أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1














المزيد.....

الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 23:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1

يواجه الوجود الديني اليوم بكل أشكاله ومسمياته مرحلة من النقد الذي يصل في غالب أشكاله إلى القسوة الغير مبررة أحيانا وأحيانا متعمدة لأسلوب التسقيط والتشهير الخال من الأدلة العقلية والعلمية ,المشكلة أن هذا الهجوم لم يأت على خلفيات فكرية أو نزاع عقائدي وإنما تحت مسميات الليبرالية الفكرية التي من أحد أعمدتها أحترام حق الأخر في الأعتقاد وأحترام قواعد النقد الفكري المبنية على المنطق العقلائي ,بدأ التيار الناقد في أول ظهوره العلني في المرحلة الحالية من كتاب لا ينتمون مثلا للثقافة الإسلامية ويعتبرون خلفياتهم الدينية رأي راجح يستندون فيه على نقد الإسلام والإسلامية بدواع موضوعية تتعلق بالتجربة التاريخية للإنسان المسلم على أنه هو الإسلام , فيضعون مجهر النقد مثلا على أشكال الحكم التي تبنت التسمية الإسلامية ومارست الظلم والأضطهاد ضد الأخر وما نتج عن هذه التجربة من ألام على أنها خلاصة الفكر الإسلامي .
المشكلة الأساسية ليس في النقد المنهجي المعرفي ولكن المأساة تكمن في الأنتقاد لموقف فكري فقط لأجل أهداف ومرام شخصية ليست لها علاقة بالقراءة النقدية الاحترافية دون تفحص أو تمعن أو دراسة للموضوع المنتقد , وحتى داخل الدائرة الإسلامية الفكرية ومن بواكير وجود الإسلام كدين لم تخلو الساحة من محاولات نقد وأنتقاد بخلفيات طابعها أما فكري عقلي محض أو حتى بأنتقادات موجه تحت عنوان العقيدة والدين الآخر , وقد ذكرت النصوص القرآنية بعض القصص والأخبار عنها أو أشارت لنماذج محددة كمعالم للمدرسة الأنتقادية , وفي مرحلة ما بعد الوحي لم تنقطع هذه المواجهات بين الإسلام والأفكار المنتقدة بل أخذت منحيات أعمق وأشد لتصل في نماذج منها إلى حدود التفكير الفلسفي العميق خارج نطاق الواقع والمعقول الطبيعي , لكن هذا النقد والأنتقاد لم يؤثر في قيمة الإسلام كفكر وعقيدة أو حتى كمنظومة أخلاقية , ما يهمنا اليوم هي تلك الأصوات الليبرالية التي تتخذ من حق الإنسان في الحرية ومحاولاته المستمرة للتحرر من القيود الدينية كمنهج مخصص للدين وبالذات الإسلام ,وعلى أعتبار أن الإيمان بهذا الحق هو أعلى درجات التقدمية واليسارية والعلمية الفكرية التي تتماهى مع حالات التطور والحداثة والعولمة العالمية .
إذن هناك فرق علمي ومنطقي بين مدرسة النقد العلمي للأفكار ومحاكمة العقل لها ولذاتيات الفكر الإنساني بما فيه الدين كمعرفة بشرية بعيدا عن مصدرية التكوين أو الإيجاد ,والتي يهدف من ورائها الناقد العلمي إثراء الفكرة وإنضاج القدرة العقلية للتعاطي معها على أنها فكرة قابلة لأن تتحول أو تتطور أو قد تتوقف في مرحلة زمنية ما نتيجة أمتلاكها مشروعية البقاء الذاتية أو تحولها لركام عقلي يسقط بالنسيان والاضمحلال , وبين النقد العلمي والأنتقاد الشخصي المبني على الأهواء والآراء الذاتية مسافة منطقية لأن الممارسة الأخيرة عقيمة دون أن ينتج عن هذا الأنتقاد تجديد وتطوير للمعرفة ,النقد مدرسة لها مناهجها ووسائلها وأساليبها الخاصة والأنتقاد رد فعل يخلو من مقدمات وأهداف فكرية وإن كان كلاهما يهتم للنتائج المترتبة على ما تصل لهما العملية النقدية والممارسة الأنتقادية , فكلاهما حق للأخر ولكن هناك حق إيجابي وهناك تصرف بحق خارج مشروعية الحق ذاته .
المشروع الليبرالي في الوقت الحاضر أنتقل من مرحلة النقد المباشر للأفكار والنصوص والحالات التي يرى فيها تناقضا حقيقيا بين رؤيته المتحررة وبين ضوابط وقواعد التدين والإيمان الديني والتي في مجملها تعتبر من محددات السلوك الإنساني الضابطة , إلى منهج أخر منهج يستهدف ليس الفكرة الدينية بالذات بل يهدم ومن خلال سلسلة من الأفتراضات التي منحها صورة الحقيقة التي لا تقبل الجدال من مرحلة التشكيك في أهمية وقدرة النص ومعالجاته إلى مرحلة نفي صحية النص أصلا وصولا إلى نفي وجود الناص الديني الذي هو رب أو إله .
نعم كان أنتقال المنهج النقدي الليبرالي من مرحلة تهديم بيقينيات المؤمن والتشكيك بعقله على أنه عقل سطحي طفولي لا يدرك عمق وغائيات وأساسيات النص إلى مرحلة هدم فكرة الإيمان أصلا بزعم أن الوجود محكوم بنظرية الخلق الطبيعية التي تستغني عن فكرة خالق مفترض وأن المعرفة التي بلغها الإنسان هي مجرد مرحلة من مراحل تطور النظرية التي ستتصل في يوم ومن خلال الشك والنقد بالحقيقة المطلقة التي ستكتشف معها خداع الآلهة المزعومة والأرباب المفترضة عندما يبني البشر تجربتهم الحسية على منطق الوعي اليقيني المتخلي عن جموده وعن فكرة الركن الأخر من ظنية الوجود وهو العنصر الروحي الذي يتمسك به الإنسان كونه كائن غريزي باليقينية التقليدية المبنية على عنصري الخوف والجهل .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1