أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - المعلوم والمجهول في المسار السياسي للكيان اللبناني والدور المرتجى للحركة السياسية اللبنانية















المزيد.....

المعلوم والمجهول في المسار السياسي للكيان اللبناني والدور المرتجى للحركة السياسية اللبنانية


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تتحول قوة سياسية اجتماعية تمسك في مفاصل الادارة العامة للكيان اللبناني. الى مجرد قوة ابتزاز لا تملك ان تقدم شيئا حتى الى البنية الاجتماعية الحاملة لها الا بما تقتنصه وتنهبة من موارد "الدولة" . وتعطل كل مقومات الفعل الاقتصادي والسياسية والاجتماعي. تصبح ليس فقط قوة نافلة وحسب. بل تكون خطر و"شرا مستطيرا" لا يؤمل منها أي خير ينعكس على الحياة العامة.
تلك هي حالة ما يسمى "تيار المستقبل". وتلك هي النتيجة الحتمية التي آلت اليه طبيعة ودور الحريرية بمؤسسها رفيق الحريري. دون ان يعني ذلك اي اعفاء من المسؤولية لشركائه في تركيبة المكونات السياسية ما بعد "الطائف".
اذا كانت الحرب الأهلية في لبنان 1975/1990 ابقت على شيء من مقومات البنيان الدولتي من مؤسسات وقطاعات وموارد حيوية يمكن من خلالها اعادة بناء ما هدمته الحرب والتأسيس عليه. فان مشروع اعادة الاعمار الذي شكل عنوان الحريرية ومبرر وجودها قضى على كل مقومات اعادة البناء على اسس اجتماعية وحول ما بقي حي منها الى مجرد عبئ على الخزينة العامة دون ان يقدم اي مردود يذكر في أي مجال. وليس هذا وحسب بل ان المنهج الحريري أدى الى ضرب كل القطاع العام والسيطرة على مجالاته بعقلية مافياوية جعلت البلد يخضع بكل مكوناته الى مزاجيتها. وإرتهانه بقوته اليومي وأسباب استقراره السياسي والاجتماعي الى ارادات قوى اقليمية ودولية تضع في أولوياتها أمن واستقرار الكيان الصهيوني على حساب كل اعتبار أخر.
هذا ما جعل كلا القوى السياسية تقف عاجزة امام عنجهية وصلف آل الحريري سواء كانوا في مواقع السلطة بشكل مباشر أو خارجها بأشخاصهم ومسيطرون عليها عبر أدواتهم. والعجز في وضع حد للحريرية وأدواتها ناتج بالدرجة الاولى عن أن معظم القوى الفاعلة في الحياة السياسية كانت في موقع الشراكة معها التي ادت الى استنزاف كل شيء وإستنفاد كل رصيد يمكن الاعتماد عليه لبناء المقومات التي توفر الحد الأدنى للأمن الاقتصادي والاجتماعي. وكذلك فان القوى الأخرى المؤثرة والفاعلة من خارج بوطة الشراكة هي أيضا عاجزة عن الوقوف بوجه الابتزاز الذي تمارسه الحريرية. بكونها تفتقد الى مشروع وطني ذا مضمون اقتصادي اجتماعي بمستوى التحديات التي تواجه هذا الكيان اللبناني. وفي طليعة هذه القوى "حزب الله" والتيار العوني.
الأول يرسم أولوياته بناء على دوره في مقارعة العدو الصهيوني وبناء القوة العسكرية المباشرة التي تؤهله لذلك. تاركا شؤون البلد الاقتصادية والاجتماعية لشريكه في النسيج الطائفي رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري. الذي هو ابرز شركاء الحريرية في كل مراحلها. ولو انه في الموقف السياسي الوطني والقومي العام. يبقى في الاصطفاف المتماهي مع حزب الله ومحور المقاومة والممانعة.
أما التيار العوني الذي تجاوزته قوى "الطائف" مجتمعة منذ العام 1989. ما زال يرضخ تحت سقف المشاركة وإستعادة حقوق المسيحيين في مواقع السلطة التي استباحتها الحريرية وحلفائها في المناطق وأبرزهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. في ظل اختلال واضح هو أن البنى السياسية في البيئة المسيحية منقسمة بين اتجاهين أساسيين الأول يرتضي ما تمنحه إياه الحريرية باسم الواقعية آملا ان تتغير موازين القوى الاقليمية والدولية في صالحه لإستعادة مكانة ودور كانتا له قبل الحرب الأهلية. أما الثاني وهو التيار العوني يفترض انه بتحالفاته السياسية الداخلية والاستناد الى حجم التمثيل الشعبي يمكنه استعادة الحقوق المسلوبة. دون النظر الى أولويات حلفائه ومدى قدرتها على التناغم معه في المواقف اليومية وخصوصا حين تتخذ طابعا هجوميا. رغم الخيبات التي مني بها منذ "التحالف الرباعي" . وادراكه لإنعدام المقومات الحقيقة للإستقلال في الخيارات السياسية والاقتصادية من مواقع السلطة. لا زال يرزح تحت عبئ الفكر السياسي الكياني ومنطقه الايديولوجي. رغم سقوط هذا الفكر وأثر المدمر الذي انتج الحرلاب الأهلية ولم يتعلم بعد من دروسها.
أما في المجهول:
---------------
كان لبنان منذ ما قبل تكوينه ككيان سياسي مرتبط موضوعيا في الأجواء والأوضاع المحيطة به. كانت لها انعكاسات ايجابية احيانا وسلبية في احيان اخرى. دون ان يكون له القدرة على التأثير فيها بالنظر الى حجمه وطبيعة تركيبه الاجتماعي. وبمعزل عن الرغبات والارادات للقوى المكونة له. وهو منقسم تاريخيا بين ولائين. واحد للغرب وواحد للشرق يستعر التناقض فيه وبين مكوناته تبعا لدرجة التناقض في المنطقة ولا يستقر في اوضاعه الى بالقدر الذي تستقر فيه اوضاع المنطقة. وهكذا كان حتى في أوج هيمنة وسيطرة القوي والمدرسة الكيانية السياسية. من كل الطوائف والمذاهب والمناطق.
اما بعد الحرب الأهلية اصبح لبنان اكثر ارتباطا وعضويا بمسار احداث المنطقة وارادة العزل فيه هي الأقل تأثيرا وتتلاشى فيما لو قرر احد اطراف النزاع في المنطقة اشعاله.
ولو أن ميزان القوى في لبنان لم يكن في صالح المقاومة وبشكل كبير لما كان لبنان اليوم ينعم بهذا الاستقرار الأمني النسبي. لأن طبيعة القوى المناوءة له وارتباطاتها وانتهازيتها التي تعتاش من موارد ومكتسبات. نظير ما تقدمه من خدمات للقوى الاقليمية والدولية ولا تملك أي حرص في خلفيتها على البنى الاجتماعيىة التي تحملها وتعيش على حسابها . حاولت مرارا استدراج الحرب لأن فيها تتعاظم مورادها. وهي بدورها لم تثنيها محاولاتها السابقة رغم انهيارها في المواجهة . ورغم ذلك لن تتوانى عن المحاولة لتفجير الاوضاع لو انها توهمت في قدرتها على السيطرة في مناطق معينة بما يتيح لها ان تمارس الدور الذي تأمله في خدمة اسيادها.
لا شك ان مظاهر الحوار والتفاهم على الحد الأدنى من الاستقرار مع التيار الذي يلبس لبوس الاعتدال والمتمثل بتيار الحريري . يشكل حاجة وضرورة في هذه المرحلة رغم انه فاقد للسيطرة على الجمهور الذي تفلت من يديه لصالح قوى الارهاب والتكفير. الا انه ما زال يشكل القوى المعتمدة من قبل المراجع الإقليمية والدولية والتي بيدها أيضا ليس فقط توفير الأمن والاستقرار في لبنان بل وتأمين وصول الموارد الحياتية اليومية إليه.
ان هذا الارتهان ما كان ليحصل لولا انه لم تطلق يد الحريري المؤسس في شؤون اعادة البناء و الذي جعلها مرهونة بابسط الاحتياجات للارادة الخارجية. غير ان الاستمرار في الخضوع لهذا الابتزاز سوف يصل الى طريق مسدود مع ضيق الهوامش في الصراع على المنطقة العربية. وما تهرب منه اليوم القوى السياسية الوطنية – القومية سيواجهها كاستحقاق مفروض ما لم تستعد له عبر تأمين موارد حقيقية وتنمية القدرات الانتاجية في كافة المجالات تحسبا لقطع الطرق على وصول هذه الموارد من الخارج سواء عبر البحر او البر. كما ان اضعاف التيار الوهابي ومتفرعاته وفي مقدمته الحريرية وأتباعها عبر تعزيز مقومات الحياة لدى البيئة الاجتماعية الحاضنة لها. يوفر الفرص حتى للقوى الاقليمية الداعمة لها للتغيير في رهاناتها وعدم الدفع باتجاه التفجير للأوضاع وجر البلد نحوى الفوضي اذا ما شعرت بفقدان السيطرة وتركت البنى الاجتماعية التي تشكل ادوات تخريب وفوضى في حالة من العوز وانسداد الافق.
هنا يكمن الدور المنوط بالقوى الوطنية التقدمية والرهان على ارتقاء الأداء السياسي للتيار العوني وان يستدرك حزب الله ويلحظ من ضمن مسؤولياته هذا التحدي الوجودي كقوة فاعلة ولها اكبر التأثير ولا يكتفي بما يعبر عن مجرد محفز أو مؤيد للمطالب الحياتية للناس في المناطق التي هي بعيدة عن وجوده وتأثيره المباشر.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة
- في ذكرى 13 نيسان
- غزة بعد العدوان (المشهد السياسي يتكرر في كل كيان)
- عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة ا ...
- نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا ال ...
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...
- لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة
- -هيئة التنسيق النقابية- والسقوط المبكر في ملعب نادي النظام ا ...
- هل يخرج مدعي العلمنة والحرص على السلم الأهلي من مستنقع العجز ...
- هل نرتقي الي التفكير المؤسساتي لمواجهة التحديات الملموسة في ...


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - المعلوم والمجهول في المسار السياسي للكيان اللبناني والدور المرتجى للحركة السياسية اللبنانية