أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية














المزيد.....

ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أكبر النعم التي تقدرها وتثمنها المجتمعات وجود تنوع في مكوناتها المجتمعية، لأن ذلك التنوع يغني المجتمع ويثريه بالإبداع والثقافات المتعددة المختلفة التي تختلف باختلاف وتعدد المكونات، ولا يختص في الوطن احد دون آخر بأسبقية الوجود أو السكن فالكل منتم إلى تراب الوطن يولد عليه ويحيا ويدافع عنه ويكد ويعمل من اجل تقدمه وتطوره وعندما يموت يدفن في ذلك التراب ليحتضن رفاته كأم حنون، ولن تجد على الأرض مجتمعا خالصا من مكون واحد فقط فتنوع الأجناس والقوميات والأديان موجود في كل بلدان العالم، على إنها تتباين في تعاملها مع التنوع بحسب تقدمه وتحضرها وتنورها فمنها ما تنصهر المكونات فيه فلا تكاد تلمس فرقا أو تباينا ظاهر للعيان ين مكون وآخر من حيث الحقوق والواجبات، فالكل متساوون في القيمة المعنوية والحقوق بحكم الانتماء إلى الوطن، ولا يلمس المراقب الفرق إلا حين يتوغل في عمق المجتمع ليجد التنوع والاختلاف في العادات والتقاليد والديانات التي تظهر جلية في الاحتفالات الدينية أو الوطنية، من حيث الملبس أو الأغاني الفولكلورية، أو حين يتاح للمراقب فيتوغل أكثر دخولا في بيوت بعضهم لتجد الخصوصية في المأكل والملبس البيتي أو طقوس العبادة أو صور المناسبات الخاصة، ولا تشكو تلك المجتمعات من ذلك التنوع بل تعتبره امتيازا يتيح لها التفوق الفكري والفني والأدبي بسبب تنوع واختلاف الثقافات والحضارات الأمر الذي يكسب المجتمع ثراء وغنى في كل مجالات الفكر والمشاعر الإنسانية وربما تجد في تلك المجتمعات تلاقحا واتصالا ثقافيا يصل حد الاندماج بين المكونات التي تنصهر في بوتقة الأدب والفن فلا تميز بين تلك المكونات، ولا نفشي سرا إذا قلنا إن مجتمعات مثل المجتمع الأمريكي أو المجتمع الهندي على اختلاف مكوناتها لكنها تتعايش مع وجود إشكالات تاريخية كبيرة في تلك المجتمعات تتجلى في الحرب الأهلية الأمريكية التي سبقت توحيد الولايات المتحدة الأمريكية، أو الاشتباكات التي تحدث بين الفينة والأخرى بين السيخ والمسلمين في الهند لكن ذلك لم يمنع وحدة المجتمع والنهوض بالواجبات الوطنية للفرد من اجل دفع عجلة التقدم إلى الأمام و اللحاق بركب الإنسانية المتسارع باتجاه التطور والترقي، ولا جدال أو تشكيك في مقدرة وكفاءة وتطور الهند بين دول العالم، وما ذاك إلا لأن الهنود قد عرفوا كيفية استغلال التنوع ليكون دافعا للإبداع والوحدة عن طريق إشراك كل فئات المجتمع في العمل والتخطيط والبناء والقيادة من دون تهميش مكون أو صعود نجم مكون على حساب آخر فالكل سواسية أمام القانون ولا امتياز لأحد على آخر إلا على أساس ما يقده للشعب والوطن، فتم استغلال كل الطاقات والقابليات استغلالا مثاليا، مع أن الهند فيها من الديانات ما يتجاوز عددها خمس مائة دين ومن اللغات الآلاف ، لكن الجميع يلتقون في وطنيتهم حيث المواطنة الحقة التي ترفع شأن الوطن والمواطن، وما سبب تلك النجاحات الباهرة إلا وجود الدولة المدنية التي تضمن للمواطن حتى وان كان من مكون أو طائفة قليلة العدد والتمثيل، فلا يشعر بحال من الأحوال انه غريب أو أن هنالك من يترفع عليه أو يستغله أو يغصب حقه، وفي أمريكا حيث يتمتع المواطن الأمريكي بالحقوق المدنية الكاملة من حق اختيار الدين أو الاتجاه السياسي، أو العمل أو مكان السكن أو الدراسة، وفي كل هذه المجتمعات التي ذكرنا فهم المواطن وعرف سلبيات الخلاف والشقاق وأثرها على أمنه ومستقبله وحياته الشخصية فآثر مختارا قبول الآخر والتعايش معه وعدم الاعتداء عليه أو على خصوصياته من الديانة أو الاعتقاد الفكري أو السياسي ما دام مواطنا ملتزما بما يمليه عليه واجب المواطنة واحترام الآخر والتعايش معه .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية الحريات الشخصية في الدستور العراقي
- الشفافية مصطلح أم أداة للبناء
- مطالب المتظاهرين وترتيب أولوياتها
- المثقف ودوره المفترض في الدولة المدنية
- الدولة المدنية وضبط السلاح السائب
- احترام حقوق الإنسان والدولة المدنية
- دور الإعلام في بناء الدولة المدنية
- المناهج الدراسية التعليمية ودورها في بناء الدولة المدنية
- المؤسسة العسكرية والانتماء الوطني
- دولة مواطنة لا دولة طوائف
- حكومة الخدمات والسبيل إلى تحقيقها
- إصلاح الدستور
- مفوضية الانتخابات و الدائرة الواحدة
- التظاهرات المطلبية واثرهاعلى المحاصصة
- التحرر الفكري .. و أثره في المجتمعات
- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ثقافة قبول الآخر والدولة المدنية