطابع الثقافة التي نريدها، والحلول المقترحة للمشكلات المحددة على صعيد المسرح والسينما والنشر وأن يتقدم المؤتمر بترشيح ثلاثة أشخاص تعرض أسماؤهم على الحكومة لتختار من بينهم الوزير. أن تكون ميزانية وزارة الثقافة شفافة أمام الجميع، لكي لا يتم انفاق ثلاثة أرباع الميزانية على مهرجانات سخيفة، ومكافآت للمقربين. أن تكون توصيات مؤتمر المثقفين ملزمة للوزارة. لكننا – نحن المثقفين – في كل مرة يثار فيها موضوع الوزير نعجز أو عجزنا عن تقديم ورقة عمل تعكس رؤيتنا لانجازات الوزارة في السنوات السابقة، وحاضر الثقافة، ومستقبلها. ما من مرة نجحنا فيها في أن نجتمع ونناقش ونخرج برؤية مشتركة نعدها برنامجا ملزما ولو أدبيا للوزارة. لكن الأمل في تحقيق ما أراه ضعيف، وقد أصبح أقصى رجائي الآن أن نصون الموجود لدينا ولا نبدده أو نهدمه أو نتركه للتآكل والسقوط ! وأعنى بذلك على سبيل المثال لا الحصر البيت الذي ولد فيه سيد درويش في كوم الدكة بالاسكندرية، وقد تحول إلي خرابة ترعى فيها الماعز بالمعنى المباشر للكلمة، وقد خاطبت شخصيا وزارة الثقافة عدة مرات لتتقدم وتشتري البيت من مالكه وتعده متحفا ، لكن من دون جدوى. تكفى نظرة على متحف أحمد عرابي زعيم الفلاحين بالشرقية لندرك أننا نهدم تاريخنا ولا نصونه. تكفى نظرة على بيت هدى شعراوي في المنيا وقد أوشك أن يمسي أنقاضا. وتكفي أيضا نظرة على البيوت التي ولد فيها عباقرة الفكر والفن في الغرب والعناية التي تلقاها لكي تشعر بالحسرة على عباقرة مصر ومفكريها وثوارها. عندما تكرمت الدولة وقررت صنع تمثال لنجيب محفوظ عهدت بالمهمة إلي أحد رجال الدولة فأقام ذلك التمثال السخيف للكاتب العظيم، وحين رأى نجيب محفوظ التمثال حل عليه الذهول وقال ضاحكا: " لابد أن هذا المثال الذي صنع التمثال لم يقرأ لي سوى رواية الشحاذ " ! نعم نحن لا نصنع المستقبل، فلنحافظ على الماضي كحد أدنى.
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوري العظيم .. خالد الأسعد
- ألف عام وعام عربي روسي
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر
- شارلي إبدو.. ضمير أوروبي


المزيد.....




- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟