أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - أريدك أن ترحلي














المزيد.....

أريدك أن ترحلي


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


أريدك أن ترحلي
( بعض الرحيل جنون، وبعض الجنون اختيار. ـ مراد سليمان علو ـ )
أيتها الوردة المقطوفة من بستاني. لا يخدعنك دقات قلبي المتلاحقة، فهو لم يعد ينبض من أجلك، وهدير الدماء في شراييني ليست لك.
لا يسّرني قدومك، ومتى سرّ قرميد (الوردية*) بهطول المطر، وكيف تريدين من أشجار البلوط أن تسّر بضربات الفأس الموجعة على جذعها.
تقولين لي: "أحبك بطريقتي"، ولا تعلمين إن السموم التي في دمي حقنت نفسي بها بطريقتك. أنا أيضا أحبك، ولكن بطريقتي أنا هذه المرّة.
تريدين مني أن ألبس على كيفك، وآكل على كيفك، وأمشي على كيفك، وأكتب على كيفك، وتريديني أن أحبّك على كيفك، ونسيت إن زمن (الكيف) انتهى عندما انفجرت القصائد في (سيباى**) وسال معها دمي.
تريدين دخول بيادري التي ممنوع حتى على الشمس دخولها. تريدين أن تدوسي على سنابلي بحجة أن أحذيتك من حبّ، ومتى صنعت الأحذية من الحبّ؟
لم أطلب منك يوما أن تتغزلي بقصائدي، بل قصائدي هي التي كانت تتغزل بك، ولم أطلب منك أن تنجبي لي الأطفال، بل كنت أنا طفلا بين يديك، وأدركت إنه لا يمكن للخيال وحده أن يلوّن المقابر دون الجنون، فقررت أن أهجرك عندما هجرتني، وأصبح مجنونا، فبعض الجنون هو اختيار يا قبرا يسكن خارج المقبرة.
مثلما كنت أعيش في جحيمك. أعيش الآن في نعيمي، وممنوع عليك دخوله، ورفعت شعارا يقول: "أيها العشاق أطلبوا الحرّية ولو عن طريق الهجر"!
كنت أظن أن الحبّ يدور حول عينيك، ولم يخطر ببالي يوما أنك تتلونين كما الحرباء لتخفين نفسك من وهج الحبّ الموجود في الغابة.
تكفيني ذكرياتي من الماضي البهيج الذي عشته معك، ولا أنوي أن أبني ذكريات آتية في الزمن الحاضر. لن تدخل حاضري لتعبثي به وترسمي ذكريات آتية مثلما ترغبين أنت بها. اطير الآن مع سربي، وأهاجر معه بعد أن خطفتني منهم لأكون لك وحدك، وبعد أن هاجرت لوحدك.
في النهاية ستحرقنا شمس الحقيقة. ستحرقك لأنك كذابة، وستحرقني لأنني صادق، وإذا لم تصدقي فاسألي جنوني، وإذا لم تصدقي فاسألي هجرك. لأنها هي التي سنّت قوانين عدم الرجوع.
حين هجرتني رفضت الأيائل أن تهاجر في ذلك العام، حين هجرتني انتحرت الفراشات قبل أن تهاجر، حين غادرت مياهي رفض الشلال أن يكركر، حين هجرتني خجلت الزنابق، وبكت الورود، ونكست الزهور رؤوسها، وأضربت العنادل عن الغناء، فكيف تريدين مني أن أخون الزنابق والزهور والورود وأدعك تدخلين حديقتها خلسة.
رجعت للكتابة بعد أن ابتعدت عني، فهل بعد هذا تريدينني أن أهجر الكتابة من جديد وأرجع إليك؟ آسف فليست لي القدرة على معاداة جيوش الحروف، وفيالق الكلمات، وأساطيل القصائد. أنا الآن أسيرها مثلما كنت يوما أسير عينيك.
اعلم أن الكتابة ذئب يعضّ روحي كل حين، ولكن الجلوس مع الذئب أفضل من التسكع مع الثعالب ـ أيتها الثعلبة ـ وما دمت ثعلبة لن تدعك الذئاب أن تدخلي عالمي ثانية. وعبثا تحاولين تقليدها.
ليس ثمة حبنا، وأيامنا، وذكرياتنا، فقد خلعتيها كلها ومشيت إلى مستنقع الرغبة، والشهوة. هنا نحن لا نستقبل العراة. أذهبي إلى أحضان النسور، والصقور، والعقبان.
فنحن معشر الزرازير، والبلابل، والهداهد نستطير من العاريات المشوهات وجوههن.
طالعي وجهك في مرآتك ثانية، وانظري كم أنت قبيحة، وشرّيرة، وأنانية. لا لن ندع الشرّيرات اللواتي يحملن المرايا ـ مرايا رغبات الجسد الفاني ـ أن يدخلن بيوتنا السعيدة بعد أن غادرن برغباتهن.
أنا الشاعر صديق القرى فشلت في ترويض عريك، وكذبك. لا أريدك مصفقة لأشعاري، ولا شاهدة على تألقي فإن لكذبك رائحة تقتل فيّ الشعر.
قضيت سنوات عمري الذهبية وأنا أبحث عنك لأولد من جديد، وما أن وجدتك حتى هربت، وبعد أن هربت ها هو العمر يمرّ بسلام، فكيف تريدين أن تدخلي إلى ساعات أيامه لتقلبي نهاره إلى ليل ثانية، وكيف لا تريدين مني أن أقطع حبلك السرّي لكي لا تبقين متأرجحة في مساءاتي.
اذهبي فقد ربحت هزيمتك. اذهبي ولا ترجعي فقد خسرت انتصاري.
كنت تكذبين علي منذ البداية، وكنت أصدق كذبك، والآن لا أريدك أن تكذبي، ولا أريدك أن تصدقي. فقط أريدك أن ترحلي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الوردية: قرية في حوض جبل شنكال مشهورة بالقرميد.
**سيباى: قرية الكاتب.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزان الحب
- احتلال الحب
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80
- صديقي القديم75 و 76 و 77
- صديقي القديم72 و 73 و 74
- صديقي القديم69 و 70 و 71
- صديقي القديم66 و 67 و 68
- صديقي القديم63 و 64 و 65
- بتلات الورد63
- صديقي القديم60 و 61 و 62
- صديقي القديم57 و 58 و 59
- بتلات الورد62


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - أريدك أن ترحلي