أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - حَدَثٌ و دَرسٌ














المزيد.....

حَدَثٌ و دَرسٌ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 09:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



يُروى أن مقاولاً كان ينفّذ مشروع تبليط الشارع الذي يمتد بين منطقة معرض بغداد الدُولي ومدينة المنصور . بضمن المخطط شارع حي دراغ الذي كان يقع فيه دار طاهر يحيى ( رئيس الوزراء المخضرم في عهد العارفين ) . بعد سقوط وزارته بعدة أيام لاحظ طاهر يحيى أن المقاول قد أوقف العمل في تبليط الشارع المؤدّي إلى داره ! رفع سماعة الهاتف وخاطب المقاول قائلاً " أوقفت أعمال التبليط بعد سقوط الوزارة ، فهل أنت متأكد أنّي لن أكون رئيساً للوزراء بعد الآن ؟ " عند إستلام المقاول " الرسالة " عاد صاغراً لعمله .

درسٌ علينا أن نعيَه اليوم ونأخذ منه عبرةً . الجهاز الإداري في الدولة والقوات المسلّحة لم يتوصلوا إلى قناعة ويقين أن المالكي لن يعود رئيساً للوزراء ثانية . فالناس بطبعهم ، مسالمون ، لا مصلحة لهم في الميلان نحو جهة ضد أخرى تحاشياً لما قد يأتيهم من أذىً . قد يسمّي البعض هذا الموقف جبناً ، ولكني أرى أن تحاشي الأذى والركون إلى السلامة هو طبع الشعوب عامة ، والشعوب جبارة إذا ثارت وتيقنت من أن قادتها أمناء وأحرارٌ في التخطيط لمستقبلهم والإقدام في مسيرتهم والتفاني من أجل تحقيق طموحاتهم .

لم يحصل من حيدر العبادي ما يُطمئن الشعب أنه ذلك القائد الذي يتمكن من تحقيق تلك الطموحات ، سواء في تحرير الأرض من براثن داعش ، أو مكافحة الفساد والقضاء على سطوة الميليشيات المسلحة وتطهير القوات المسلحة من البؤر الإرهابية التي زرعها النظام السابق فيها وأعطاها الوضع القانوني الرسمي ، ولمّا يزل يستخدمها ليس في تعكير الأمن والإستقرار، بتنفيذ الأعمال الإرهابية ، بل أيضاً بإشاعة الفوضى في البلد بغرض إفشال كل عملٍ تقوم به الحكومة الجديدة .

لم أقصد بما ذكرت أعلاه ثلم شخص العبادي أو التشكيك في صدقه وإخلاصه للوطن والشعب ، بل أن توازن القوى السياسية التي ساندته عند تولّيه رئاسة مجلس الوزراء ملغومة بأعدائه ، ومن هنا يأتي المحذور في سقوط وزارته بإنسلاخ بعض القوى السياسية من الإلتزامات التي تعهّدت بها في يوم تسلّم العبادي للمسؤولية . إنّ العبادي لا زال ضمن كتلة " دولة القانون " بزعامة المالكي ، ولم تتمكن قيادة حزب الدعوة من عقد مؤتمرها لإزاحته وإختيار العبادي أو أحد الموالين له لزعامة الحزب . والعبادي مرهون بمواقف التحالف الوطني السياسية ، والشعب يعلم أن لدى المالكي ومستشاره " الألنكي " ملفات تخص شخوص قيادات التحالف الوطني يؤدّي كشفها إلى تغيير ماضي ومستقبل تلك الشخوص ، فبالتالي فإن أي قرار يتعلّق بالقيادات السياسية : يتحدد بالخط الأحمر المرسوم . أما القوى السياسية الأخرى الفاعلة في الساحة : فبالإضافة إلى إنطباق نفس العيوب المذكورة أعلاه على بعض قياداتها فإن في أجنداتها تقاطعات مع أجندة كتلة دولة القانون والتحالف الوطني . إنها مسألة معقّدة جدّاً يصعبُ حلّها ما لم يُكسر هذا الطوق الحديدي الذي يكبّل الحكومة .

من المُلاحظ أن أي خطوة إيجابية تتخذها الحكومة ترافقها موجة من أعمال العنف والتفجيرات والمفخخات ، تتبعها وسائل الإعلام المأجورة برمي الحكومة بالقصور ووضعها في موقف المساءلة . لا يمكن بناء العراق بيدٌ تبني وأخرى تهدم ، فلا بدّ من عملٍ ثوريٍّ حقيقي لإنقاذ العراق من هذا الوضع المأساوي المنحدر نحو الهاوية . فعلى المسؤولين تحمّل مسؤولياتهم ، فالتاريخ والشعب ، في غدٍ ، لا يرحم المتقاعسين .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقُ بحاجةٍ لثورة
- ما السبيل للخروج من المحنة ؟
- إجتثاثُ بَعث أم فتنة ؟
- كيف السبيل لمكافحة داعش
- لا للتحريض الإنفعالي
- - داعش - وأسعارُ البترول عالمياً
- حَربٌ عالميةٌ ثالثةٌ
- كيفَ السّبيلُ إلى الإصلاحِ ؟
- الإستحقاقُ الإنتخابي و هريسة جُحا
- ماذا ؟ ولماذا ؟
- أيُّهما أقرب للحقيقة ؟
- فَشَلٌ في الجَلسَةِ الأولى ، فهل مِن أملٍ في الجَلسة الثانية ...
- حِصانُ طُروادة في حكومةِ المالكي
- رسالة مفتوحة إلى المالكي
- مُؤامَرَةُ تقسيمِ العراق - مشروع بايدن -
- خارطةُ طريق إنقاذ العراق
- مُغامَرةُ حافةِ الهاويةِ
- حَذاري من لعبة الشيطان
- الصَّحافة
- مسألةُ ثقة


المزيد.....




- تجويع غزة.. حين يتساوى الميسورون والفقراء
- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...
- عمال “المتحدة” يحتجون على عدم صرف رواتبهم للشهر الثاني
- “أمن الدولة” تُخلى سبيل رئيسة تحرير موقع مدى مصر
- رقابة وسيطرة ناعمة، عبر الذكاء الاصطناعي كأداة قمع سياسي متد ...
- حزب الشعب الوطني الكشميري الموحد ينتقد خطاب باكستان بشأن حزب ...
- كلمة الميدان: الحل في يد الجماهير
- افتتاحية: من أجل النهوض بالحركة النضالية الشعبية في بلادنا
- كوبنهاغن تكافئ السياح على حماية البيئة
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي الرفيقة فريدة خنيتي عضوة اللجنة ال ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - حَدَثٌ و دَرسٌ