أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر اسكيف - ليس لأنها روبي














المزيد.....

ليس لأنها روبي


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 10:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس في واردي أن أقدّم تقييما ً فنيّا ً لما تعرضه الفضائيات العربية من أغان ٍ مصوّرة . مع تثبيت اعتراضي الشديد على أحكام القيمة التي توصّف تلك الأغاني , وتحديدا لجهة الأحكام السلبية , ذلك أن تلك الأحكام تعاير المواد بغير مكاييلها . أقصد أنها تحكم على منتج الحاضر بالمعايير التي كانت لمنتج الماضي , تلك المعايير التي تهرّأت وما عادت صالحة للاستخدام .
من جهتي , أرى بأن الحكم على الحاضر , كحركة لأحياء فاعلين يؤثّرون ويتأثرون , بمعيار ماض لم يعد سوى ذاكرة ماديّة ومعنوية , هو جريمة مضاعفة , حيث يؤكد وهم الثبات وإنكار التحول من جهة , ومن جهة أخرى هو فصل للماضي عن معناه الإنساني وصون له في المطلق .

( روبي في مواجهة الوحش ) عنوان زاوية في الصفحة الأخيرة من إحدى الصحف
قد يبدو العنوان أصلح ما يكون لفيلم سينمائي أو تلفزيوني . وفي العرض نقرأ التالي ( من المقرّر أن تنظر إحدى المحاكم المصرية في وقت لاحق من هذا الشهر في القضية التي رفعها المحامي نبيه الوحش ضد الفنانة روبي مطالبا ً بطردها من نقابة المهن الموسيقية .... ويطالب المحامي الوحش بمنع روبي من الظهور على شاشة التلفزيون لحماية النشء من مفاتنها وملابسها الغير محتشمة التي صارت موضة تقلدها الفتيات المراهقات ... )
انه الخوف والرعب الذي يخلقه الجسد حينما يقوم بما يؤكده كحقيقة إنسانية وحيدة .
نعم ما من حقيقة إنسانية سوى الجسد , وهو الأمر الذي أدركه مؤسسو الأديان فعملوا
على تقييده وتغليفه , وأحياناً سجنه . والغاية من ذلك هي إخفاء أية أدلّة تقوم ضد الوهم .
وهي أيضا ً نزعة امتلاك الصواب التي ينسبها المنغلقون لأنفسهم كنواب عن اله هو أقل منهم تشدّدا ًوأكثر رحمة , اله يعترف بحق الآخر في الاختلاف رغم تهديداته بالعقوبة يوم القيامة ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) لأنه لولا اعترافه وتأكيده على حق المختلف بالوجود لما خلق المختلفين ( وهو القادر على كل شيء ) ولما أتعب نفسه وملائكته بجلسات المحاكمة والحساب يوم القيامة . لكن الأدعياء العتاة ك(الوحش ) وسائر الوحوش يشكون بأهلية ربهم ويعتقدون بأنه لا يعرف مصلحته
فيحجرون عليه ويقومون بشؤونه . إنهم ببساطة يجعلون من ربهم غبيا ًلا يحسن التصرف .
وأما عن الأخلاق الحميدة التي يغار عليها ( الوحش ) ويرى بأن عري( روبي) يشكّل تهديدا ً لها بما يخلقه بين المراهقات من نزوع إلى التعري وارتداء الثياب الغير محتشمة نقول بأن الأخلاق ليست جسدا ً بل هي مجموعة لا تحصى من السلوكيات التي يمارسها الأفراد ( العاري منهم والمحتجب ) والمؤطرة بمقولات في غاية النسبية . وعلى ذكر النسبية , فيما يخص مفهوم الأخلاق , نود أن نطرح سؤالا ً في غاية البساطة : أيهما أكثر أخلاقية . رقص روبي واستعراضها أم قتل مئات الأبرياء بتفجير سيارة مفخّخة ؟ والسؤال السابق يستدعي سؤالا ً آخر : أيهما يشكّل تهديدا لمستقبل النشء ( الذي يغار الوحش على مصلحته ) ذلك الرقص أم تجنيد آلاف الشباب كعبيد للماضي وأدوات للقتل .

وعلى الصفحة الأخيرة لصحيفة أخرى نقرأ العنوان التالي ( البرلمان الكويتي مهتم بمؤخرة روبي ) سيظن من يقرأ العبارة السابقة , في حال عدم معرفته ب ( روبي )
أن الحديث يتم عن منطقة حدودية متنازع عليها , أو شركة تمر بمشاكل ,أو باخرة جانحة على الشاطئ الكويتي أو أي قضية من هذا النوع . وسوف يستغرب مع ( روبي ) حينما يكمل قراءة الخبر ( لا أعرف ما الذي يجعل نائبا ً برلمانيا ً , من المفترض أن ينشغل بهموم الناس وقضاياهم , مهتما ً بمؤخرتي ؟ ) وجاء الكلام ردا ً على تصريحات أطلقها النائب الإسلامي الكويتي ( عواد برد العنزي ) جاء في بعضها ( أن مؤخرة روبي قدّمتها ) .
مرّة أخرى , هو الخوف من المختلف , المختلف الذي يصرّ على وجوده , وسعي إلى تحطيمه وإلغائه . وهو الجسد يؤكد مرّة أخرى أنه الحقيقة الإنسانية الوحيدة في هذا الوجود , الحقيقة التي تفضح الوهم وتهدّده .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية بين الحاجة والضرورة
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 4 - 4
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 3-4
- إعادةإنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 2-4
- (إعادة إنتاج التخلّف-نزار قباني نموذجاً(1-4
- الممارسة المدنية / حكاية مدينة ومشغل ثقافي
- حكاياالجدات التي أطاحت برأس التوثيق / حسن علي يوّثق لتجربة ل ...
- درج الليل.. درج النهار - جديد الروائي السوري نبيل سليمان
- لتعزيزثقافة الخطأ
- أجدني هكذا
- الذات العارية كوردة / نحن لا نتبادل الكلام - جديد الشاعر حسي ...
- الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال 5 – الحداثة من جديد
- الحداثة المعطوبة - إعدة إنتاج المثال
- مظلّة وإناء وحظيرة - بعض من أزمة الطرح الديموقراطي
- عناصر الفائدة المركّبة
- الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال
- الحداثة المعطوبة ( إعادة إنتاج المثال )
- الحداثة المعطوبة ) إعادة إنتاج المثال)
- أطفال يلعبون ومقاطع أخرى
- حرّ يمضي الى القفص


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر اسكيف - ليس لأنها روبي