أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - كيف -تموت- الثورات














المزيد.....

كيف -تموت- الثورات


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 16:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنها ليست "مؤامرة" , إنها بكل بساطة منطق الأمور .. هكذا يتصرف السلطويون دائما , لأن هذا هو منطق السلطة ذاتها , "كل شيء مباح في سبيل السلطة" , و حيث كل ما تريده السلطة و تفعله "ضروري" , "جيد" , "أخلاقي" , الخ الخ ... هكذا "يحارب" السلطويون , من منهم في السلطة و من "يناضل" للوصول إليها , مهما كانت "هويتهم" , مهما تكن "الدوغما" التي يعلنونها حقيقة مطلقة , و مبررا لاستعباد الناس ... عندما ثار طلاب و عمال بودابست ثم عموم المجر عام 1956 على نظام ديكتاتورية الحزب الشمولي التابع لموسكو الستالينية , اكتفى "زعماء العالم الحر" بالإدانات , و بينما كان راديو أوروبا "الحرة" يدعو العمال الهنغاريين للمقاومة ( الحرية أو الموت ! ) اتخذ "الرئيس" أيزنهاور و مجلسه للأمن القومي قرارا بالعمل على تغيير أنظمة أوربا الشرقية الموالية لموسكو من خلال السياسات الاقتصادية و استخدام لغة سياسية معادية , و بينما كانت الدبابات الروسية تحتشد على الحدود المجرية كان راديو أوروبا "الحرة" يعد المجريين بتدخل الأمم المتحدة إذا استمروا بالمقاومة , بالطبع , لم يتجاوز ذلك "الدعم" استوديوهات راديو أوروبا "الحرة" .. و ما أن أعلن ناجي رئيس الوزراء المجري انسحاب بلاده من حلف وارسو بعد حصوله على تطمينات من السفير الروسي في بودابست يوري أندروبوف , حتى بدأ التدخل السوفيتي العسكري الثاني , و الحاسم .. قاومت بعض الوحدات المجرية النظامية , و كانت مقاومة المجريين "العاديين" ( ما يسميه اللينينيون : بالبروليتاريا ) عنيدة جدا في بعض المواقع , و كانت على أشدها في الأحياء العمالية في بودابست التي اضطر الجيش السوفيتي لقصفها بعشوائية بالمدفعية و الطيران .. كان أكثر من نصف الضحايا من المجريين من العمال .. أخبر ضباط الجيش السوفيتي جنودهم أنهم ذاهبون إلى برلين لقتال فاشيين ألمان .. و بينما كان عمال بودابست يموتون على متاريسهم , كان وزير خارجية ألمانيا الغربية ( "الحرة" جدا ) يدعو شعوب أوروبا الشرقية ألا يرتكبوا أفعالا حمقاء قد تكون ذات نتائج كارثية عليهم .. بينما وصف الأمين العام لحلف الناتو الثورة الهنغارية بانتحار جماعي لشعب بأسره .. و سيتفق معه في هذا وريث ستالين في الكرملين خروتشوف , الذي قال في مقابلة عام 1957 أن "الدعم" الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية للثورة كان أشبه بالحبل الذي قدمته للجلاد كي يلفه حول عنق الثورة .. شكلت الأمم المتحدة لجنة تقصي حقائق أدانت الغزاة و وكلاءهم المحليين , و رفضه السوفييت و الحكومة المجرية التابعة لهم .. و أخيرا , قدم زعماء "العالم الحر" جائزة "ترضية" لعمال و طلاب بودابست : فقد اختارت مجلة التايم المقاتل المجري من أجل الحرية "رجل العام" 1956 .. لكن الثورة مع ذلك لم تمر دون أن تترك أثرا ما على العالم المنقسم يومها بين معسكرين من القوى السلطوية البربرية , فقد تعرضت بعض الأحزاب الشيوعية الأوروبية لانشقاقات و تركها عدد من مثقفيها , و تراجعت شعبية بعضها , و انتعشت التيارات الاشتراكية التحررية لبعض الوقت بين عمال و طلاب أوروبا الغربية .. حتى النخبة الحاكمة في المجر بعد الإطاحة بالنظام الستاليني فيها في آخر ثمانينيات القرن العشرين , و تلك الحاكمة في روسيا النيو ستالينية ( ما بعد غورباتشيف ) , هي أيضا عملت كل ما بوسعها لاستثمار دماء عمال و طلاب بودابست الذين سقطوا على متاريس 1956 لحسابها .. حتى أن جورج بوش الذي غزا العراق بأوامر تلقاها من الرب , و شركات النفط , كان بين الزوار الذين حضروا احتفال تلك النخبة الرسمي بالذكرى الخمسين لثورة بودابست عام 2006 .. "التسيير الذاتي" , أن ينظم الناس العاديين حياتهم بأنفسهم , لأنفسهم , هذه هي كلمة السر , الوحيدة حتى الآن , لثورات يهزم صانعوها دائما , على أيدي "أصدقائهم" قبل "أعدائهم" , و أخيرا , و دائما , على أيدي "قادتهم" بالذات ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان
- مبدأ الدولة لميخائيل باكونين
- مالاتيستا : أسلوب الحرية
- بيان من الأناركيين العدميين - إسبانيا - 2012
- -دفاع- لويزة ميشيل أمام المحكمة
- عن عملية استانبول -الإرهابية-
- عن غزوة تشارلي هيبيدو
- البغدادي و الإيغوكرات
- التهليل لمذبحة الفقراء
- على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي
- التعايش السلمي و تأبيد حالة الاستثناء
- عن قيام داعش بإعدام امرأة بتهمة -الزنا- .....
- ترجمة المنشور رقم واحد للمجموعة الألمانية المعادية للنازية , ...
- عن الفردية و التمرد للأناركي الفرداني الإيطالي رينزو نوفارتي
- أناركيون
- لا تقتل لليو تولستوي
- رسالة إلى الخليفة البغدادي
- تعليق على مقال الدكتور عصام الخفاجي جهاديو الحركة الشيوعية و ...


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - كيف -تموت- الثورات