أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - المنطقة الخضراء ....















المزيد.....

المنطقة الخضراء ....


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنطقة الخضراء .....

لكي ندرك حجم الإشكالات التي سببتها النخبة الحاكمة في العراق بعد عام 2003 ....لا بد لنا ان نؤشر على انه لم يكن لهم اي تصور لطبيعة الحكم بعد التغيير وكيفية معالجة المشاكل الكبيرة التي شوهت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية نتيجة الحروب والحصار والعقوبات التي مزقت منظومة القيم واسهمت في تفشي الجهل والامية بعد ان كان العراق في السبعينات من اوائل الدول التي قضت على الامية .....بشهادة الامم المتحدة .....لم يفكروا في مؤتمر لندن وصلاح الدين ابعد من تقاسم السلطة والامتيازات .....
لذا ما نراه اليوم هو انفصام بين سكان المنطقة الخضراء وبين الجماهير خارج المنطقة الخضراء ... وهذا الفصل ادى الى ما وصلنا اليه ..... شعب يتظاهر يطالب بابسط حقوقه في العيش الكريم الانساني وبين تجاهل كامل وصمت مطبق من قبل سكان المنطقة الخضراء .....لا بل ضاعفوا عدد اطواق الحماية حول المنطقة وجلبوا قوات احدث تجهيزا وتدريبا للتصدي لاي محاولة للاقتراب من المنطقة الخضراء او محاولة اقتحامها ....واحد الاسباب التي يسوقها بعض السياسيين ....ان السفارة الامريكية تعترض على فتح المنطقة الخضراء لدواعي امنية ... لكنهم في الحقيقة هم لا يطيقون الابتعاد عن السفارة الامريكية ....ولا يشعرون بالامان الا بجوارها .... والبعض يتندرمن انه لم يغادر المنطقة الخضراء طيلة اثنا عشرة سنة الا الى المطار ذهابا وايابا .... ومن حق الجماهير ان تنظر الى المنطقة على انها مستعمرة امريكية في قلب بغداد ....
الامر الاخر ..رغم انهم يدعون انهم تكنوقراط وان اغلبهم كان لاجيء سياسي في اوربا الا انهم لم يستفيدوا من حياتهم في اوربا وهم لا يختلفون عن اي ديكتاتور او سارق او محتال ... لم يقدموا للبلد الا الخراب وسرقة المال العام ....والاستهانة بالارض والتاريخ والقيم الوطنية انهم في غيبوبة عن كل ما يجري من حولهم .... لم يستفيدوا من الخبرات العراقية في الخارج والداخل بل لم يسمحوا لاي اختراق لحلقات المصالح الرابطة فيما بينهم ....فعملوا على اقصاء كل الخبرات الوطنية وركنها في زاوية وقد كانوا جهلة في فهم الشباب وحاجاتهم العصرية ...فصدروا الخطاب الديني الطائفي متوهمين انهم سيخدرون الجماهير وقد نجحوا في ذلك للدورتين السابقتين ...لكنهم افتضحوا ولم يدم لهم ما ارادوا من هيمنة مطلقة على الجماهير ....فكانت ردات الفعل مع الشباب بالغة الوضوح حيث انفجر الشباب واختاروا طريق الهجرة وترك الوطن بعد 12 سنة من التغيير والحلم ... لانهم فقدوا الامل نهائيا في اي اصلاح او تغيير .... وحصلت القطيعة بينهم وبين بلدهم نتيجة عجز الحكومة عن حل اي من الازمات ...الامر الاخر الحاصل بعد تبني المرجعية خط الاصلاح هو الاصطدام الذي بدأ يتصاعد مع ازلام وعصابات الفساد والسلطة العابثة المستهترة ....والتظاهرات المدعومة من قبل المرجعية هي ممارسة سلمية للمطالبة بالإصلاح والتغييرةالتي ستقود الى الاصطدام بين الحلف الغير مقدس بين احزاب السلطة الشيعية والسنية والكردية وبين الجماهير المطالبة بالاصلاح .... والامر الاخرالاهم هو بروز فصائل الحشد الشعبي الذي يقاتل استجابة لدعوى المرجعية نتيجة احتلال الموصل ....وهؤلاء المقاتلين يتعرضون ايضا الى التهميش والاقصاء والابعاد من قبل سياسي المنطقة الخضراء ولا يسمح لهم الى الان ورغم قوافل الشهداء التي قدمت على ارض الوطن ..... ان يشاركوا في القرار السياسي او الامني والكل يسعى الى ان يضعهم تحت ابطه ........ ليستقوي بهم على الغير من خصومه .....وبحجة الحشد الشعبي سعى بعض قادة الاحزاب الى تشكيل ميليشيات خاصة بهم في محاولة للالتفاف على فتوى المرجعية .....في محاولة لابتزاز الشعب وتخويف الجماهير المتظاهرة ....وبعد شهرين من التظاهرات ..بدأنا نسمع عن ونرى نشاط هذه المليشيات بعيدا عن جبهات القتال ....فممارستها القمعية والارهابية موجهه الى اعتقال وقتل النشطاء من المتظاهرين المطالبين بالاصلاح ..... ؟
ومن غير الممكن استمرار هذه الحالة الى ما لا نهاية ....الشعب يوميا يزداد اصرار على اجراء التغيرات بل ان الشارع تجاوز المطالبة بالكهرباء والماء وانما الان تطالب الجماهير بالغاء البرلمان وحل مجلس الوزراء والمجيء بحكومة طوارىء تكنوقراط ..... والعمل على اجراء التعديات الضرورية على بعض مواد الدستور والغاء المحاصصة الحزبية الطائفية واجراء الانتخابات ...... وعلى ان يتم الغاء مبدأ الحصانة عن البرلمانين في اي انتخابات قادمة ..... ؟ لانها تعطي غطاءا شرعيا لضعاف النفوس لممارسة نشاطاتهم في سرقة المال العام بعيد عن يد العدالة ... ولقد اثبتت التجربة ان البرلماني الوحيد في العالم الذي يتمرد على شعبه ويتنكر له بعد الانتخابات هو البرلماني العراقي ....؟
ان عنصر الشباب في العراق يشكل نسبة اكثر من 65 بالمائة ...وهذه القوة البشرية تحت تأثيرات العولمة الكونية تغيرت قناعاتها وطريقة تفكيرها واسلوب معالجتها للمشاكل التي تعترضهم ..... وهي تحاول ان تعيش شكل الحياة لشباب اوربا او امريكا نتيجة للضخ الاعلامي الهائل الذي تتعرض له هذه الفئة من المجتمع ... بحيث اتسعت الفجوة بينهم وبين القيادات ... مطالبهم اختلفت اهتماماتهم طريق حياتهم ... قناعاتهم ...تطلعاتهم ....كل هذه لم يتم الاهتمام بها وانما اهملت اهمالا متعمدا من قبل من يدعي انه عاش في اوربا وشرب التطور وعايش الديمقراطية ....ولم تعالج المجتمعات العربية هذه المشكلات وليس في العراق فقط وانما ذهبت بخبث الى تأجيج التناحر المذهبي لتصدر الفوضى وتتمكن من تغير بوصلة الصراع رغم الدمار الذي سيحصل ....الامر كان انتحارا لهذه المجتمعات ....
هذه المنطقة من العالم تنتظر تغيرات عديدة ومهمة لانها تعيش تناقضا حادا بينها وبين العالم ....وما نشهده من عنف وحروبا هي من نتائج هذا التناقض .العالم يسعى الى تجاوز كل الاختلافات ليتفق على مفاهيم انسانية هي نتاج تطور الفكر الانساني ....في الوقت الذي يبحث فيه العرب في التاريخ ليجددوا خلافاتهم ويضيفوا لها امورا اكثر دموية وليفتحوا جروحا التأمت منذ الف وثلثمائة سنة ...
وفي العراق فأن كل ما يحصل هو نتيجة السياسات التي تتخذ في المنطقة الخضراء .... التي اصبح رمزا للاحتلال والاستبداد والقمع والظلم وسرقة اموال الشعب ..... ولقد اصبح ازالة المنطقة الخضراء من الوجود هو حلم ومطلب كل العراقيين .... ففي العراق المشاكل مركبة ومعقدة يتداخل فيها الغباء السياسي مع الشعارات الوطنية والانتقام مع السرقات والديمقراطية مع المليشيات .....؟ واخيرا الحلف الروسي الايراني السوري العراقي..... جاء ليزيد من حدة انقسام العراقيين ....لان البعض يذهب بعيدا عن النظرة الواقعية التي تقدم مصلحة العراق وتعتبر الاولويه هي لتحرير الارض المحتلة من قبل داعش ......ليتبنى اراء السعودية وقطر التي تجد في هذا الحلف هو انتصار لتيار الممانعة العربية ....وهي التي سعت الى تاجيج الصراع الطائفي وتمزيق الامة العربية ....؟
حامد الزبيدي
11/10/2015



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنشهد موت المملكة ....؟
- المشروع الوطني .....
- الغرب الرائع .....
- الحنقباز
- مأزق الاحزاب الشيعية في العراق ....؟
- لماذا يستهدف الشرق ....؟
- هل تصلح ولاية الفقيه ... ما افسدته المحاصصة ...؟
- القمرالعربي والهلال الفارسي
- اخر المعارك العربية ....!
- من يقاتل من .....!
- امة الاختلاف ....!
- شهيد العراق ....!
- سقوط بغداد ....؟
- اذهبوا لامريكا فأن فيها سيد لا يظلم عنده احد .....؟
- الكرد ما لهم وما عليهم ....؟
- هل ستضربنا رياح عاصفة الحزم .....؟
- قراءة في استكان جاي عراقي ....؟
- ماذا بعد ... هذه الزيارات ...؟
- الضربة الاستباقية الايرانية ....؟
- مش بوزك .....؟؟؟


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - المنطقة الخضراء ....