أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !














المزيد.....

معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


معرض القاهرة الدولي للكتاب حدث مفرح بالنسبة لي وللكثيرين أيضا، لكنها فرحة قاصرة على سكان العاصمة التي تتمتع بمختلف الامتيازات الثقافية من مسارح ودورعرض ومكتبات وقاعات للأنشطة ومنافذ بيع الكتب. المعرض مفرح لكن أثره لا يمضي أبعد من العاصمة ولايبلغ أطراف مدن الصعيد وقراه، ولا رشيد أوالعريش أو أي مكان أبعد من القاهرة. هذا مع أن دورة المعرض الحالية تقام تحت شعار"الثقافة في المواجهة"، ولعل المقصود بالمواجهة هو مواجهة الثقافة لكل فكر متخلف لاستئصال جذوره التي تترعرع في الإرهاب والطائفية والعدمية. إلا أن المسئولين يفضلون أن تكون المواجهة هنا، على أرضهم، في القاهرة، وليس هناك في الريف والصعيد حيث تخيم ظلمة الحرمان الثقافي، وتمتد لتطوي أنوار الفكر أينما ظهر إشعاعها. وعندما يقتصر أثر المعرض على القاهرة فإننا عمليا – نحن المتنورين – ندعو أمثالنا من الناس المتنورون على حفلة تنوير! مما يذكرني بنكتة عادل إمام: " ناس عندهم لحم يدعون آخرين عندهم لحم ليأكلوا لحم"! هذا بينما تدور المعركة الحقيقية بعيدا هناك حيث الناس في أمس الحاجة إلي" ثقافة مواجهة". لماذا لا ينظم المسئولون فروعا للمعرض داخل قصور الثقافة التي وعددها نحو ستمائة تغطي المدن من أسوان إلي الإسكندرية؟ لماذا لا ينظم المسئولون ولو جزءا من ندوات المعرض هناك في الريف؟ وفي القرى؟ ولماذا لا يدرجون الحفلات الموسيقية والشعرية في حياة الريف والصعيد؟. هناك جانبان في هذا الموضوع الأول يتعلق بميزانية وزارة الثقافة التي تقل عن واحد بالمئة من الموازنة العامة للدولة، أي حوالي مليار ونصف مليار جنيه يضيع منها مليار كامل على 34 ألف موظف في الوزارة وليس على النشاط الثقافي. هذا كل ما تخصصه الدولة للثقافة وهو لا يزيد كثيرا عما استطاع ثلاثة موظفين نهبه في في الهيئة القومية للتأمينات من أموال اليتامى، ولا يزيد عما نهبه فرد واحد هو حبيب العادلي وزير الداخلية السابق. وحسب تصريح لوديع حنا المستشار السابق لوازارة الثقافة فإن نصيب المواطن من مخصصات النشاط الثقافي سنويا هو بالدقة : ثلاثة جنيهات ونصف! أما نصيب المواطن سنويا من ميزانية النشاط الثقافي في قصور الثقافة فهو بالدقة : واحد وثلاثون قرش صاغ، قرش ينطح قرش! وإذن فإننا أمام" ثقافة مواجهة" تخصص لتنوير كل مواطن أقل من خمسة قروش سنويا! وهو أرخص سعر للتنوير في العالم! أما الجانب الآخر فهو أن المواطن- من خارج القاهرة- لايحصل على خدمات ثقافية حتى في حدود تلك القروش القليلة! لأن الأمر – خارج أزمة الميزانية- يحتاج إلي بوصلة سياسية وفكرية ووطنية تجعل من القائمين على الوزارة يهتمون أولا وأخيرا بالسؤال التالي: كيف يصل التنوير إلي مستحقيه؟ كيف نقيم لمعرض الكتاب فروعا تقدم الكتب داخل أبنية قصور الثقافة التي تحولت إلي" قشور الثقافة"؟ وكيف يمكن ولو لبعض الندوات أن تقام في القرى؟هذه المسألة ليست بحاجة لميزانية بل إلي خيال وإرادة وأيضا إلي" بوصلة" تشير إلي حيث الناس محرومين من الكتب والنقاش والفكر والشعر والعروض الفنية. المواطنون الذين يعيشون أبعد من القاهرة هم أيضا مواطنون ومثلهم مثل سكان العاصمة يدفعون تكلفة كل ذلك، لكن التنوير لا يصل لمستحقيه!
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية
- حقيقة سفيتلانا ألكسيفتش وجائزة نوبل
- أشرف فياض .. إعدام شاعر
- بيت سيد درويش حظيرة ماعز !
- طه حسين .. العاشق ابن البلد
- الشرم وباريس تخويف أوروبا
- في ذكرى ميلاد والدي
- التعليم المصري يضع صفرا لتوفيق الحكيم !
- حافة ذاكرة
- ملاحظات كاتب قصة - الأدب واللغة -
- وداعا .. جمال الغيطاني
- روح الضباب - قصة قصيرة


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !