أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي














المزيد.....

ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلنا لمن يستعجل العبادي لإتخاذ خطوات تنفيذية تحقق مطالب الجماهير الثائرة : أن حال العبادي كحال الواقع بين فكّي " منگنة " تضغط عليه الجماهير من جهة ويضغط عليه مجموع الكتل " السياسية " التي إنتفعت وإنتخمت من نهب المال الحرام إبتداءً من يوم التغيير في 2003 ولحد الآن . لا أحد يختلف على حق الجماهير في المطالبة بحقوقها التي هضمت ، والأموال التي هُدرت والأرواح التي فقدت بسبب الفساد الذي أدّى إلى دخول الجماعات الإرهابية وتوسعها وإحتلالها لما يزيد على ثلث مساحة الوطن . كما وأني أرى حقاً للفاسدين في الوقوف ضد الإصلاح من باب الدفاع عن النفس والمال . قد يعجب البعض من هذا الطرح ، ولكن الواقع يؤكد أن شخصاً مثل المالكي لا بد أن أن يكون واثقاً بأنّ حكم الإعدام سيطاله إذا وقف أمام محكمة عادلة تنظر في القضايا الإجرامية المثارة ضده ، وكذا الحال بالنسبة إلى الرؤوس التي إقتسمت " الكعكة " بعد التغيير " على حد شهادة حنان الفتلاوي " على شكل كومشنات وعقود ورواتب وتخصيصات ، فهؤلاء يخافون الفضيحة السياسية التي تنزلهم إلى مزبلة التاريخ ، وهم بالتأكيد لا يتمنون وصولهم إلى هذا المصير. فالدفاع عن النفس لا يُنظر إليه من وجهة كونه حقاً مشروعاً أو غير مشروع .

صدر بيان عن الجماهير الثائرة تحدد الحزمة الأولى من مطالبهم ، وصدرت عن السيد رئيس مجلس الوزراء الحزمة الأولى من الإصلاحات التي وعد الجماهير بتنفيذها ، وسلك الطريقة الكلاسيكية لتفعيل ورقة الإصلاح التي قدمها بأن عرضها على مجلس النواب للموافقة عليها بكاملها ، وبالفعل حصل ، ولكن لحد الآن مرّت أيام دون أن ترى أية فقرة منها طريقها إلى التنفيذ ، بل بالعكس فإن الجبهة المناوئة للإصلاحات تحرّكت حركة الحية التي ضربت وجُرحت دون أن تُقتل فأصبحت أكثر خطراً من ما كانت عليه ؛ زيارة المالكي إلى طهران وإستقبال الخامنئي له إستقبالَ الأبطال ، ثم عودته ، والإجتماع المشبوه للتحالف الوطني الذي دعى إليه إبراهيم الجعفري وحضره قاسم سليماني لإيصال رسالة إلى العبادي ، كلها تصب في مجرى تعطيل الإصلاحات ، والإلتفاف على مطالب الجماهير .

إن الحراك الشعبي الذي يتسع من أسبوع إلى آخر ، وتكرار تأكيدات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف على مساندة الحراك الشعبي وإصدارها الفتوى الشرعية التي تلزم العبادي بالضرب من حديد على أيدي كل مَن يعرقل أو يقف بالضد من تحقيق الإصلاحات ، كل ذلك يدعم موقف حيدر العبادي للمضي في طريقه الإصلاحي .

ولكنني أود أن أجيب على سؤال طالما طُرح من قبل المشاركين في التظاهرات ، أو من بعض الكتاب والمحللين السياسيين ألا وهو " لماذا لا يستقيل العبادي من حزب الدعوة ، ويتبرّأ من الفساد الذي عمّ البلاد إبان عهد الحكومات السابقة ؟ ولماذا لا يخرج من عباءة التحالف الوطني الذي يضم الأحزاب الشيعية ؟ " جوابي على هذا السؤال يكون بشرح ما سيحدث لو خطى العبادي إحدى أو كلا الخطوتين : بموجب الدستور يجب أن يكون رئيس مجلس الوزراء ممثلاً لأكبر كتلة في مجلس النواب ، وإذا فقد العبادي تأييد التحالف الوطني الذي يمثل أكبر كتلة في مجلس النواب يفقد أهليته ليكون رئيساً للوزراء ، وحينها ترى مجلس النواب يسارع لعقد إجتماعٍ " فوريٍّ وليس إستثنائيٍ " لسحب الثقة منه و إسقاط وزارته . وقد يذهب البعض إلى أن على العبادي أن يحل مجلس النواب مسبقاً ، فأقول أن ذلك ليس من صلاحياته ، بل يتوجّب الإتفاق مع رئيس الجمهورية على ذلك ، وأنا شخصياً دعوت إلى هذا الحل في أكثر من مقالة .

هناك ظروف بداية ثورة في العراق ، تتمثل بالحراك الشعبي العارم والمحصور في مطالب إصلاحية دون رفع شعارات سياسية . ولو أن مطالب الجماهير تتوسع وتتعمق بين أسبوع وآخر إلاّ أنها لم تبلغ حد نضوج ظروف الثورة . فالثورة عمل سياسيّ لها ظروف ذاتية وموضوعية ما زالت غير متوفرة على أرض الواقع . إن حيدر العبادي أمام ضغوط ثقيلة من طرفي المعادلة ، كل طرف يدفعه للمجازفة والتسرّع في إتخاذ خطوات غير ناضجة ، فالجماهير تريد حاجتها و لا ترى غير قضائها ، والأعداءُ يريدونه أن يقدّم إليهم المبررات التي تسهل عليهم مهاجمته وإسقاطه قبل أن يتمكن من لجمهم . إن لحسابات القوى الداخلية والإقليمية والدولية قيمٌ تدخل في الميزان في كل خطوة يخطوها ، وهذه الحسابات كما يبدو من تصرّفات العبادي أنه يقيّمها بالأسلوب الحسابي البسيط ، فيحسب قوة الجماهير غير المسلحة ، ولو كانت حركتها مدعومة من المرجعية الدينية العليا ، إزاء قوى المال وإمكانات العدو من إمتلاك ميليشيات مسلحة وبقايا نفوذ فعال في القوات المسلحة والقوى الأمنية ، والسيطرة على وسائل الإعلام مضافاً إليها أسلوب المخادعة الذي قد يثني الكثيرين من التصادم المسلّح ، وكذا الضغط المعنوي والمادّي من دولة جارة . إن مصير العراق مرهون بقابليتك ، يا حيدر العبادي ، في العمل في هذه الظروف الصعبة ، ولقد فوّضتك الجماهير كل الصلاحيات ، وحصلت على الدعم الشرعي من أعلى مرجعية دينية التي حمّلتك مسؤولية العمل لتحقيق مطالب الشعب والضرب بيد من حديد ، فبين نجاحك وفشلك خطوة عليك أن تخطوها ، وأعداؤك ما كانوا ليهملوها لو كان لهم الحق فيها ، عليك أن تخطو خطوتك الجريئة ، فقد كشر الذئب عن أنيابه ، بحضور ممثله السليماني ليبلغك الرسالة . إنك بصفتك الرئيس التنفيذي المباشر في العراق والقائد العام للقوات المسلحة تمتلك " بيضة القبان " التي تعدّل ميزانك لصالحك ولصالح الشعب العراقي : عليك بالذهاب إلى واشنطن مقابل زيارة المالكي لطهران ، وأقدم على إستخدام الإتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة التي تم التوقيع عليها في عهد المالكي ، ، فكفاك حيرة وكفاك مكابرة وكفاك التظاهر بالعفة كذباً ، فالعراق مهدد ليس بالإنهيار بسبب ما آل إليه من الفساد والإرهاب بل مهدد أيضاً من دولة جارة ، وليس من مصلحة الولايات المتحدة ترك العراق لقمة سائغة لإيران .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّتان ؟ لا... بينهما رابط .
- التَدَبُّر ومفتاحُ الحل
- هَل مِن رجالٍ لفجرٍ جديد ؟
- فَلِيَخسأ المُحَرّفون .. ولِيَنتَصر الشُرَفاء
- إمام أبو الخرگ
- إسگينا العَلگم
- رسالة إلى حيدر العبادي
- كَفى تساهُلاً
- أحداثُ تكريت مؤامرَةٌ وليست تصَرّفاً ذاتياً
- عُد إلى الشعبِ يا حَيدر
- حِفظ الأرض والعِرض
- حَدَثٌ و دَرسٌ
- العراقُ بحاجةٍ لثورة
- ما السبيل للخروج من المحنة ؟
- إجتثاثُ بَعث أم فتنة ؟
- كيف السبيل لمكافحة داعش
- لا للتحريض الإنفعالي
- - داعش - وأسعارُ البترول عالمياً
- حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ
- كيفَ السّبيلُ إلى الإصلاحِ ؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي