أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - السينما زمن الطربوش














المزيد.....

السينما زمن الطربوش


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


في كتابه الجميل " هذه حياتي" يقول عبد الحميد جودة السحار:"رطل اللحم الضأن لم يكن ليزيد ثمنه عن ثلاثة قروش .. أما مكونات السلاطة الخضراء فقد كنا نحصل عليها بلا مقابل، فهي هدية من الخضري مادمنا من زبائنه، وإيجار الشقة في الأحياء الوطنية ماكان ليزيد عن جنيه أو جنيه ونصف". ثم يقول عن أخيه سعيد " سعيد قد نال ليسانس الآداب، ولم يجد وظيفة بعد، مع إنه لو توظف لقبض في الشهر ستة جنيهات وهي كافية لفتح بيت"! أما عن الكتب التي كان السحار يشتريها ليقرأها فيقول إنه مع أخويه كانوا يتجهون إلي المكتبات المتواضعة على جانبي الطرق المؤدية للأزهر، فإذا جمعوا كتب القصص وضعوها في الميزان ودفعوا ثمنها بحساب الأقة ( الكيلو)! في ثلاثينات القرن الماضي التي يصف السحار أحوالها كان قد انقضى على ظهور السينما نحو عشر سنوات أو أكثر بعد ظهور فيلم" الشرف البدوي" و" الأزهار القاتلة " انتاج شركة ايطالية مصرية عام 1917 و"الخالة الأمريكانية عام 1922. ترى كيف استقبل المصريون في مجتمع لم يكن يؤمن حتى بدور الطب أو العلم مفاجأة الفن السينمائي حينذاك؟ تشتمل سيرة حياة السحار على إشارات مهمة في ذلك المجال، خاصة أنه تابع مولد السينما في مصر تقريبا منذ البدايات. يحكي السحار عن مرحلة الأفلام الصامتة التي كان نجومها " وليم هارت" أشهر من طارد الخارجين على القانون في الغرب! ثم أفلام شابلن، ورودولف فالنتينو ساحر النساء، وغيرها. وكانت الأفلام المصرية التي ظهرت تعد على أصابع اليد الواحدة فعلا لا مجازا. ويشير السحار إلي دور العرض الكبرى حينذاك: " إيديال"، و" رويال" و" الكلوب المصري"، و" جوزي بالاس" بشارع عماد الدين، وغيرها، أما سينما " حديقة الأزبكية" فكانت الكراسي فيها تحيط بالمناضد، وثمن التذكرة أربعة قروش تعطي الحق للزبون في طلب من البوفيه قيمته قرشان! يقول السحار: " كبرنا، وبعد أن كنا نقيس نجاح الفيلم بعدد اللكمات ومقالب الحرامية أصبحنا نقيس نجاحه بالمواقف العاطفية وطول القبلة"! ويقول السحار لقد راج الحديث عن إنتاج أول فيلم مصري " ليلى" لعزيزة أمير، ويقول: " كنا في شوق أن نرى على الشاشة أبطالا مصريين مثل مارلين ديتريتش وجريتا جاربو.. وأعلن عن قرب عرض فيلم " ليلى" في سينما متروبول خلف محلا شيكوريل.. وتجمع الناس أمام دار العرض ودخلنا فرحين مستبشرين.. وبدأ العرض وقلوبنا ترقص من الفرحة، وكل لقطة تهزنا، وأخذنا جميعا نصيح مأخوذين كلما ظهر شيء فيه الطابع المصري: الله .. قلة ! طبلية ! ملوخية ! طربوش"!
هكذا بدأ المصري يرى حياته التي يعرفها حتى لو قدمت له بوعي زائف، إلا أن صورها من حياته وليست من حياة الغرب. ثم تناقلت الصحف أن فيلما مصريا ناطقا سيظهر قريبا، وفيلم " أولاد الذوات" عام 1932 فيقول السحار: " كنا ننتظر في لهفة فيلم أولاد الذوات فهو أول فيلم ناطق يصور الجزء الناطق منه في فرنسا وتشترك في تمثيله ممثلة فرنسية.. وعرض الفيلم وإذا بحوار الفيلم يصبح على كل لسان لكأنما كان أغنية هزت ضمائر الناس، وأصبح من المألوف أن تسمع الناس يقولون في الطرقات: " شرف البنت ياباشا زي عود الكبريت ما يولعش إلا مرة واحدة ". فرحة المصريين بمشاهدة حياتهم على الشاشة كانت أيضا مرة واحدة، في البداية، ثم اعتادوا ذلك.
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارس الذي أنقذ كاريوكا !
- المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟
- السوري العظيم .. خالد الأسعد
- ألف عام وعام عربي روسي
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - السينما زمن الطربوش