أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشرم وباريس تخويف أوروبا














المزيد.....

الشرم وباريس تخويف أوروبا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجهة التي أسقطت الطائرة الروسية في سيناء هي ذاتها التي قامت بالتفجيرات الأخيرة في باريس، وهي ذات الجهة التي سعت من قبل لترويع أوروبا باللاجئين السوريين كأنهم زحف بربري يهدد أمنها. ثمت سعي لتخويف المواطن الأوروبي وإشعاره أن استقراره وأمنه وحرياته مهددة، وأن نجاته تتمثل في تأييد حروب الغزو الأمريكية التي تدعمها أوروبا. التخويف يتضح من المبالغة في ردود الأفعال: فقد أوقفت موسكو رحلات طائراتها إلي مصر ثم رحلات الطائرات المصرية إلي روسيا! وهي مبالغة غير مبررة في سياق علاقات آخذة في التطور، ولا تستند إلي منطق. باريس بدورها فرضت حالة الطوارئ مع أن العديد من الدول التي تعرضت لعمليات إرهابية أشد لم تلجأ إلي ذلك. في الحالتين تشتم رائحة مبالغة تطرح تساؤلا: ألا تستهدف تلك المبالغة تسخين الشعوب الأوروبية لتقبل بتوسيع نطاق الحروب الأمريكية الرامية لتقويض البنى والنظم والجيوش العربية وتركيع المنطقة وتقسيم بلدانها؟ هنا يبدو الموقف الروسي مستغربا، لأن مصالح موسكو لا تتفق في الظاهر مع المخطط الأمريكي خاصة مع تناقضات القائمة بين البلدين. لكننا لا ندري إلي أي مدى يعلو لقاء المصالح الأكبر المشتركة على تلك التناقضات، خاصة أن الصورة الحقيقية لتلك العلاقات غير مرئية، وما يلوح منها على السطح أقل من الاعتداد به. في كل الحالات أصبح " تنظيم الدولة الإسلامية" هو الورقة الفكرية المعتمدة دوليا لتبرير الغزو الذي قسم السودان ودمر العراق وليبيا بوحشية ويسعى لتدمير سوريا واليمن ويحاصر مصر بإسرائيل من جهة وبسد النهضة من جهة أخرى."تنظيم الدولة" ورقة تبرير طالما بدل الاستعمار أسماءها، فعندما انتهت الحرب العالمية الثانية لم يكن اسم الورقة"تنظيم الدولة" بل: " مبدأ ترومان" الذي طرحته أمريكا في مارس 1947الذي دعا إلي " مكافحة الأنظمة الشمولية"، وتحت ذلك الشعار ضربت أمريكا التجربة الديمقراطية في تشيلي وقامت بغزوها البربري لفيتنام. وعام 1980 تبدل اسم الورقة إلي " امبراطورية الشر" وذلك عام 1980 في خطاب للرئيس الأمريكي ريجان، وعندما قام السوفيت بالانسحاب من أفغانستان في 1989 وانهارت دولتهم لم يعد تعبير "امبراطورية الشر" صالحا ظهر اسم جديد للورقة: " صدام الحضارات" في مقال صامويل هنتنجتون عام 1993الذي رأى أن التاريخ مطلق السراح في مناطق خط الفقر الذي يتقاطع مع دول تقطنها غالبية مسلمة، وفيها النفط ، وثروات أخرى. وكانت كل تلك الأسماء على اختلافها تبرر المزيد من عمليات الغزو. وعندما وقعت حادثة برجي التجارة العالمية قال الرئيس بوش:" لقد أتاحت ضربة 11 سبتمبر فرصة ذهبية لنشر أفكار الحرية"! ولزمن طويل كان اسم الورقة " تنظيم القاعدة" ومع اختفاء القاعدة ظهر على الفور اسم آخر" محور الشر" في خطاب لبوش في يناير 2002، محور يتكون من ثلاث دول "تدعم الإرهاب" هي العراق وإيران وكوريا الشمالية! بعد ذلك وسع جون بولتون السفير الأمريكي نطاق المحور فضم إليه ليبيا وسوريا وكوبا! وعندما قررت أمريكا غزو العراق في 2003 بدلت اسم الورقة الفكرية إلي أسلحة الدمار الشامل وخطرها على البشرية!الآن لا ينقصنا سوى أن نسمع من يقولها صراحة : إن انفجارات باريس وسقوط طائرة الشرم أتاحت فرصة ذهبية لتخويف المواطن الأوروبي ونشر أفكار الحرية!
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ميلاد والدي
- التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم !
- حافة ذاكرة
- ملاحظات كاتب قصة - الأدب واللغة -
- وداعا .. جمال الغيطاني
- روح الضباب - قصة قصيرة
- تعميد الوحدة الوطنية في حرب أكتوبر
- السينما زمن الطربوش
- الفارس الذي أنقذ كاريوكا !
- المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟
- السوري العظيم .. خالد الأسعد
- ألف عام وعام عربي روسي
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشرم وباريس تخويف أوروبا