أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !














المزيد.....

المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكتب عن 25 يناير أخرى من عام 1951، حين اجتمع في السادسة فجر يوم جمعة
عدة ضباط شرطة مصريين في مبنى المحافظة بمدينة الاسماعيلية، وقرروا أن
يواجهوا إلي النهاية قوة من سبعة آلاف جندي انجليزي مسلحة بالدبابات
والمصفحات والمدافع. ولم يكن لدي المصريين سوى بنادق عتيقة وقوة لاتزيد
عن ثمانمائة عسكري، هذا بعد أن أنذرهم البريجادير أكسهام قائد القوات
البريطانية في المدينة بتسليم جميع أسلحتهم والجلاء عن منطقة القناة وإلا
قام الانجليز بهدم دار المحافظة والثكنات على من فيها! ولم يكن ذلك
مستبعدا فقد قام الانجليز قبل ذلك بتدمير كفر أحمد عبده بالسويس ونسفوا
هناك 156 منزلا بالكامل وأحرقوها ردا على عمليات الفدائيين. اجتمع الضباط
الصغار واتفقوا على ألا يستسلموا وألا يسلموا سلاحهم للانجليز، وعلى أن
يصمدوا حتى الرمق الأخير مهما كانت النتيجة في معركة غير متكافئة. وكان
اليوزباشي مصطفى رفعت أكبر ضباط الشرطة رتبة داخل مبنى المحافظة ومعه
الملازم أول عبد المسيح مرقص، فاستدعى زملاءه وشاورهم فأقسموا معه على
القتال حتى الموت وألا يسلموا السلاح، وطلب منهم مصطفى رفعت قراءة
الفاتحة عهدا على الثبات حتى النهاية. هنا تقدم الملازم عبد المسيح مرقص
ووضع يده على أياديهم وقال:" لست مسلما لكني أقرأ معكم الفاتحة"! قرأها
لأجل الوطن! وبدأ الانجليز قصف مبنى المحافظة وظل الأبطال يردون على
النار بالنار، ومع جريان الدماء طالبهم الانجليز ثانية بالاستسلام فصاح
البطل مصطفى رفعت:" لن يستلموا منا إلا جثثا هامدة"! وظلت مجموعة من
الرجال الأبطال تقاوم حتى نفدت آخر طلقة وباركوا أرض الاسماعيلية بدماء
خمسين شهيدا مصريا، غير ثمانين من الجرحى، أما من بقى على قيد الحياة فقد
أسره الإنجليز. وفي سجل أسماء شهداء 25 يناير 1951ستقرأ أسماء المسلمين
جنبا إلي جنب مع المسيحيين: عبد الفتاح عبد النبي من مركز رشيد، وإبراهيم
مرقس لويس من إيتاى البارود، وغيرهما، ممن سقوا بالدم شجرة الوطن على
امتداد معارك التاريخ المصري. في يوليو 1954أشاد جمال عبد الناصر ببطولة
تلك المجموعة الأسطورية قائلا:" كنا نرقب دائما كيف كان يكافح رجال
البوليس العزل من السلاح رجال الامبراطورية البريطانية المسلحين بأقوى
الأسلحة وكيف صمدوا ودافعوا عن شرفهم وشرف الوطن". 25 يناير 1951
كانت حدثا يرصده عبد الرحمن الرافعي في " مقدمات ثورة 23 يوليو". حينذاك
كان التصدي للاستعمار هو قضية الشعب المركزية التي تتفرع منها المشاكل
الأخرى، وكان الوطن مقدما على كل ماعداه، وكانت الجماهير بعد إلغاء
معاهدة 36 في عام 1951 تجوب الشوارع هاتفة:" نريد السلاح للكفاح"، وأجج
الشعور الوطني كل طبقات الشعب وفئاته، فامتنع عمال السكك الحديدية عن نقل
الجنود البريطانيين ورفض العاملون في الجمارك بذل التسهيلات الجمركية
للانجليز، وأوقف العمال في الموانيء تفريغ شحنات السفن وانسحب أكثر من
ستين ألف عامل من المعسكرات البريطانية وكان العمل فيها كان مصدر رزقهم
الوحيد! وأوقف المتعهدون والمورودون توريد مواد التموين إلي معسكرات
الاحتلال، ونشطت كتائب الفدائيين بقوة، وتطوع ضباط الجيش بتدريب
الفدائيين وإمدادهم بالسلاح في بورسعيد والسويس والاسماعيلية. وجمعت قضية
التحرر الوطني مصر كلها تحت رايتها، وكانت بطولة الاسماعيلية في 25 يناير
إحدى مقدمات التحرر والاستقلال. تحية لأبطالنا وشهدائنا وللدماء التي
سالت من أجل مصر.

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية
- حقيقة سفيتلانا ألكسيفتش وجائزة نوبل
- أشرف فياض .. إعدام شاعر
- بيت سيد درويش حظيرة ماعز !
- طه حسين .. العاشق ابن البلد
- الشرم وباريس تخويف أوروبا
- في ذكرى ميلاد والدي
- التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم !
- حافة ذاكرة
- ملاحظات كاتب قصة - الأدب واللغة -
- وداعا .. جمال الغيطاني
- روح الضباب - قصة قصيرة
- تعميد الوحدة الوطنية في حرب أكتوبر


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !